خبر واجب البرهان على نتنياهو .. معاريف

الساعة 02:44 م|28 يناير 2009

بقلم: نداف هعتسني

في الاسابيع الاخيرة يتلعثم مكتب نتنياهو برسائل تسمى "مهدئة" للخواطر، والتي للحقيقة يوجد فيها ما يدعو الى القلق. في لقاء سفراء اجانب، كما علم، وعد نتنياهو الا يقيم حكومة "يمين متطرف". وعلل ذلك بنيته "اقامة حكومة واسعة، يشارك فيها كديما، العمل وشاس". كما أنه تعهد بان يعمل على اجراء مفاوضات اقتصادية حثيثة مع الفلسطينيين، تشكل "بنية تحتية للاتصالات السياسية". بل واضاف يقول ان "معظم الشعب في اسرائيل، وانا منهم غير معنيين بان يحكموا شعبا آخر".

 

هذه الاقوال تضاف الى حقيقة أن نتنياهو، مثل مسؤولين كبار آخرين في الليكود، يرفضون التعهد بانهم سيعارضون اقامة دولة فلسطينية. وكذا للاصوات التي تطرح خطوطا حمراء فقط على تقسيم القدس، تسليم الكتل الاستيطانية والتلال المشرفة على مطار بن غوريون. خطوط تخصص للدولة الفلسطينية كل ما تبقى – كريات اربع، بيت ايل وكدوميم، غور الاردن: تاج الوجود الاخلاقي والقيمي لنا في البلاد وشهادة الضمان من الصواريخ والارهاب.

 

وبشكل عام، فان شتم اليمين الايديولوجي واخراجه الى ما وراء الجدار مقلق للغاية. فهل سيرتبط نتنياهو ببراك ولفني، ويتخلى عن الاتحاد الوطني؟ بمعنى انه سيفضل بالذات من اوقع علينا كل المصائب منذ 15 سنة ماضية، على من حذر، أبدى قدرة على الصمود وكان محقا؟

 

ومع من بالضبط يعتزم نتنياهو حث مفاوضات سياسية سريعة؟ مع ذات الفلسطينيين الذين شخصهم بوغي يعلون في كتابه كمن يريدون فقط تصفيتنا؟ واين بالضبط يعتزم الا يحكم شعبا آخر، ربما ايضا في وادي عارة؟

 

مفضل دوما انتخاب حزب ايديولوجي، والذي حتى لو لم يكن تاج الكمال، فانه على الاقل لن يقودنا في الاتجاه المعاكس لما صوتنا له في صندوق الاقتراع. هذه المرة مهم على نحو خاص التأكد من أنه ستطبق نظرية مضادة لخط الحكم الحالي، نظرية مضادة لاوسلو ولفك الارتباط، نظرية مضادة لما أعده اولمرت ولفني مع ابو مازن والامريكيين.

 

التصريحات الاخيرة، الى جانب تاريخ نتنياهو كرئيس وزراء، من اتفاق الخليل وحتى اتفاق واي، تفترض بنا التصرف تجاهه مع أخذ جانب الحذر. غير أن هذه المرة، خلافا للماضي، توجد معضلة حقيقية لمن نصوت. الليكود يطرح منتخبا مثيرا للانطباع ذا تماسك ايديولوجي، استقامة وامانة شخصية: من جدعون ساعر وحتى روبي ريفلين اللذين صمدا امام اغراء شارون، من بني بيغن وحتى بوغي يعلون، ممن مذهبهم واستقامتهم الشخصية غير موضع شك.

 

قائمة الليكود الحالية تختلف جوهريا عن عصبة الانتهازيين التي سمحت لشارون بسرقة الحكم ومع الايام فرت الى كديما. هذه قائمة من الصعب ان نرى كيف ستسمح لنتنياهو بان يتذبذب وان ينثني. ومع ذلك، فقد حان الوقت لان يوضح نتنياهو بصوت جلي ما هو الفارق بينه وبين لفني وباراك، ولماذا ينبغي لنا أن نفضله على اوري ارئيل وآريه الداد.

 

فبعد كل شيء، يحاول نتنياهو الغمز للامريكيين وللسفراء الاجانب بان شيئا جوهريا لن يتغير في اعقاب انتخابه. اما نحن فنتوقع بالضبط النقيض التام: ان نسمع بان الاتجاه الذي ستسير فيه الدولة سيتغير من الاساس، حتى وان كانت هناك لهذا الغرض حاجة للصدام مع الادارة الامريكية وكذا مع الصحافة الاسرائيلية".