أجواء شديدة الحرارة تجتاح فلسطين أثرت على حياة المواطنين بشكل كبير، وانعكست أصداؤها على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف لدى المواطنين من التعرض لحالات إغماء أو جفاف، خاصة في ساعات انقطاع التيار الكهربائي.
المواطنين بدورهم أعلنوا حالة الطوارئ في الأجواء التي وصفوها بـ"الحارقة" التي لم تعتد فلسطين وخاصة قطاع غزة على مثيل لها، وإذ شهدت الشوارع فتورًا في حركة المارة وحتى المركبات.
بدوره الدفاع المدني الفلسطيني دعا المواطنين عبر "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى ضرورة التقيد بالإرشادات خلال موجة الحر القوية التي تضرب البلاد.
وأهاب الدفاع المدني بالمواطنين تخفيف الحركة قدر الإمكان في الفترة ما بين الضحى والعصر أثناء اجتياح موجة الحر للمنطقة، داعيًا الأهالي للانتباه لحركة الأطفال، وعدم تركهم، يتجولون ويلهون في الشوارع والطرقات.
وطالب المواطنين بالالتزام بالمنازل وعدم الخروج إلا للضرورة والحاجة، مشيرًا إلى الأخذ بالإجراءات الوقاية كلباس القبعة وعلبة مياه للشرب، والسير في أماكن تواجد الظل، والإكثار من شرب السوائل، حرصاً على سلامتهم، وتفقد التمديدات الخاصة بشبكة الكهرباء والغاز ومعالجة التالف فيها.
ودعت المواطنين إلى عدم ترك السيارة مغلقة تحت أشعة الشمس مباشرة والانتباه للمواد القابلة للاشتعال وإبعادها عن مصادر اللهب وارتفاع الحرارة، مشددًا على ضرورة تجنب إضرام النيران بشكل عشوائي، والابتعاد عن إلقاء أعقاب السجائر، خاصة في أماكن الأعشاب الجافة.
وفي سياق متصل قالت الإدارة العامة للمرور بقطاع غزة: إنَّ الحفاظ على إطارات المركبة، بعيدًا عن التأثيرات السلبية التي تخلفها درجات الحرارة المرتفعة، لايقي الإطارات وحدها من التلف، بل أيضًا يقي ركاب المركبة من مجابهة حوادث قد تكون كارثية، خاصة إذا انفجر أحد الإطارات أثناء السير.
وأضافت الإدارة: هناك عدد من التدابير التي يجب اتخاذها في الأوقات التي تكون فيها درجات الحرارة مرتفعة، للحفاظ على الإطارات بعيدًا عن أية مشاكل تتمثل في الآتي:
الفحص المنتظم لإطارات السيارة الأربعة، بالإضافة إلى الإطار الاحتياطي من الأمور المهمة للغاية، حيث يمكن من خلال هذا الإجراء اكتشاف أي أضرار أو تمزق بالإطار أو بروز الأسلاك الداعمة.
إن فحص ضغط الإطارات من الأمور التي يجب مراجعتها مرة واحدة على الأقل شهريًا، وذلك كون انخفاض الضغط بالإطار يؤثر على كفاءتها والقدرة على التحكم بالسيارة بواسطة المكابح، كما أن ضغط المرتفع خاصة عند ملء الإطارات بالهواء، وليس النيتروجين يسبب انبعاجات بالإطار، كما تسبب مع الاحتكاك بالطريق في تلفه.
فحص اتزان الإطارات من الأمور التي يجب مراجعتها عند الإحساس باهتزازات أثناء السير، فالحفاظ على توازن الإطارات يسهم في إطالة عمرها الافتراضي.
الأوزان الزائدة بالسيارة من أكثر الأمور التي تسرع من عملية تلف الإطارات بشكل عام، حيث أن ذلك يؤثر عليها عند الاحتكاك بالطريق، وارتفاع الحرارة الناجمة عن الاحتكاك، فضلًا عن ضعف قدرة المكابح، واستهلاك أكبر للوقود.
عند الشعور بميل أو انحراف أثناء القيادة، يجب فحص ميزانية العجلات، لأن ذلك يؤثر في سلامة أدوات التعليق وخلل ميزانيتها، ما يؤثر على كفاءة الإطارات.
أما مواقع التواصل الاجتماعي فشهدت تعليقات كثيرة ما بين غاضبة من انقطاع التيار الكهربائي في ظل هذه الأجواء، ومتذمرة من شدة الحرارة، وأخرى ساخرة من الحالة العامة التي يعيشها السكان بسبب الأجواء شديدة الحرارة.
الناشط محمد علي قال: "مع الشوب الواحد حاسس حاله رجع لزمن الجاهلية والصحراء، شايفين سراب قدامنا".
أما رغد العثامنة فغردت قائلة: "مش يكفي درجات الحرارة اللي لا تطاق كمان قطعة كهربا وقطعة مي ووضعب صعب".
وكتب محمد أبو فراس: "درجات الحرارة في الصيف في غزة غير كل العالم، فاحنا في حصار وانقطاع تيار كهرباء، لهيك بنحس بكل تفاصيل الحرارة والصيف".
أما المناطق التي أعلن الفقر فيها امتداده وتأصله مثل "نهر البارد" جنوب قطاع غزة، فتنتشر ظاهرة رش الأطفال واستحمامهم بالماء أمام بيوتهم المصنوعة من "الزينكو".
لحظات فرح للأطفال _لربما_ لكن ما تراه العين يعكس أيضًا حجم المعاناة والقهر الذي تعيشه هذه الأسر، سواءً في فصل الصيف أو حتى في فصل الشتاء.