مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ: حزب الله قادرٌ على احتلال منطقة وإحداث مفاجأة

الساعة 09:08 ص|04 يوليو 2019

فلسطين اليوم

نشر موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ مقالًا لمُحلّل الشؤون العربيّة، المُستشرِق آفي يسساخروف تحدّث فيه عن السيناريو الذي تتوقعه الدولة العبريّة للمواجهة المقبلة بين حزب الله وجيش الاحتلال، جاء فيه أنّ الأمين العّام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، يُواصِل في كل خطاباته التهديد بعملية في الأراضي الإسرائيليّة (المستوطنات) في حال اندلاع حرب، وفي بعض الأحيان يُسمى ذلك “احتلال الجليل”، وأحيانًا أخرى “التسلّل”، وهو أوضح أمام جماهيره أنّ لدى حزب الله القدرة على “دخول الجليل بسهولة”، على حدّ تعبيره.

ورأى المُستشرِق أنّ المسألة حاليًا هي أنّه لا يزال لدى حزب الله القدرة على العمل داخل الأراضي الإسرائيليّة (المستوطنات) وتحقيق إنجازات برية على شاكلة احتلال منطقة أوْ مستوطنة، أوْ بدلًا من ذلك إحداث مفاجأة إستراتيجية على شاكلة ما خطط له عبر الأنفاق، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه يُحتمل أنّه ليس لدى حزب الله سلاح سري استراتيجي على شاكلة الأنفاق، لكن أيضًا الآن في عهد “بعد- الأنفاق”، يمكن التقدير أنّ لدى حزب الله خطة طموحة على وجه خاص ومفصّلة لاحتلال والسيطرة على مستوطنات ومواقع عند الحدود الشمالية.

وشدّدّ المُستشرِق الإسرائيليّ على أنّ أحد الأمور التي تستطيع منع الحاجة إلى “احتلال الجليل” من ناحية حزب الله هو خلق ردع كافٍ ضد إسرائيل، لخلق خشية كبيرة إلى هذا الحد عند الطرف الثاني، وعندها ستمتنع إسرائيل عن أيّة محاولة لمهاجمة لبنان، بما فيها المصانع لدقة السلاح الصاروخي الذي يحاول حزب الله إقامته، كما أكّد.

وأشار أيضًا إلى أنّ خطابات نصر الله هي جزء من السعي لخلق ردع، فحزب الله وزعيمه يعرفان جيدًا أن كلّ كلمة للأمين العام تُفحص وتُقاس وتُبث وتحظى بأصداء لدى محلّلين وخبراء. إضافة لذلك، واضح أنّ حزب الله سيحاول خلق وضع في الحرب المقبلة يكون فيه الجيش الإسرائيلي منهمكًا ليس فقط بخططه الهجومية إنما أيضًا بالدفاع عن مستوطنات الشمال، على حدّ قوله.

وساق قائلاً إنّه بغياب الأنفاق، دور عناصر “وحدة الرضوان” هو محاولة التوغل سرًا إلى داخل إسرائيل أو بمصطلح عسكري- إغارة، بعبارة أخرى، وصول سريع إلى إحدى المستوطنات أو المواقع على الحدود، مع محاولة إدخال آلاف المقاتلين من عدة اتجاهات وأماكن، من خلال فرضية أن الجيش الإسرائيلي سيجد صعوبة في مواجهة عملية كهذه تحصل في عدة نقاط على الحدود.

ورأى أنّ هدف حزب الله الآن هو أن تنجح واحدة من هذه المحاولات على الأقل، وهذا من خلال استخدام مظلة مدفعية كثيفة، تشمل قصف كل منطقة الحدود، من خلال استخدام صواريخ ثقيلة الوزن قادرة على تدمير أهداف مثل مواقع عسكرية، مُوضحًا في الوقت عينه أنّه لدى حزب الله اليوم قوة نارية فعلية تمهيدًا ليوم العملية، والتي تشمل إطلاق نيران من المفترض أنْ تدمر كل خط التماس في الجانب الإسرائيلي بإعطاء أمر، وفق تعبيره.

وتابع المُستشرِق: كل موقع، كل هوائي، هذه خطة مهيبة لحزب الله يتجرأ فيها على خلق ضربة نارية قاسية إلى هذا الحد، إذْ لا تستطيع أية قوة إسرائيلية من العمل عند خط الحدود، مُضيفًا أنّ الخطة الهجومية لحزب الله، قد تتضمن إضافة إلى “خطة النار”، تشكيلا لوجيستيًا وإستخباريًا كاملاً، يشمل استخدام الطائرات بدون طيار التي ستنقل معلومات إستخبارية في الوقت الحقيقيّ، وقادرة أيضًا على الانفجار بأهداف في الجانب الإسرائيليّ، مُشيرًا إلى أنّه في هذه الخطة يوجد أيضًا تشكيل قيادة وسيطرة من المفترض أن يدير العملية الواسعة على طول الحدود- من منطقة رأس الناقورة وحتى أقصى النقطة الشرقية على الحدود.

وأوضح أنّ العائق البري الذي أنشأته إسرائيل في السنوات الأخيرة، سيصعِّب كثيرًا تنفيذ عملية كهذه، والآن، الفرضية لدى صنّاع القرار في حزب الله هي أنه على الأقل جزء من القوة المهاجمة ستنجح في التسلّل إلى المستوطنات، وواضح لدى صناع القرار في التشكيل العسكري لحزب الله أنّ عملية كهذه ستكون باهظة الثمن من ناحية القوة البشرية للمنظمة، لكن الإنجاز المعنوي سيكون حاسمًا من وجهة نظرهم.

واختتم قائلاً إنّ هذا يستلزم جعل الجيش الإسرائيلي الاستثمار بالدفاع، وضرب الرأي العام الإسرائيلي بصدمة معنوية وخلق رغبة لإنهاء سريع للحرب، يُمكن تخيّل فقط أيّ تأثير قد تخلقه صور لعناصر حزب الله في المطلة، على حدّ تعبيره.

كلمات دلالية