كيف تسعى تركيا إلى التملص من عقوبات "إس 400"؟

الساعة 02:25 م|17 يوليو 2019

فلسطين اليوم

تسعى أنقرة جاهدة إلى احتواء الأزمة مع واشنطن، بعدما شرعت في استلام أجزاء من منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس 400"، فيما يلجأ المسؤولون الأتراك إلى عدد من الأوراق لإقناع الولايات المتحدة بعدم فرض عقوبات.

وفي الثاني عشر من يوليو الجاري، بدأت طائرات شحن روسية في نقل أولى أجزاء المنظومة الروسية إلى قاعدة بأنقرة، في خطوة اعتبرت تحديا للتحذيرات الأميركية المتوالية.

وأبدت الولايات المتحدة معارضة شديدة لحصول تركيا على المنظومة، ورأت أن دخول الـ"إس 400" إلى بلد عضو في حلف شمال الأطلسي من شأنه أن يتيح منفذ تجسس على مقاتلات "إف 35" التي تشارك تركيا في صناعتها، وتقدمت بطلبية لشراء عدد كبير منها.

لكن هذا التحدي التركي ليس في مأمن من العواقب، سواء على المستوى العسكري والاقتصادي، فبمجرد الإعلان عن وصول الدفعة الأولى إلى أنقرة، هبطت الليرة التركية أمام الدولار وسط مخاوف بأن تتوالى الخسائر في حال فرض أي عقوبات أميركية.

وبحسب ما نقل موقع "إل مونيتور"، فإن أنقرة تراهن على مسألة مهمة حتى تتفادى التعرض لعقوبات في إطار قانون مكافحة أعداء أميركا الذي جرى تبنيه في الولايات المتحدة سنة 2017.

وأوضح الكاتب متين غوركان، أن تركيا تعتبر نفسها معفاة من هذا القانون، لأنها وقعت صفقة المنظومة الروسية لأول مرة سنة 2016، فيما جاء القانون الذي يعرف بـ"كاتسا" بعد نحو عام.

وترى أنقرة أن القانون لا يمكن أن يسري بأثر رجعي، وهذا الأمر جرى نقله من وفد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المسؤولين الأميركيين، خلال اللقاء مع الرئيس دونالد ترامب، في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في اليابان.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن خبراء أن تجسس روسيا على مقاتلات "إف 35" ليس هو أكثر ما تخشاه واشنطن في صفقة "إس 400"، لأن أقصى ما يمكن أن تقوم به المنظومة الروسية هو رصد بعض المعلومات عن رحلة المقاتلة الأميركية مثل العلو والسرعة والقوة أو ما يعرف بـ"بروفايل الرحلة"، وهذا الأمر تقوم به روسيا إزاء الكثير من المقاتلات الأميركية في الوقت الحالي.

وأضافت أن ما يقلق الولايات المتحدة ودولا أخرى في الغرب، هو الجوانب الجوستراتيجية، لأن عضوا مهما في حلف الناتو يقدم لأول مرة على شراء منظومة دفاعية روسية، في الوقت الذي تواجه فيه موسكو اتهامات بمحاولة زعزعة الاستقرار في دول غربية من خلال التدخل في عمليات انتخابية والعمل على تقويضها.

 

كلمات دلالية