تقرير فكرة غزِّية مبتكرة.. مختبر تحاليل متنقل يصلك حيث أنت

فلسطين اليوم

لم يستسلم الشاب محمد أبو يوسف للبطالة المستشرية والأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، متحدّيًا الواقع عبر فكرة جديدة أسماها "ديلفري مختبر"، يهدف بها لخدمة فئة خاصة في المجتمع الفلسطيني خاصة كبار السن والمقعدين والمصابين في مسيرة العودة.

"أبو يوسف" يواصل شغفه لتحقيق حلمه بأن تلقى فكرته رواجًا على مستوى قطاع غزة، رغم قلة العائد المادي الذي يدره وضعف الاقبال عليه في البداية، إلا أنه يتسلح بالصبر والإرادة، لاسيما أن "ديلفري مختبر" فكرة جديدة وغير معروفة في قطاع غزة.

فبعد تخرّج محمد من جامعة الأزهر في تخصص "مايكرو بيولوجي" الذي يندرج ضمن مجال التحاليل الطبية، أخذ على عاتقه تطوير نفسه بالتسجيل في دورات التحاليل الطبية والتطوع في مستشفيات القطاع، ناهيك عن خبرته الكبيرة في العمل التي اكتسبها خلال العديد من المختبرات الخاصة.

يقول أبو يوسف لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "خلال تطوعي في المستشفيات لاحظت أن فئة كبار السن وذوي الإعاقات ومصابي مسيرات العودة يواجهون معاناة كبيرة في الوصول للمستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة لهم، الأمر الذي شجعني لابتكار ما توصلت إليه بـ"ديلفري مختبر".

ويضيف أن المرضى الذين قام بسحب العينات لهم خلال عمله هم من فئة كبار السن والغير قادرين عن الحركة، ويقطنون في أماكن بعيدة عن المختبرات الطبية، مستخدمًا دراجته النارية توفر عليه التنقل وتغنيه عن طلب سيارات خاصة من المكاتب.

ويشير إلى أن صعوبة ترخيص المختبرات الطبية وارتفاع أسعار الأجهزة الطبية، وعدم توفر المال لديه ما دفعه أيضا للتفكير في مشروعه الخاص، مشير إلى أن المختبر الطبي يحتاج تجهيزات تصل إلى (25 – 30) ألف دولار. وفق أبو يوسف.

وعن تفاصيل الفكرة يوضّح أبو يوسف: "تقوم على خدمة المرضى بالوصول إلى منازلهم وسحب العينات باستخدام مختبري المتنقل، وتوصيلها وإعادتها لهم في وقت مناسب وبنفس سعر الفحص في المختبرات العادية، كما أتيح للزبائن حرية اختيار المختبر الذي يريدون إجراء التحاليل به، وأتقاضى نسبة لقاء سحب العينة وتوصيلها وإعادتها لهم".

وتشمل العينات الطبية التي يعمل بها: (سي بي سي – الكمستري-  ESR- وفحوصات الهرمونات وغيرها من أنواع التحاليل).

ويلفت أبو يوسف، أن "ديلفري مختبر" يقدم خدمة مميزة بأخذ العينات ويفحصها للزبون عند أي مختبر يريد، كما يقدم خدمة قياس العلامات الحيوية، للمرضى في منازلهم، دون الانتقال للمختبر الطبي.

ويأمل الشاب محمد، أن تنجح فكرته بالوصول هدفه المنشود وأن تلقى رواجًا في قطاع غزة، وتوسيع فكرته على مستوى المحافظات الخمسة ويطورها لمختبر طبي كامل، مبينًا أن ذلك يحتاج دعمًا ماليًا وجهد كبير.