مجبر أخاك لا بطل.. أطفالٌ يخدمون الأطفال في غزة!

الساعة 03:34 م|16 يوليو 2019

فلسطين اليوم

يعجُ شاطئُ بحر غزة بسياراتٍ مزينة بأحبال الإضاءة التي تتراقص بألوانها الجميلة، تلك السيارات يدفعها أطفالٌ لم يبلغ أكبرهم الـ 15 عاماً.

 في منطقة بحر شمالِ غزة قرب مسجد الخالدي، يقف الطفل أحمد 10 أعوام ويدفع أمامه سيارته التي يصدح منها صوت أغنية "عمي يا صياد"، يرقبُ الأطفال علهم يركبون سيارته ليحصل على شيكل واحد لقاءَ ترفيههم بسارته التي تحوي زخرفة وإضاءات لافتة.

على بُعدِ أمتارٍ قليلة من مكان احمد تجلسُ عائلةٌ ومعها أطفالٌ كُثُر، يقترب منهم أحمد في محاولةٍ لإغراء الأطفال بالركوب معه، وقد نجح في ذلك فعلاً فقد جاء أحد الأطفال بحذاءٍ أبيض وبنطالٍ أسود، مرتدياً فوقه قميصاً ذا لونٍ أزرق، على عجل طلب الطفل من أحمد اللعب بسيارته.

بدأ أحمد بدفع السيارة المزينة بالإضاءة وحذاءهُ الأسود المهترئ يرتطمُ بالأرض، وقد بدت على أحمد علاماتُ التعب والإرهاق الشديدين، وكان يلبس "شورت" من الجينز أطرافه ممزقة، فهو على الأغلب مقصوص من بنطالٍ طويل، و"بلوزته" البيضاء التي طغى عليها السواد من الإرهاق، اثنان من أزرارها الأربعة عند الرقبة مفقودان، ووجهه المحروق من الشمس يبدو أنه كانَ حِنطيًا قبلَ أن يتغير للأسمر.

بصعوبةٍ استطاع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، التحدث مع أحمد الذي بين أن والده سيوبخه إذا علِم أنه تحدث مع الصِحافة أو أي مؤسسة أخرى، وبعد أن وعدناه بعدم الكشف عن اسم عائلته، قال: "أبوية تعبان وما بشتغل وانا اخوتي كثار وكلنا بنشتغل عشان نساعد بعضنا".

وأوضح الطفل أحمد أن لهُ أخٌ يعمل مثله ولكن في منطقة الكورنيش غرب غزة، مستفيداً من عطلته الصيفية، إذ أنه باشر عمله مع بداية العطلة الصيفية وبعد انتهاء العام الدراسي.

وفيما يخص مكان سكناه ومدة الوقت التي يمضيها على شاطئ البحر، قال "انه يمضي من الوقت 10 دقائق حتى العودة على منزله في مخيم الشاطئ، وبعد انتهاء عمله وتقريباً عند الساعة 12 منتصف الليل".

أحمد الذي يخشى أن يعرفَ والده عن حديثه مع "الصحافة"، لا يعلم مطلقـًا أن القانون الفلسطيني يحظر عمل الأطفال دونَ سن 15 عامًا في أعمالٍ تتسبب بضرر جسدي ونفسي، هو يعرف فقط أن عليه العمل لأن عائلته بحاجة للمال.

ونصَّ قانون 19 لعام 2012 - وهو النص المعدّل من قانون الطفل الفلسطيني رقم 7 لسنة 2004  "على حظر عمل الأطفال قبلَ سِن الخامسة عشر، وتكليفهم أو استخدامهم في مهن وأعمال من شأنها الإضرار بصحتهم النفسية والبدنية، حتى لو كانت لدى أقارب من الدرجة الأولى، وأن مخالف هذه الأحكام يعاقب بغرامة لا تقل عن 1000 دينار اردني، ولا تزيد عن ألفين."

الكثير من الأطفال يعملون بنفس المهنة، في المتنزهات وشاطئ البحر والساحات العامة، لا يعرف المارة عنهم سوِى مظهرهم.

وأشارت بيانات مسح القوى العاملة لعام 2018، على أن نسبة الأطفال العاملين (سواء بأجر أو بدون أجر) في فلسطين حوالي 3% من إجمالي عدد الأطفال في الفئة العمرية (10-17) سنة، بواقع 4% في الضفة الغربية و1.3% في قطاع غزة، و(5.5% أطفال ذكور مقارنة بـ 0.2% من الأطفال إناث).

كما بلغت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدارس ويعملون 0.8% بواقع 1.1% في الضفة الغربية و0.4% في قطاع غزة، وعلى مستوى الجنس بلغت النسبة 1.5% للذكور مقابل 0.2% للإناث خلال العام 2018.

يعتبر نشاط التجارة والمطاعم والفنادق هو المشغل الرئيسي للأطفال العاملين (10-17 سنة) في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغت النسبة 38% مقابل 43% على التوالي، يليه نشاط التعدين والمحاجر والصناعة التحويلية في الضفة الغربية بنسبة 24%، أما في قطاع غزة فقد كان النشاط الزراعي هو المشغل الثاني للأطفال العاملين بنسبة 23%.

 

كلمات دلالية