كي تصعب المواجهة مع اميركا

ايران قد تبادر الى استفزاز اسرائيل - هآرتس

الساعة 05:46 م|19 يونيو 2019

بقلم: عاموس هرئيل 

(المضمون: حسب التقديرات الاستخبارية فان طهران قد تبادر الى استفزاز ما على احد المناطق الحدودية لاسرائيل من اجل زيادة شدة الازمة. وهذه الخطوة قد يتم تنفيذها بواسطة أحد التنظيمات التي تشغلها ايران في المنطقة - المصدر).

 

ايران قد تبادر الى التصعيد قريبا المواجهة مع الولايات المتحدة. هذا هو التقدير الذي يتعزز في اوساط الاستخبارات في اسرائيل والغرب. حسب التحليل الاستخباري فان النظام في طهران قد خاب أمله من عدم النجاح حتى الآن في اجبار الامريكيين على اعادة فحص العقوبات المشددة التي فرضت على ايران وعلى الشركات التي تقوم بالاتجار معها، والتي خلقت ازمة اقتصادية شديدة. على هذه الخلفية لن تستبعد احتمالية أن يحاول الايرانيون المبادرة الى استفزاز ما على احدى مناطق الحدود من اجل تصعيد اجواء الازمة الاقليمية واجبار الادارة الامريكية على اعادة فحص خطواتها بشكل مستعجل.

 

ايران بدأت في تصعيد خطواتها في الخليج الفارسي في بداية شهر أيار ردا على تشديد العقوبات الامريكية التي خلقت ضغط شديد على اقتصادها. قبل ذلك كان التقدير في اسرائيل وفي الغرب بأن ايران تلعب على الوقت وأنها تأمل بأن تكون خسارة ترامب في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2020 ستؤدي الى تليين السياسة المتشددة للولايات المتحدة فيما يتعلق بمشروعها النووي. ولكن الخطوات الايرانية التي شملت ضرب ناقلات نفط في الخليج ومهاجمة طائرات ايرانية بدون طيار لمواقع نفط سعودية (بدون تحمل المسؤولية عن ذلك) دل على تغير التوجه. طهران تقوم بتسريع خطواتها على أمل أن تعود الولايات المتحدة الى طاولة المفاوضات.

 

ولكن هذه النتيجة لم تتحقق حتى الآن. الامريكيون لم يردوا بذعر على التطورات، وترامب في الوقت الحالي لم ينجر الى حرب تهديدات علنية مع ايران. ايضا سوق النفط لم ترد بارتفاع حاد على الاسعار، الذي تحتاجه ايران بدرجة كبيرة جدا تقريبا، مقابل اعتمادها على تصدير النفط. الامور لم تتغير حتى بعد الهجوم الثاني على ناقلات النفط في الاسبوع الماضي. ايران نفسها نفت علاقتها بالهجمات المتكررة وقالت إن الامر يتعلق باستفزاز من جهة اخرى تريد توريطها مع الولايات المتحدة.

 

الخطوة الوحيدة التي اتخذها الامريكيون حتى الآن هي نشر تصريح، فجر أمس، عن ارسال نحو ألف جندي آخر الى منطقة الشرق الاوسط على خلفية الازمة. "هجمات ايران الاخيرة تؤكد معلومات استخبارية حصلنا عليها حول السلوك المعادي للقوات الايرانية ومجموعات تشغلها ايران"، قال أمس القائم بأعمال وزير الدفاع الامريكي، باتريك شنهان، الذي سيترك منصبه. "هذا الامر يعرض للخطر المواطنين الامريكيين ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة". في اعقاب قرار ارسال الجنود الاضافيين دعت روسيا كل الاطراف الى ابداء ضبط النفس.

 

بسبب أن الازمة تجري ببطء فان ايران قد تقرر المبادرة الى زيادة حدتها، وهذا يمكن أن يحدث ايضا بواسطة جر اسرائيل الى قلب التطورات. على هذه الخلفية يتم ذكر سيناريو لعملية غير مباشرة بواسطة تنظيم من التنظيمات التي تفعلها ايران في المنطقة مثل المليشيات الشيعية التي توجد في جنوب سوريا، أو حتى عملية لحزب الله، أو جهات مرتبطة بايران في جنوب لبنان.

 

في خطاب في احتفال الذكرى السنوية لشهداء سفينة "ألتلينا" الذي جرى أمس في مقبرة في نحلات اسحق تطرق رئيس الدولة رؤوبين ريفلين الى الوضع الاقليمي. "نحن نحذر حزب الله من أن لا يخضع لبنان لأجندة ايرانية، ونحذر لبنان من أن لا يستخدم كقاعدة لمهاجمة اسرائيل"، قال واضاف "نحن غير متحمسين للذهاب الى حرب، لكن الجيش الاسرائيلي مستعد ومتأهب لتقديم الرد على كل تهديد وكل سيناريو. دولة اسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي. نحن سنفعل كل ما هو مطلوب من اجل مواصلة سكان اسرائيل النوم بهدوء".

 

في هذا الاسبوع اجرى الجيش مناورتان كبيرتان تم تحديدهما مسبقا بحسب خطة التدريبات السنوية. في شمال البلاد تجري مناورة على مستوى الفرق، تدمج الوحدات النظامية مع وحدات الاحتياط. وفي نفس الوقت تم اجراء مناورة كبيرة لسلاح الجو. رئيس قسم التدريبات في سلاح الجو، العقيد أ.، قال أمس للمراسلين بأن المناورة تقوم بفحص المواجهة مع سيناريو للقتال في عدة جبهات نفس الوقت، يشمل هجمات كثيرة في فترة قصيرة. وفي المقابل، تقديم مساعدة كبيرة للقوات البرية. وضمن امور اخرى، سلاح الجو يقوم بالتدرب على مواجهة مع انظمة دفاع جوية متطورة، منها صواريخ "اس 300" و"اس400"، وعلى مواجهة وسائل قتالية وتكنولوجية لم يتزود بها حزب الله والجيش السوري بعد.

 

الكابنت الامني السياسي سيعقد في هذا الاسبوع مرتين بصورة استثنائية للمرحلة الاخيرة، التي تقع بين حملتين انتخابيتين فيهما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقلل من الاستعانة به. في ظهيرة اليوم يتوقع انعقاد الجلسة الثانية للكابنت في هذا الاسبوع.

كلمات دلالية