استمرار حرق أراضيهم الزراعية

تقرير تحركات شعبية من أهالي المغير ردًا على اعتداءات المستوطنين

الساعة 02:02 م|13 يونيو 2019

فلسطين اليوم

في ثالث أيام العيد (الجمعة 7 حزيران) استفاق أهالي بلدة المغير على حريق في أراضيهم الزراعية في المنطقة الشمالية الشرقية المقابلة للمستوطنة التي أقامها المستوطنين هناك وحولت حياتهم إلى جحيم، هذا الحريق كان أكبر من إمكانيات المواطنين، ما أدى إلى خسائر كبيرة.

ليست هذه المرة الأولى التي يقوم بها المستوطنين بحرق مزروعات المواطنين هذه الفترة، فالحرائق مستمرة وسط غياب رادع لهؤلاء المستوطنين الذين يعملون تحت حماية من جيش الاحتلال، ما جعل الأهالي يتوجهون لحصد مزروعاتهم أبكر من المعتاد، خاصة موسم الفريكة والقمح، خوفا من خسائر إضافية.

المواطن "فرج النعسان" أحد المتضررين في الحريق الذي وقع يوم الجمعة الفائت، حيث وصلت النيران إلى أرضه وأرض أشقائه المزروعة بأشجار الزيتون المعمرة، وأدت إلى التهام 35 شجرة زيتون تعتمد العائلة عليها في موسم الزيتون كل عام. يقول بحسرة واضحة في صوته:" عمر هذه الأشجار أكبر من عمر أبنائي".

وتابع النعسان لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية": "منذ يوم العيد وحتى الأن نشهد حرائق يومية، وفي بعض الأيام أكثر من حريق، والبنية التحتية للقرية لا تساعدنا في التصدي لها، فالمناطق الزراعية التي تجري فيها الحرائق كلها مناطق جبلية ولا يوجد فيها طرق زراعية ليتم الوصول إليها بسرعة، وإخماد الحرائق، مما يفاقم من النتائج".

وهذه المنطقة التي يتحدث عنها النعسان يمنع المواطنين شق الطرق فيها لصالح الطرق التي تخدم المستوطنات، ويتواجد فيها جيش الاحتلال بشكل مستمر، والذي يمنع المواطنين من التواجد والتجمع لإخماد الحرائق.

ويأتي حرق الأراضي الزراعية في قرية المغير بالتزامن مع سلسلة متواصلة من الانتهاكات من قبل المستوطنين على الأهالي وممتلكاتهم، بدءا من ملاحقة المزارعين وطردهم من حقولهم، وإطلاق النار على المواطنين وحرق مركباتهم الخاصة، وخاصة عندما قام أحد المستوطنين ببناء بؤرة استيطانية في هذه المنطقة، وليس انتهاءا بالتعدي على المساجد والمنازل.

هذا الصراع الدائر بين أهالي البلدة والمستوطنين والبؤر الاستيطانية المقامة على أراضي المواطنين بدأ منتصف السبعينيات بشق طرقا استيطانية تلاها في 1978 إقامة معسكر للجيش ثم مستوطنة على أطراف القرية.

ولكن وتيرة هذه الاعتداءات بدأت بالارتفاع بعد قيام أحد المستوطنين بإقامة بؤرة استيطانية قريبة من الأراضي الزراعية في القرية، وبدأ منذ نهاية العام الفائت لمساعدة من عصابات استيطانية بتنفيذ اعتداءات ممنهجة على القرية وسكانها، وهو ما جعل الأهالي يتوجهوا إلى تنظيم مسيرات أسبوعية رفضا لتوسع المستوطنات ومزيد من السيطرة على أراضي القرية.

وكانت البلدة من أوائل القرى الفلسطينية بتنظيم لجان حراسة ليلية وحماية من اعتداءات المستوطنين في اعقاب قيام المستوطنين بحرق عائلة دوابشة في تموز من العام.2015.

ولكن هذه اللجان يبدو أنها لم تعد كافية، وهو ما جعل أهالي القرية يتوجهون لتشكيل لجنة حماية دائمة في القرية ضد الحرائق على وجه الخصوص، كما يقول أمين أبو عليا رئيس المجلس المحلي للمغير.

وأشار أبو عليا في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" إلى إن هذه اللجنة ستكون على غرار لجان الحراسة التي تم تشكيلها في السابق في القرى المهددة باعتداءات المستوطنين، ولكن بتنظيم أكثر بحيث تكون مرجعية واضحة وتواجد مستمر في المنطقة.

وتابع:" نحن الأن بصدد تشكيلها بشكل رسمي بعد توفر المعدات من مواد اطفاء ومركبات قادرة على الوصول إلى المكان، إلى جانب تأهيل العاملين فيها وتدريبهم".

يقول أبو عليا: "إن الهدف الرئيسي من هذه الاعتداءات التي تكون بمساعدة وحماية من جيش الاحتلال هي إفراغ المواطنين من أراضيهم في ظل التمسك الكبير للأهالي بزراعة أراضيهم والبقاء فيها بشكل مستمر".

وتابع:" تعمدوا من خلال هذه الحرائق إرسال رسالة للمزارعين أن لا فائدة من زراعة أراضيهم، وإلى خسارة المزارعين من مصدر رعي لمواشيهم"