خبر نجم أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب « إسرائيل بيتنا »، ذو الأصول الروسية، آخذ في الصعود

الساعة 08:50 م|27 يناير 2009

البعبع الروسي" يخيف ليفني وباراك

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

بينما تتسابق أحزاب الائتلاف الحكومي في إسرائيل حاليا، وعلى رأسها كاديما (يمين الوسط) والعمل (يسار)، على استغلال نتائج الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لرفع أسهمها في بورصة الانتخابات، يبدو أن هناك من استفاد بالفعل من هذه الحرب قبل أن تضع أوزارها صبيحة يوم 18-1-2009.

إذ صعد بشكل لافت نجم أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المتشدد، صاحب الآراء العنصرية المعروفة تجاه الفلسطينيين والعراب عامة؛ وتصفه وسائل الإعلام الروسية بـ"البعبع الروسي".

 

وبرغم الإعلان أمس عن اتهامات لليبرمان بالفساد، فإن "إسرائيل بيتنا" ما يزال يحتل المرتبة الثالثة بين الأحزاب المتنافسة في الانتخابات المبكرة المقررة يوم 10-2-2009، حيث يأتي بعد حزب الليكود اليميني المتطرف، بزعامة بنيامين نتنياهو، وحزب كاديما الحاكم، بزعامة وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، بل إن حزب ليبرمان يتقدم إلى المركز الثاني في بعض الاستطلاعات.

 

ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مراقبين قولهم: إن الظاهرة "الليبرمانية"، التي اجتاحت الساحة السياسة، تتصاعد بشكل مطرد.

 

وبعد تأسيسه عام 1999، حصل "إسرائيل بيتنا" على أربعة فقط من أصل 120 مقعدا بالكنيست (البرلمان الإسرائلي).

 

إلا أنه تمكن خلال فترة قصيرة من حصد 19 مقعدا؛ ما شجعه على مناطحة الأحزاب الكبرى، وأعطى مؤشرا للجميع على الحضور القوي للتيار المتشدد في الشارع الإسرائيلي.

 

ومع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة يوم 27-12-2008، ارتفعت شعبية "إسرائيل بيتنا"، حيث كان من المطالبين دوما بشن هجوم عسكري واسع على القطاع المحاصر إسرائيليا منذ أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في يونيو 2007.

 

وخلال الحرب دعا ليبرمان إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة لتدميره بالكامل والتخلص من وصف العالم لإسرائيل بدولة احتلال.

 

كما يدعو النائب المتطرف إلى تهجير العرب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 إلى قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

 

الحصان الرابح

 

وترجح استطلاعات الرأي حصول "إسرائيل بيتنا" على ما بين 14 و16 مقعدا في الانتخابات المقبلة مقابل 11 مقعدا حاليا.

 

وفي حال مواصلة ليبرمان الصعود بهذه الوتيرة، فمن المتوقع أن يشكل ثالث أكبر كتلة برلمانية في الكنيست المقبل، بحسب مراقبين.

 

وإذا كانت الاستطلاعات ترجح قدوم حكومة برئاسة نتانياهو، فإن المحللين يرجحون أن يصبح "إسرائيل بيتنا" أحد مكونات الائتلاف الحاكم، بحسب "معاريف".

 

ومن ثم تعتبر الأوساط السياسية في إسرائيل ليبرمان "الحصان الرابح" في الانتخابات المقبلة، وتتوقع الصحيفة أنه حال فشله في الانضمام للحكومة، فإنه سيحظى بوضعية زعيم المعارضة في الكنيست، وهي الوضعية التي ستمكنه من استخدام حق "الفيتو" على قرارات الحكومة.

 

المهاجرون الروس

 

ويثير ليبرمان، المنحدر من أصل روسي، الكثير من المخاوف داخل أروقة الأحزاب الأخرى، حيث تصفه وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"البعبع الروسي"، في إشارة إلى أن معظم مؤيدي الحزب من المهاجرين الروس.

 

إذ حذرت ليفني زعيمة كاديما قبل يومين من أن أي حكومة يمينية يقودها كل من نيتانياهو وليبرمان من شأنها أن تؤدي إلى حالة من "الشقاق" بين إسرائيل والولايات المتحدة، الحليف الرئيس للدولة العبرية.

 

وامتد التخوف أيضا إلى حزب العمل، بزعامة وزير الدفاع، إيهود باراك، حيث لم تفلح الحرب على غزة، التي قادها باراك، في زيادة شعبيته بشكل كبير.

 

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فإن ما "اكتسبه كل من العمل وكاديما من شعبية أثناء الحرب ما لبث أن عاد للانخفاض بمجرد انتهائها".

 

وأسفرت الحرب، التي دامت 22 يوما، عن استشهاد نحو 1400 فلسطيني وجرح 5400 آخرين، نصفهم تقريبا من النساء والأطفال، فضلا عن الدمار الواسع.

 

فيما أعلنت إسرائيل عن مقتل عشرة من جنودها في الاشتباكات، إضافة إلى ثلاثة مدنيين قتلوا جراء الصواريخ التي أطلقتها المقاومة من غزة على جنوب دولة الاحتلال.