الإشكالية الإعلامية مع الأخبار الاسرائيلية - رأفت حمدونة

الساعة 04:08 م|10 يونيو 2019

الاعلام والسياسة والأمن، وبالونات الاختبار التي تطلقها الصحف والصحفيين في "إسرائيل" فيما يخص القضايا الفلسطينية والعربية والإسرائيلية عبر الأخبار الموجهة وخاصة التي تتعلق بالتوقعات المستقبلية ومعرفة ردود فعل الخصم على قاعدة أسلوب " بالون الاختبار" ونظرية الاعلام المعروفة " بحارس البوابة "، تجعلنا كوطنيين وإعلاميين أكثر حذراً وتأنيًا ودقةً في نقل الأخبار الإسرائيلية اليومية التي تأخذ أبعادًا أمنيةً وسياسيةً يصدرها مجموعة من الشخصيات التي تعمل في "إسرائيل" في حقل الإعلام والأمن سويًا.

كثيرة هي الإشكاليات التي نقع بها كإعلاميين ونبثها عبر وسائلنا المشاهدة والمقروءة والمسموعة والالكترونية اليومية بلا تمحيص، ونستقرئ بها رأى الشارع والسياسيين الفلسطينيين من خلال المناقشة والاستضافات وتقديم المواقف المجانية على قضايا ليست أكثر من "بالون اختبار" تعمد بها الصحفيون الاسرائيليون للحصول منا على قراءة موقف أو غرس فكرة معينة في ذهن الجمهور بما يتلاءم والرؤية الاسرائيلية.

"بالون الاختبار" كأسلوب إعلامي كما تم تعريفه أنه مصطلح سياسي صحافي يقصد به تسريب معلومات صحيحة أم كاذبة، كصحيفة أو وكالة أنباء بقصد نشرها على الرأي العام وقراءة الموقف الخاص به، وردود الفعل، ويمكن تعريفه أيضًا بجس النبض في ظل فقدان الرصانة والصرامة المتزامنة مع نشر مثل هذه الأخبار.

و"بالونات الاختبار" هي أداة تستعملها الجهات لنشر أخبار تستهدف قياس الرأي العام أو جسّ نبضه أو جلب اهتمام قطاع محدّد والتأثير عليه، وتتميز بعنصر المفاجأة، وسرّية المصدر، واختصار الخبر وتعمّد الغموض في المضمون.

وبين الفينة والأخرى نجد بعض الأخبار الاسرائيلية الموجهة والتي يتم نشرها كما هي مترجمة وضخها للجمهور في وسائل اعلامنا الفلسطينية والعربية بلا تدقيق ولا تعليق ولا دراسة أو تمحيص، وغالبيتها من صحفيين وكتَاب ذوى ميول أمنية بشكل شخصي طوعي أو منظم.

ومن الشواهد على ذلك ضخ كم كبير من المعلومات التي قد تكون صحيحة أو مغلوطة والتسارع في نقلها وتبنيها من بعض وسائل الاعلام بما يخدم توجهها في قضايا تعميق الانقسام وتشويه القيادات ونشر المعلومات عن الشخصيات والأحزاب التي تثير الطرف الأخر، وأخبار ذات العلاقة بالمفاوضات والتهدئة والهدنة والمصالحة والمواقف السياسية، وصفقة القرن وتفاصيلها بهدف خلط الأوراق.

وأعتقد أننا كفلسطينيين وعرب أحوج ما نحتاج إليه الأن إلى ضبط المعلومة التي تصلنا من الاعلام الإسرائيلي، على قاعدة أن كل ما يأتي منها قد يحمل كلمة أو سطر أو فكرة مقصودة بحاجة لمن يصطادها قبل تعويمها وتناقلها وانتشارها.

وأعتقد أننا بحاجة لتدقيق الأخبار الاسرائيلية من مختصين وخبراء بالشأن الإسرائيلي على درجة من الوعي والعلم والخبرة وأهل الاختصاص لتحرير ملف الشئون الاسرائيلية في وسائل الاعلام ومراجعتها والتعقيب عليها بما يخدم قضيتنا، وعدم ترك الأمر للعبث والعفوية والسطحية الموجودة حالياً بلا رقيب أو حسيب.