بالفيديو 5 أعوام على أصعب 51 يومًا على قطاع غزة

الساعة 02:06 م|07 يوليو 2019

فلسطين اليوم

لا زالت ذاكرة سكان قطاع غزة تضج بالكثير من الذكريات الصعبة كلما لاح يوم السابع من تموز، ففي مثل هذا اليوم بدأ العدوان الإسرائيلي الأشرس والأكثر دموية على قطاع غزة، واستمر لمدة 51 يومًا.

أطلق الاحتلال الإسرائيلي على عدوانه اسم "الجرف الصامد"، فيما تبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اسم "البنيان المرصوص" للرد على العدوان.

وفجَّرت عملية خطف المستوطنين للطفل المقدسي محمد أبو خضير وتعذيبه وحرقه في الثاني من تموز عام 2014 الأوضاع، حيث كانت هذه الجريمة النكراء الشرارة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة.

ويعتبر العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 العدوان الثالث على القطاع، إذ سبقه عدوانا عامي 2008 و2012، اللذين خلّفًا دمارًا كبيرًا ومئات الشهداء وآلاف الجرحى.

حصيلة العدوان

واستمر العدوان، لمدة يوما 51 أوقعت خلاله آلاف الضحايا، ودمرت عشرات آلاف المنازل والمنشآت العامة والممتلكات الخاصة، وارتكبت خلاله انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ترقى لمستوى جرائم الحرب، في ظل صمت المجتمع الدولي تجاه التزاماته القانونية والأخلاقية.

ووفقا لتوثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، قتلت قوات الاحتلال خلال عدوانها (2219) من الفلسطينيين، من بينهم (556) طفلا، و(299) امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى الأطفال الذين تم رصدهم (2647) والجريحات من النساء (1442).

كما هدم ودمر الاحتلال، (31981) منزلا وبناية سكنية متعددة الطبقات، من بينه (8381) دمرت كليا ومن بين المدمرة كليا (1718) بناية سكنية (تتكون الواحدة منها من أكثر من وحدة سكنية)، كما بلغ عدد المهجرين قسريا جراء هدم منازلهم بشكل كلى (60623) من بينهم (30842) طفل، و(16526) سيدة، وتجدر الإشارة إلى أن عمليات الرصد والتوثيق لم تشمل المنشآت والمساكن التي تعرضت لأضرار طفيفة وهي تعد بعشرات الآلاف.

وأجبرت قوات الاحتلال 520 ألفا من سكان القطاع أغلبيتهم من النساء والأطفال على الهرب من منازلهم دون توفير سبل خروج آمنة من مناطقهم، ودون توفر مراكز إيواء آمنة تتوفر فيها الحدود الدنيا لحفظ الكرامة الإنسانية المتأصلة، ما تسبب في معاناة بالغة لكل سكان القطاع.

وقد أسهمت الهجمات العشوائية واستهداف مراكز الإيواء والمنشآت وطواقم المهمات الطبية والإنسانية في بث مزيد من الرعب والترويع في نفوس الآمنين، وساهم في إيقاع مزيد من القتلى في صفوف المهجرين قسرياً وطواقم المهمات الإنسانية والصحافيين.

وخلص تقرير للجنة تقصي الحقائق حول العدوان الإسرائيلي، نشر نهاية حزيران/ يونيو 2015 وعرف بتقرير "ديفيس"، إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة "يرقى إلى جرائم الحرب"، وأن 142 عائلة على الأقل فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر في الهجوم على المباني السكنية أثناء الحرب، حيث شنت "إسرائيل" أكثر من ستة آلاف غارة جوية، وأطلقت نحو 50 ألف قذيفة مدفعية.

المقاومة الفلسطينية

وسطرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بكافة تشكيلاتها العسكرية خلال معركة "البنيان المرصوص" إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية أروع صور الملاحم والبطولات.

وتميزت المقاومة الفلسطينية في أدائها وقدرتها على إيلام العدو عبر تنفيذ العديد من العمليات النوعية، وقد حققت المقاومة الفلسطينية في مقدمتها سرايا القدس، انجازات عسكرية تاريخية باستهدافها مدنا صهيونية تقع في عمق الكيان كـ(تل أبيب)، كما استهدفت القدس المحتلة ونتانيا ومفاعل ديمونا ومفاعل ناحال تسوراك ومطار بن غوريون وغيرها لأول مرة، واستطاعت المقاومة أيضاً أن تهدد سلاح الجو الصهيوني، وسلاح البحرية بشكل محدود، إلى جانب تمكن المقاومة للمرة الأولى من ممارسة الحرب النفسية على جيش الاحتلال ومستوطنيه بصورة ذكية فاجأت العدو والعالم واستطاعت اختراق هواتف الجنود الصهاينة وبث رسائل تهديد لهم في حال فكروا الدخول برياً لقطاع غزة.

وأدارت المقاومة الفلسطينية المواجهة مع الاحتلال بثبات واستطاعت أن تتحكم بسير المعركة بطريقة أربكت العدو، وشكلت عنصر المفاجأة عاملاً أساسياً في ضرب معنويات الجبهة الداخلية للعدو.

حصاد المعركة

سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في ذلك الوقت أعلنت عن دك حصون المحتل خلال "معركة البنيان المرصوص" الجهادية بـ3249 صاروخ وقذيفة، من بينها صواريخ براق 100 وبراق 70 وفجر 5 وجراد وقدس وقذائف هاون وصواريخ 107 وC8k وكورنيت ومالوتكا.

أما على مستوى التصدي للعملية البرية التي شهدتها الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، فتمكنت سرايا القدس من استهداف العديد من الآليات العسكرية والقوات الخاصة بصاروخي كورنيت ، و4 صواريخ من طراز مالوتكا وعشرات العبوات الناسفة، وقذائف الـ RPG وتنفيذ عدة عمليات قنص واشتباكات وكمائن.

وزفت سرايا القدس إلى علياء المجد والخلود 135 من خيرة مجاهديها وقادتها الميامين الذين ارتقوا في عمليات استهداف صهيونية منفصلة في قطاع غزة، وأبرزهم الشهيد القائد صلاح أبو حسنين عضو المجلس العسكري ومسئول الإعلام الحربي في قطاع غزة، والشهيد القائد دانيال منصور عضو المجلس العسكري وقائد سرايا القدس بلواء الشمال.

السرايا بعد المعركة

كما عودتنا سرايا القدس في كل جولة أو معركة تخوضها بمفاجآت وتطور في قدراتها العسكرية ونستذكر عدة جولات ومعارك خاضتها المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها سرايا القدس بعد معركة المبنيان المرصوص، كعملية الوفاء للشهداء مروراً بعملية ثأر تشرين وصولاً إلى معركة حمم البدر الأخيرة التي أبدعت فيها سرايا القدس من خلال قدراتها الصاروخية بعدما أسدلت الستارعن صاروخ " بدر 3 " الذي كان له دور كبير في إحداث تسجيل نوعي في معركة حمم البدر من خلال قوته التدميرية الكبيرة وحجم الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والممتلكات في عسقلان وأسدود وغيرها، وجاء ضمن إحدى مفاجآت صناعات سرايا القدس العسكرية، والتي صنعت بأيدي مهندسي وحدة التصنيع الحربي، بالإضافة الى صناعات ما زالت سرايا القدس تخبئ في جعبتها الكثير الذي سيفاجئ العدو ويبهر العالم.

 

 

خسائر فادحة للاحتلال

قادة العدو اعترفوا بأن المعركة كانت هزيمة فادحة لكيانهم على الصعد العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وأقر مسؤولون صهاينة بقولهم: "خسرنا معركة استراتيجية أمام قطاع غزة‎"، فيما رأى رئيس الموساد "الإسرائيلي" السابق مائير دغان أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فشل فشلاً مدويًّا في غزة".

وحسب بيانات "إسرائيلية" رسمية، فإن 64 عسكرياً و3 "إسرائيليين" قُتلوا، وأصيب 1008 آخرين، بينهم 651 عسكريا و357 مدنيا، بينما تقول "كتائب عز الدين القسام"، إن مجاهديها وحدهم قتلوا 161 ضابطاً وجندياً صهيونيا، فيما تشير المعلومات لوجود 4 إسرائيليين في الأسر لدى القسام.

وكشفت مذكرات نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في سبتمبر، أن بنيامين نتنياهو كان خائفاً خلال الحرب على غزة عام 2014.

وقالت الصحيفة: إنها نشرت في الرابع من الشهر الجاري مذكرات لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، يقول فيها: إن نتنياهو كان خائفا من حرب "الجرف الصامد" (المسمى الإسرائيلي للعدوان على غزة) عام 2014 في غزة والتقى نتنياهو بعد منع الرحلات الجوية إلى "إسرائيل" بسبب تهديد الصواريخ من غزة.

ونقلت عن كيري قوله: "لأول مرة أرى فيها نتنياهو متوترا وخائفا مما يجري"، مضيفا "قلبي انقبض لأجله لأنني لم أره ضعيفا من قبل مثل ذلك"، واصفا المشهد باستغراب رؤية "زعيم إسرائيلي تحت حصار صواريخ حماس".

وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأسبق اتهم نتنياهو بطرح مسودة سرية لاتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في ذلك الوقت، إلا أنه تفاجأ من عرضها على الإعلام كمطلب من حماس وإظهار الرفض الإسرائيلي لها.

الإعمار
وبعد وقف العدوان الإسرائيلي، عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومشاركة 50 منظمة وحكومة، حيث تعهدت الدول المشاركة بتقديم 5.4 مليارات دولار للفلسطينيين، نصفها لإعادة إعمار القطاع الذي لحق به دمار واسع، فيما النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين.

لكنّ إعمار القطاع وترميم ما خلّفه العدوان الإسرائيلي المدمّر ما يزال حتى يومنا هذا يسير بوتيرة بطيئة عبر مشاريع خارجية بينها أممية، وأخرى قطرية.

ولم تمحو الأعوام الخمسة الماضية الآثار المدمرة للعدوان على غزة، فالآلاف من الأسر ما تزال مهجرة عن منازلها التي دمرت، ويعيشون في بيوت مستأجرة وفي ظل أوضاع إنسانية صعبة، وكذا حال مئات المصانع والمنشآت والمحال التجارية التي دمّرها الاحتلال ولم يُعد إعمارها أو تشغيلها؛ ما تسبب في تفاقم سوء الأوضاع الاقتصادية في القطاع المحاصر.

كلمات دلالية