مسؤول يوضَّح.. ما حقيقة انتشار أمراض جراء تلوث بحر غزة؟

الساعة 04:47 م|17 يونيو 2019

فلسطين اليوم

تفاجأ عدد من المواطنين بإصابة أطفالهم بأمراض جلدية وأخرين بالمغص والاسهال بعد السباحة في بحر قطاع غزة، في الوقت الذي يعد فيه المتنفس الوحيد للغزيين في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تزامنًا مع الأزمات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة التي يخلّفها الحصار المفروض على القطاع.

مواطنون أكدوا في أحاديث منفصلة لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن أبنائهم أصيبوا بشكل مباشر بعد ذهابهم للاستجمام والسباحة في بحر غزة، ما أدى لأصابتهم بأمراض مختلفة، منها الطفح الجلدي والحساسية والمغص والاسهال.

"بثور حمراء وحرارة"

يقول المواطن أبو العبد الغفري (36 عاما) سكان مدينة غزة، إنه اصطحب أطفاله إلى منطقة ميناء غزة للسباحة مع عائلته، وبعد رجوعهم إلى البيت لاحظ انتشار البثور الحمراء تغطي جسد اثنين من أبنائه وارتفاع درجة حرارتهم، مشيرًا إلى أنه استخدم المضادات الحيوية والمراهم والتي خففت من انتشارها.

ويستغرب الغفري، من إصابة أطفاله بالأمراض رغم أن قام بالسباحة في منطقة ميناء غزة والمعروفة بعدم تلوثها بمياه الصرف الصحي أو المياه العادمة.

في السياق، أظهرت نتائج فحص مخبرية سابقة لمياه بحر غزة أجرته سلطة جودة البيئة؛ وجود 3 مناطق فقط آمنة للسباحة على طول شاطئ قطاع غزة، هي شمال نفوذ بلدية بيت لاهيا، وجنوب نفوذ بلدية دير البلح مرورا بكامل نفوذ بلدية القرارة ووصولا الى شمال نفوذ بلدية خانيونس، إضافة إلى المنطقة الوسطى من نفوذ بلدية خانيونس.

"مرض معوي"

أما المواطن أبو يوسف داود (32 عامًا) من مدينة خان يونس جنوب القطاع، يقول: "تفاجأت بارتفاع حرارة ابنتي وإصابتها بالقيء والإسهال وظهور بقع حمراء على أنحاء جسدها بعد ذهابي مع عائلتي إلى شاطئ بحر غزة، واضطررت لمراجعة دكتور خاص الذي أكد لي انه مرض معوي.

ويضيف: "راجعت أيضا دكتور أخر في عيادة مستشفى مبارك للأطفال وطابق تشخيصه للدكتور السابق".

ورغم استمرار تحذيرات سلطة جودة البيئة ووزارة الصحة في قطاع غزة، الا أن المواطنين يذهبون إلى مناطق في البحر متجاهلين الخطر الذي قد يعرض أطفالهم للإصابة بأمراض عديدة.

"صيف أفضل"

بدوره، أوضح رئيس قسم معالجة المياه في وزارة الصحة خالد الطيبي، إن آخر إحصائية لنسبة التلوث في مياه بحر قطاع غزة كانت في شهر ابريل 2019، حيث وصلت نسبة التلوث إلى 62%، وحددت سلطة جودة البيئة على الخريطة أماكن الغير ملوثة.

وأشار الطيبي في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن محطات معالجة مياه الصرف الصحي تعمل بنسبة 80% وتم توصيلها بخطوط كهرباء "قلاب" لتشغيلها أكبر وقت ممكن، مبينًا أنه يجري العمل على العديد من المضخات المتبقية.

 وتوقع أن يتم خلال الأسابيع القادمة الانتهاء من إكمال الـ 20% المتبقية، مبينًا أن موسم الصيف الحالي أفضل بكثير من العام الماضي خاصة أن نسبة التلوث مرتبطة بساعات وصل الكهرباء، والتي بدورها تشغل محطات المعالجة والضخ.

ونصح الطيبي، المصطافين على شواطئ بحر غزة بالابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن الملوثة ومناطق تصريف المياه العادمة والتي حددتها سلطة جودة البيئة سابقًا، والالتزام بالإرشادات واليافطات المتواجدة شواطئ البحر.

"طفيلات وبوغيات وأمبيا"

ووفق دراسة محلية عام 2018 في مختبرات الجامعة الاسلامية، كشفت عن وجود طفيلات، و"البوغيات الخفية" والعدوى الأميبية وجميعها آدمية معدية، مسببة للمغص والإسهال والنزلات المعوية، ولاحظت وانتشاراً كثيفاً لطفيل "البوغيات الخفية" في 50% من إجمالي مساحة شاطئ بحر غزة.

وتكشف النتائج الجديدة عن مؤشرات خطيرة لتصاعد تلوث بحر غزة، تضخ ثمانية مصبات رئيسية لمياه الصرف الصحي وتسعة فرعية، وستة ثانوية، مياهاً عادمة في بحر غزة، الذي يصل طول شاطئه إلى 42 كيلومتراً على مدار الساعة بكميات تصل حتى 120 ألف متر مكعب يومياً، مليئة بالملوثات الميكروبولوجية والكيميائية، بحسب ما توصلت إليه الدراسة.

ويعاني قطاع غزة أزمة مياه شرب تصل حتى 140 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، كما أن ما يستهلك من الخزان الجوفي يفوق بثلاثة أضعاف ما يصل من أمطار، بحسب حلس الذي لفت إلى أهمية معالجة المياه العادمة للاستفادة منها.

ووفق ما رصدته الإدارة العامة لحماية البيئة التابعة لسلطة جودة البيئة الحكومية ارتفاع مستويات تلوث مياه البحر جداً في عامي 2017 و2018، إذ تراوحت ما بين 60% و75% من إجمالي الشاطئ، والذي كشف عنه بهاء الدين الأغا المدير العام للإدارة، في حين أظهرت نتائج الفحوصات التي أجريت خلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار من العام الجاري.

كلمات دلالية