أعطوهم مناطق ج وهم سيقومون باستكمال المهمة - هآرتس

الساعة 05:44 م|19 يونيو 2019

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: ضم مناطق ج هو فقط بداية الخلاص، وهو سيعطي شهادة تأهيل للطموحات الحقيقية التي يعتبر وزير المواصلات الجديد بتسلئيل سموتريتش المعبر البارز عنها، وهي ضم كل يهودا والسامرة - المصدر).

 

ما هو الخداع؟ هل هو مهارة مكتسبة أم صفة منذ الولادة؟ يمكن الاتفاق على أمر واحد وهو أن الخداع هو خديعة تكبر وتنمو وتتحول الى سياسة. هذا هو الاساس الذي بنى عليه المستوطنون نظرية تمددهم، التي استندت الى بناء البؤر الاستيطانية غير القانونية وعلى الفصل المشوه بين سرقة اراضي منهجية تسمى "استيطان" وبين سرقة عرضية تسمى "بؤر استيطانية".

 

ولكن الآن جاء دور مهرجان الكذب الجديد، ذروة الانجازات لتنظيم الاستيطان وهي ضم مناطق ج.

 

ظاهريا ما هو السيء في هذا الضم الذي في نهاية المطاف سينقل سيادة اسرائيل على معظم المستوطنات "القانونية" والكتل "المتفق عليها"؟ لم يعد أحد يتسأل الى أي قانون تستند المستوطنات كي تحظى بهذه المكانة المحترمة، وفي نظر من "الكتل" متفق عليها. في مناطق ج، يقول خبراء الخداع، بأنه يعيش 80 ألف فلسطيني، وهذا عدد صغير من السهل هضمه من قبل معدة اسرائيل الحساسة. وما هو الاكثر قانونية من ضم يؤيده المستشارون الكبار للرئيس الامريكي ترامب، اصحاب هضبة ترامب، التي تطل على دولة اسرائيل من جبال هضبة الجولان المرتفعة؟.

 

حتى الجنسية بشروط مقيدة، يمكن لهؤلاء الفلسطينيين الحصول عليها من اجل عدم اتهامنا، لا سمح الله، بالابرتهايد. ولكن مثلما تقول الاغنية "أولا نأخذ مناطق ج وبعد ذلك كل الضفة". هنا بالضبط يكمن التضليل الكبير الذي ايامه مثل ايام الخداع الذي رافق اقامة كريات اربع، الخداع الذي احاط باقامة حي ابونا ابراهيم في الخليل والذي بدأ بطلب ساذج لتنظيف كنيس أبونا ابراهيم، وهكذا ايضا تمت اقامة ميغرون سيئة الصيت وعمونة والشامات الاخرى التي تطورت لتصبح أورام سرطانية خبيثة.

 

ولأن ضم مناطق ج هو فقط بداية الخلاص فهو سيمنح شهادة التأهيل للطموحات الحقيقية، التي يعبر عنها بشكل بارز وزير المواصلات الجديد بتسلئيل سموتريتش – ضم كل يهودا والسامرة. في العام 2006 عرض حنان بورات وأوري اليتسور الخطة الكبيرة التي سميت "سلام في البلاد"، والتي تحدثت عن ضم 60 في المئة من الضفة تشمل كل مناطق الاستيطان اليهودي وكل المناطق المطلوبة لرسم حدود قابلة للدفاع عنها (غور الاردن، غرب السامرة وبنيامين، غوش عصيون وجنوب جبل الخليل). حسب هذه الخطة ستقوم اسرائيل ايضا بضم 300 ألف فلسطيني، سكان القرى الصغيرة المنثورة في مناطق قليلة السكان في يهودا والسامرة. في نهاية العملية سيصبحون مواطنين اسرائيليين. متى ستكون نهاية العملية وبأي شروط سيحصلون على المواطنة؟ هل سيطلب منهم الولاء للدولة أو الاعتراف بها كدولة يهودية، حيث أنه بدون ولاء لا توجد مواطنة؟ هذا الامر لم يتطرق له من قاموا بصياغتها والذين الآن هم اموات. وبعد ست سنوات ظهرت "خطة التهدئة" لنفتالي بينيت، والتي هدفت الى تحييد سيف الابرتهايد من خلال منح المواطنة. بينيت لا يتحدث عن خطة مراحل، لكن هذه ليست سرية.

 

"معنى فرض السيادة الجزئية قد يكون خنق للاستيطان... الاستيطان الذي لا يتطور سينسحب". المعنى هو أن "السكان يتكاثرون، ونتيجة صعوبة شراء الازواج الشابة لشقة جديدة، الذي لن يكون متوفر، وصعوبة المواصلات التي تشكل انشوطة خانقة للمستوطنات التي اصبح الوصول اليها اصعب مما كان في البداية"، كتب الدبلوماسي ران يشاي في مقال نشر في هذا الشهر في موقع "ريبونوت" (سيادة). "السيادة ستعزز الاغلبية اليهودية مع بناء مستوطنات واستيعاب مهاجرين جدد من ارجاء العالم"، قالت يهوديت كتسوفر في المؤتمر الثاني لشبيبة "ريبونوت" الذي عقد قبل عشرة ايام. وقد أوضحت بأن "عرب يهودا والسامرة سيحصلون تحت سيادة اسرائيل على مكانة مقيم. وبعد ذلك يمكنهم تقديم طلبات من اجل الحصول على الجنسية وفقا لشروط الولاء". ما الاكثر سخاء من ذلك؟ اجل، اعطوا للمخادعين مناطق ج وهم سيقومون باستكمال المهمة.

كلمات دلالية