المستفيد من مليارات كوشنير هي إسرائيل

خبير اقتصادي: واشنطن تستغل الضعف العربي لصالح إسرائيل

الساعة 01:18 م|23 يونيو 2019

فلسطين اليوم

في ظل الموقف الفلسطيني الموحد تجاه رفض ورشة البحرين الاقتصادية التي دعت لها الإدارة الأمريكية وسط حضور من بعض الأنظمة العربية المدرجة على أجندة الصفقة وتحديداً (مصر والأردن)، كشف كوشنير صهر الرئيس الأمريكي عن أن الورشة ستطرح الاستثمار في فلسطين والأردن وسيناء بواقع 50 مليار دولار أمريكي، وهو ما يضع علامة استفهام حول هذا المبلغ في الوقت الذي قطعت فيه الولايات المتحدة المساعدات عن الشعب الفلسطيني ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بعد قرارات غير مسبوقة بشأن القدس واعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي.

الخبير في الشأن الاقتصادي الدكتور معين رجب، رأى في حديث خاص لـ "فلسطين اليوم"، أن هذا المبلغ الضخم المطروح من قبل الولايات المتحدة والذي ستتحمله دول الخليج، بمثابة مصلحة إسرائيلية في المقام الأول ويخدم هذا الطرح المحتل بشكل مباشر وجشع؛ وبشكل لا يعطي الفلسطينيين أي حق من الحقوق.

وقال:" إن هذا الطرح الذي ينطلق من خلال دولة عظمى يفترض بها أن تلتزم بالمقررات الدولية وهي من أكثر الدول من ناحية عدم الالتزام بالقرارات، هي تهدم المنظومة الدولية بتصرفاتها نتيجة انحيازها المطلق لإسرائيل، ولا تبقي للفلسطينيين شيئاً على أرضهم.

وتساءل رجب، ما قيمة المبالغ التي تنفق كتحسينات أو مشاريع بنية تحتية أو مشاريع صناعية أو زراعية، في الوقت الذي لا يقر فيه أي حق للفلسطينيين؟ ووصف الخبير الاقتصادي الوضع ببالغ التعقيد.

وأوضح أن الولايات المتحدة وإسرائيل يستغلون حالة الضعف العربي (تفتت الدول العربية ومعاناتها من وضع اقتصادي صعب كمصر والأردن، وضغوطات اقتصادية كارثية).

وأكد أن هذه الأطروحات تقلب الموازين الدولية رأساً على عقب وتجعل الفلسطينيين ضحية سواء في الداخل الفلسطيني المحتل، أو في خارجها والدول المستضيفة لهم لذلك كان الموقف الفلسطيني من حيث المبدأ الرفض بالحضور أو كل ما ينبثق عن هذه الورشة التي تستضيفها البحرين خلال اليومين القادمين.

وعن إمكانية إفشال العرب مخططات الولايات المتحدة، قال:" ليس القضية قضية إفشال، من حيث المبدأ تحقق غالبية الأهداف من صفقة العصر التي لم يعلن صراحة عن تفاصيلها، والعرب ليس لديهم بدائل لأنهم ضعفاء. واللوم على العرب أنهم لا يقدمون أطروحات بديلة لا تظهر الموقف الفلسطيني الموحد باستثناء الرفض.

كذلك اللوم على الواقع الفلسطيني، حيث الانقسام كما الانقسام العربي، وهذا العدو استغل هذا الوضع استغلاً أمثل وماضي فيه قدماً.

ورأي الخبير الاقتصادي معين رجب أن الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين (القبول أو الرفض) كلاهما أسوأ من الآخر.

وعن سبب اختيار البحرين من قبل الولايات المتحدة مكاناً لانعقاد الورشة، أوضح أنها إحدى الدول الخليجية التي يتواجد فيها قوات عسكرية كبيرة، وأن البحرين تتمتع بالحماية الأمريكية، شأنهم كشأن غالبية البلدان الخليجية التي راهنت مستقبلها بالحماية الأمريكية. وهم يريدون أن يتحمل العرب التكاليف المالية لهذه الصفقة. بمعنى " قمة الاستخفاف بالعرب وبالخليجيين وبالفلسطينيين".

وعن انعكاس أي توتر عسكري بين واشنطن وطهران على الصفقة، رأى أن المواجهة العسكرية بين واشنطن وطهران ستنعكس سلبا على العرب، وليس على الصفقة، لأن الصفقة ماضية قدماً في ظل تشرذم العرب بصورة أو بأخرى، من خلال الحصار والضغط والتهديد والوعيد وهكذا يستغلون كل هذه النقاط والأوضاع لاستغلال البشع ليرهنوا الفلسطينيين والعرب للقبول.

ولفت إلى أن أي نتائج للورشة ستكون لصالحهم وهم لا يريدون أن يعلنوا صراحة تفاصيل صفقة العصر، حتى يستغلوا الوقت ويتركونا في حالة فراغ وإلحاق بهم وهم ماضون في التنفيذ. دون ان يستثمر العرب هذا الوقت.

الجدير ذكره، أن رجال الأعمال الفلسطينيين رفضوا تلبية الدعوة التي وجهت لهم من قبل "المنامة" التزاماً بالموقف الرسمي الفلسطيني.

 

كلمات دلالية