موجة غضب إسرائيلية على بيان الاعتذار للمقاومة: ضعف وتراجع

الساعة 08:31 ص|13 يوليو 2019

فلسطين اليوم

عاشت الحلبة السياسية والعسكرية لدى الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات الأخيرة حالة من الغضب والنقمة على الجيش الإسرائيلي عقب إصداره بيانا توضيحيا عن حادث مقتل أحد كوادر حماس العسكريين في قطاع غزة.

فقد قال أليئور ليفي الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية إن "حماس تحتفل بما أسماه "اعتذار الجيش الإسرائيلي" عن قتل محمود الأدهم أحد كوادر جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، مساء أمس الخميس على حدود قطاع غزة الشمالية، مع أنه في حال أصدر الجيش بيانا توضيحيا عن مقتل أحد جنوده في حدث ما لكان الأمر مفهوما، لكن أن يصدر بيانا حول مقتل أحد جنود حماس، فالأمر يبدو غريبا".

وأضاف ليفي في تقريره في صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "الفلسطينيين في غزة اعتبروا بيان الجيش بأنه اعتذار مصدره الذعر الإسرائيلي من رد فعل حماس، فالبيان غريب وغير مألوف للجيش الذي أوضح أن مقتل الأدهم جاء نتيجة سوء فهم تطلب التوضيح".

وأكد أن "القتيل تابع لوحدة عسكرية في جناح حماس المسلح، مهمتها مراقبة الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، ومتابعة تطبيق التفاهمات الميدانية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، ومنع حدوث خرق لها".

واستدرك قائلا أن "هذه الوحدات الميدانية في الوقت ذاته تغض الطرف في بعض الأحيان عن إطلاق القذائف الصاروخية ونيران القناصة باتجاه الجنود الإسرائيليين والبالونات الحارقة، وساهمت برصد الحدود الامنية مع الجيش لتسهيل تنفيذ الهجمات المسلحة من خلال وجودهم في مواقع مرتفعة حدودية يسميها الفلسطينيون مراصد وأبراج مراقبة".

وأشار إلى أنه "بعيدا عن التفاصيل الدقيقة للحدث الميداني الذي قتل فيه ناشط حماس العسكري، لكن الأكثر أهمية هو كيفية استقبال الشارع الفلسطيني في غزة للبيان العسكري الإسرائيلي الذي أطلق عليه اسم بيان الاعتذار، فسارعت وسائل الاعلام التابعة لحماس على تداول بيان الجيش الذي جاء بعد وقت قصير، أقل من ساعتين، من صدور تهديد حاد وحاسم من الجناح العسكري لحماس بالرد المباشر على مقتل أحد كوادرها".

وتساءل ليفي "ما الذي حصل إذن؟ لقد حصل هذا الحادث بينما يستعد الوفد المصري من جهاز المخابرات لوصول قطاع غزة قادما من رام الله وتل أبيب للاجتماع بقيادة حماس، مما يجعل من البديهي أن يسارع بوصول غزة قبيل خروج تهديد حماس إلى حيز التنفيذ، والدخول مجددا بموجة تصعيد عسكرية قادمة، مع العلم أن مصر موجودة في عمق الأحداث التي يشهدها القطاع".

وأضاف أنه "في هذه اللحظات، خرج بيان الجيش الذي حصل بالضرورة على مصادقة وزير الحرب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وفي غزة ترجموا البيان بالصورة التالية: حين جاء تهديدنا قويا ضد إسرائيل، ذعرت واعتذرت، وسارع المتحدثون باسم حماس لتفسير البيان على أنه تعبير عن قوة ردع المقاومة، وخشية من ردودها".

وختم بالقول إن "القراءة الموضوعية للبيان الإسرائيلي في منطقة كالشرق الأوسط، تعتبر إشارة إلى ضعف وتراجع، لأنه من المثير للقلق أنه لا يوجد لدينا في إسرائيل من لا يفهم العقلية العربية، هذا في أسوأ الأحوال، أو هناك من يفهمها ويستعد لدفع ثمن إشكالي للغاية عن هذا البيان، في أقل الحالات سوءًا".