تقرير بلدة العيساوية ... والمواجهة المستمرة مع الاحتلال

الساعة 02:33 ص|30 يونيو 2019

فلسطين اليوم

على مدار ثلاثة أيام تواصلت المواجهات على أبواب بلدة العيساوية الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس المحتلة، هذه المواجهات التي بدأت احتجاجا على أوضاع البلدة والانتهاكات "الإسرائيلية" بحقها، تواصلت غضبا على مقتل أحد شبانها برصاصة احتلالية يوم أمس الجمعة.

ويوم أمس السبت، كانت المواجهات الأعنف على مداخل القرية التي أدت إلى إصابة العشرات منهم بإصابات مختلفة، ولكنها ليست المرة الأولى التي تندلع هذه المواجهات، فقد كانت البلدة أحد البؤر الاحتكاك الدائمة في القدس، وما يتبعها من مداهمات ليلة للقرية واعتقالات بالجملة.

قال عضو لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في العيساوية هاني العيساوي إن ما يجري في المدينة من أحداث متواصلة هي نتيجة تراكمات من القمع والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على أراضي البلدة.

ففي عام 1967 ومع بدء الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية كانت العيساوية قرية صغيرة من في محافظة القدس، وتحولت الأن لتصبح أحد أحياء المدينة وأكبرها، حيث يصل عدد سكانها 20 ألف نسمة.

الأهالي كانوا يملكون أراضي تمتد إلى مشارف غور الأردن، وبعد الاحتلال مباشرة، وتحديدا في نيسان 1968 قامت قوات الاحتلال بمصادرة ثمانية آلاف دونما لأقامه معسكرات للجيش، ثم لأقامه مستوطنة التلة الفرنسية وكانت أول مصادرة مباشرة من أراضي القدس.

وتوالت المصادرات فيما بعد لتوسيع مباني الجامعة العبرية ومستشفى هداسا وبعض الأراضي أقيمت عليها مستوطنة معاليه أدوميم، والان تجري الاحتلال إجراءات لمصادرة المزيد من الأراضي مثل الحديقة التلمودية على المنحدرات الشرقية للمنطقة المشارف.

يقول العيساوي أنه لم يبق لأهالي البلدة أراضا سوى التي يسكونها وهم الذين كانوا بالأساس معتادون على العيش بالزراعة مما دفعهم إلى سوق العمل الإسرائيلي.

وتابعت:" إن كانت مدينة القدس أكثر المدن الفلسطينية فقرا، فإن بلدة العيساوية أكثر هذه المدن فقرا مع نسبة بطالة عالية جدا.".

وتحدث العيساوي عن معاناه كبيرة للأهالي فيما يتعلق بالسكن، فبلدية الاحتلال تمنع البناء في معظم أراضي القرية، فقد كانت بلدية الاحتلال أعدت خارجة للتنظيم البناء في البلدة على مساحة 660دنما من مجمل المساحة المتبقية للأهالي وهذا المخطط لم يتغير الرغم من تضاعف البلدة لأكثر من مرة ونصف.

ولهذه الأسباب وإجراءات أخرى جميعها تدرج ضمن انتهاكات حقوق الأنسان كهدم المباني والاعتقالات المتواصلة والعقوبات الجماعية من أغلاق الشوارع وحصار البلدة، حول القرية لمنطقة ساخنة.

وبحسب العيساوي فإن كل ذلك يأتي بسبب موقف الأهالي وتفاعلهم مع كل ما يجري حولهم من محاولات المساس بالحقوق الوطنية الفلسطينية والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الوضع المعيشي الصعب بسبب أهمال سلطات الاحتلال المتواصل لجميع الاحتياجات الأساسية للمواطنين في هذه البلدة.

والأن تقع 400 ألف دونما من أراضي البلدية فقط ضمن الحدود الإدارية لمدينة القدس فيما تقع بقية أراضي العيساوية خارج الجدار العازل حول القدس، في منطقة (سي) والتي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.

كلمات دلالية