انجاز استراتيجي مهم للمقاومة

هروب المستوطنين من "غلاف غزة" تداعيات ودلالات

الساعة 06:01 م|09 يونيو 2019

فلسطين اليوم

في خطوة مفاجأة هرب عددٌ من المستوطنين الإسرائيليين من المستوطنات المحاذية لقطاع غزة بشكل كامل، لأسباب متعددة أولها عدم قدرة الجيش الإسرائيلي من توفير الحماية الأمنية لهم بسبب استمرار المقاومة الفلسطينية من تطور أدائها وأساليبها، إضافة إلى عدم توفير الرفاهية للمستوطنين.

خبيران أحدهما أمني وأخر عسكري أكدا لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن هروب المستوطنين يدلل على إيجابية استخدام الفصائل الفلسطينية لوسائل وأدوات المقاومة المسلحة والسلمية والشعبية المتمثلة بمسيرات العودة وكسر الحصار.

ويعتقد الخبيران أن هروب المستوطنين يحمل دلالات خطيرة داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي بعدم قدرة الجيش في حماية مستوطنيه مما يؤثر على معنوياتهم بشكل سلبي، إضافة إلى أن هروب المستوطنين يُسجل انجازاً استراتيجياً مهماً للمقاومة.

وكان التلفزيون الاسرائيلي قال: "إن عدد من المستوطنين في غلاف غزة هربوا من المكان نتيجة لاستمرار حالة التوتر بين القطاع وإسرائيل".

وفقًا للتقرير الذي نشره التلفزيون الإسرائيلي، فإن "ما لا يقل عن 10 أسر للمستوطنين تعيش في مستوطنات غلاف قطاع غزة هربت من المنطقة خلال الايام الماضية وهذه أرقام هائلة، وهناك خوف من أن المزيد من المستوطنين ستحذو حذوها وتغادر المنطقة".

احتمالان لهروب المستوطنين

الخبير العسكري واللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي أكد، أن هروب المستوطنين الإسرائيليين من مستوطنات غلاف غزة سيؤثر على المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية بشكل عام، الأمر الذي يرفع معنويات المقاومة في مواصلة طريقها نحو التحرير والعودة.

وأوضح الشرقاوي في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هناك احتمالين لهروب المستوطنين الإسرائيليين من غلاف غزة، أولها أنهم ضاقوا ذرعاً لعدم توفر الحماية الأمنية لهم من الجيش الإسرائيلي بسبب المقاومة، ثانياً هي عملية ابتزاز لجيش الاحتلال بهدف تحسين شروط معيشتهم ورفع رفاهية المستوطنين.

ويرى الخبير العسكري، أن هروب المستوطنين من غلاف غزة تعتبر ضربة أمنية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فكل المؤسسة الأمنية والعسكرية والمدنية الإسرائيلية ستتأثر من هروب المستوطنين.

ويعتقد اللواء الشرقاوي، أن عدوى هروب المستوطنين في غلاف غزة سينتشر سريعاً بين المستوطنين حال استمرت التهديدات الأمنية المتمثلة بمسيرات العودة وكسر الحصار وأدواتها الشعبية، لافتاً إلى أن نقل المعركة داخل الاحتلال الإسرائيلي يدلل عدم قدرة "إسرائيل" على حماية نفسها من ضربات المقاومة التي تطورت بشكل كبير.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سابقاً كان يعتمد على نقل المعركة خارج الأراضي المحتلة الأمر الذي كان يمنحه الأفضلية في المعارك، أما اليوم مع تطور أداء المقاومة فإن نقل المعركة داخل الأراضي المحتلة سيؤثر سلباً على معنويات الجيش الإسرائيلي.

ولفت الخبير الشرقاوي، إلى ان الأوضاع بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي لا زالت متوترة وصعبة خاصة مع عدم التزام "إسرائيل" بتفاهمات التهدئة الامر الذي قد يدفع لمواجهة جديدة قادمة.

انجاز استراتيجي للمقاومة

من جهته أكد الخبير الأمني والاستراتيجي د. هشام المغاري، أن هروب المستوطنين من غلاف غزة يُسجل انجازاً استراتيجياً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ويحمل دلالات متعددة، أهمها أن الجيش الإسرائيلي لم يعد قادراً على حماية ما يُسمى الأمن القومي من ضربات المقاومة.

ويرى د. المغاري لـ"فلسطين اليوم"، أن مستوطنات "غلاف غزة" أصبحت في عرف المستوطنين الإسرائيليين منطقة غير آمنة، مما يشكل خطراً مستقبلياً على المستوطنين المتواجدين في الغلاف.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي خسر من هروب المستوطنين بعدين هامين أولهما عدم قدرته على تحقيق الأمن وفقدان منطقة استراتيجية لحماية نفسه، وثانياً رفع معنويات المقاومين وتحقيق انجازاً استراتيجياً لهم.

ولفت إلى أن تهديد المقاومة لم يعد آلي أو وليد اللحظة بل أصبح التهديد يحمل بعداً استراتيجياً كبيراً بدفع المستوطنين للهرب من الأراضي الفلسطينية المحتلة على طول غلاف قطاع غزة.

ووفقاً لتقارير إعلامية فإن حوالي 70،000 مستوطن في أكثر من 50 تجمع في المنطقة الحدودية لغزة يحتلون الأراضي الفلسطينية، حيث كان هناك اقبال كبير في عدد المستوطنين الذين ينتقلون للعيش في تلك المنطقة خلال السنوات الخمس الماضية"؛ لكن على مدار العام الماضي، فقد شهدت نحو 10 جولات من المعارك المحدودة بين إسرائيل والمقاومة في غزة مما تسبب في اثارة حالة من الخوف لدى المستوطنين والبقاء بالقرب من الملاجئ لأن لديهم حوالي 15 ثانية للعثور على مأوى من الصواريخ وقذائف الهاون.

يُشار إلى أن الفلسطينيون بدأوا تنظيم احتجاجات ومسيرات سلمية على طول حدود القطاع منذ آذار (مارس عام 2018) تحت عنوان (مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار) مطالبين بإنهاء الحصار الذي دام 12 عامًا، والعودة إلى أراضيهم المحتلة.

ويستخدم المتظاهرين على الحدود وسائل سلمية كإحراق الاطارات وإطلاق بالونات وطائرات ورقية والقاء حجارة؛ لكن تلك البالونات كما يقول التقرير الاسرائيلي تسببت في اشعال حرائق في الحقول الزراعية المحاذية للقطاع والحق خسائر مادية كبيرة.

كلمات دلالية