عمليا ورشة البحرين ألغيت - إسرائيل اليوم

الساعة 05:47 م|19 يونيو 2019

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: الورشة الاقتصادية ليست بديلا عن الخطة الحقيقية. ومثلما لا تبرر أي آمال، فانها ايضا غير جديرة بالمظاهرات المضادة. فلما كانت الادارة تراجعت عن نيتها عقد لقاء اقتصادي هام، فقد سلمت، اغلب الظن بالغائه العملي - المصدر).

 

الارض لن تهتز في 25 حزيران، عندما ستنعقد في المنامة، عاصمة البحرين، "الورشة" الاقتصادية بمبادرة ادارة ترمب. وللحقيقة، ليس هكذا يبنى السور: فقبل الاعلان عن انعقاد المنتدى الاقتصادي بمشاركة الاسرائيليين والفلسطينيين، الى جانب مندوبين من الدول العربية والعالمية، يجري فحص من على الاطلاق سيكون مستعدا لان يأتي. معقول الافتراض انه بدلا من ذلك اكتفى الامريكيون بموافقة المنامة على استضافة المنتدى، وعلى الفور اعلنوا عن الفكرة التي كانت، في افضل الاحوال، نصف ناضجة.

 

سارع الفلسطينيون الى الاعلان، كما كان متوقعا، بانهم لن يضعوا العربة امام الحصن، وان التعاون الاقتصادي يجب أن يكون نتيجة التسوية السياسية: وليس العكس. وأوضحوا بانه لن يشتريهم احد بالمال، معلنين عن انهم سيقاطعون الورشة، وطلبوا من الدول العربية الا تشارك. الكثير من دول المنطقة وجدت نفسها بين المطرقة والسندان: ضغط امريكي شديد لارسال وزراء المالية، مقابل ضغط فلسطيني لعدم المشاركة والذي يؤثر على رأيهم العام. اما الحل الذي وجدوه فهو ارسال مندوبين على مستوى منخفض.

 

بعد ان اعلنت روسيا والصين بانهما لن تشاركا، ومعظم الدول الهامة والغنية اعلنت انها لن ترسل وزراء المالية لديها، فهمت جارد كوشنير ورجال فريقه بانهم يقفون امام مشكلة. البحرين هو الاخر ارتعدت فرائصه، وطلب أن يكون مستوى المشاركين من اسرائيل متدن، بدون وزير المالية. اما الغاء الورشة فكان اعترافا بالفشل فقرر الامريكيون الامتناع عن خطوة دراماتيكية لهذا القدر. ولكن التبرير بان هذا ليس اجتماعا سياسيا وبالتالي فان اسرائيل مطالبة الا تبعث بمندوب على مستوى سياسي، فيشرح كل شيء.

 

لقد بدأت القصة ببيان الادارة المفاجيء، بانها توشك على أن تكشف القسم الاقتصادي من صفقة القرن المتأخرة. وبدأ المنتظرون على أحر من الجمر لوصول الخطة السياسية التي تؤدي الى مصالحة اقليمية، بدأوا يهتمون. في البداية كان يخيل أن الخطة تقوم على اساس غلاف اقتصادي يعرض على الاطراف ولا سيما الفلسطينيين. ولاحقا فهم بانه طرأ تغيير: الاقتصاد سيفصل، وسيسبق الافكار السياسية.

 

أما الان فيتبين أن هذا منتدى المشاركون فيه قليلون نسبيا، وليسوا من اصحاب القرار في بلدانهم. وستنتظر الخطة السياسية الى ما بعد الانتخابات عندنا، وستعرض بعد تشكيل حكومة جديدة (اذا لم نرسل الى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة)، وعلى ما يبدو ايضا بعد الانتخابات في الولايات المتحدة. كل من علق آمالا برزمة يرسلها الينا العم من امريكا او خاف منها، يمكنه اذن ان يهدأ.

 

ان الورشة الاقتصادية التي ستشارك فيها محافل اقتصادية من المنطقة، ولا سيما رجال اعمال، هي بالفعل لقاء عديم أي طموح، وبالتأكيد ليست بديلا عن الخطة الحقيقية. ومثلما لا تبرر أي آمال، فانها ايضا غير جديرة بالمظاهرات المضادة. فلما كانت الادارة تراجعت عن نيتها عقد لقاء اقتصادي هام، فقد سلمت، اغلب الظن بالغائه العملي.