الحلاقون يعلنون الاستنفار.. الوصول لكرسي الحلاقة أصعب من كرسي الرئاسة!

الساعة 06:21 م|04 يونيو 2019

فلسطين اليوم

أول ما سيتبادر إلى ذهنك عند الحديث عن "نزاع على كرسي"، هو ذلك الكرسي الخاص برئيس أو حاكم، إلا أن ذلك المفهوم يتغير فورًا مع الحديث عن اقتراب حلول العيد حيث يتصدر "كرسي الحلاق" الموقف.

ولا مبالغة في مقارنة كرسي الحلاقة بكرسي الرئاسة أو الوزير أو المسؤول، لا سيما أن الصالونات تشهد نزاعًا ومشادات كلامية قد تصل إلى حد التطاول باليدين بين الزبائن الذين يتسارعون لحجز مقعدهم عشية العيد.

ويتكدس عشرات الاشخاص في ليلة العيد في صالونات الحلاقة؛ على أمل أن يأتي دورهم للحلاقة بعد ساعات طويلة من الانتظار، ويمتد ذلك المشهد حتى صباح يوم العيد، وربما يمتد لظهر ذلك اليوم.

ويعكف الحلاقون في العشرة الاواخر من رمضان على تزيين محلاتهم، وتنظيف أدواتهم وتنظيم اوقات دوامهم، بالإضافة الى استجلاب حلاقين مهرة الى جانبهم لمساعدتهم في اعمال الحلاقة بما يضمن الحلاقة لأكثر عدد ممكن من الزبائن.

ويجدُ الحلاقون في العديد من المواسم فرصة "ثمينة"؛ لجني مبالغ مالية يستعيضون فيها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة؛ ولقلة الزبائن ونقودهم؛ حتى أنَّ أَمْشاطُ الحلاقين في صالونات كثيرة تشتاق لتلمس رأس أحدهم.. ويعتبر موسم الاعياد الاكثر "إنعاشاً وإقناعاً لجيوب الحلاقين".

 

فرصة "ثمينة"

الحلاق شادي (28 عاماً) والذي بدت عليه ملامح الفرحة والارتياح مع إقبالة العيد وتهافت الزبائن على صالونه المتواضع، يقول :"العيد فرصة لا تعوض لكل صالونات الحلاقة، ويقبل علينا في تلك الايام مئات الزبائن".

ويشير ابو القمصان وهو "يبخُ" الماء على شعر أحد زبائنه أنه استعد واعد محله منذ ايام عدة الى جانب استجلاب عدد من الحلاقين الى جانبه، لافتاً أن مواسم الاعياد والمدارس تنقذ مهنته من الزوال، وتحقق لعائلته العيش بكرامة في ظل تغول الفقر والبطالة في قطاع غزة.

ويضيف ابو القمصان ضاحكاً :" ليلة العيد وحدها لا ابالغ إن قلت أن كل قاطني قطاع غزة يذهبون إلى الحلاقين حتى الاصلع الذي لا يحتاج للحلاقة، يريد أن يظهر صبيحة العيد في أجمل حُلة ويلطف بشرته وأن يزين وجه بإزالة الشعر الزائد فيه".

لكن تلك المهنة كغيرها من المهن والحرف في قطاع غزة تتعرض لصعوبات عامة نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي طال جل مكونات الحياة الاقتصادية في القطاع، واول العراقيل التي تنغص على الحلاقين عملهم وفرحتهم بالموسم هي انقطاع التيار الكهربائي؛ لارتباط عملهم بالكهرباء كآلات الحلاقة، ومصفف الشعر "الاستشوار"، وحل تلك المعضلة يتمثل في تشغيل "المولد الكهربائي"، أو الطاقة الشمسية، أو البطاريات، لكن تلك الحلول تعتبر مكلفة وتقضم جزءاً من ارباح الليلة المنتظرة.

 

ساعات الانتظار

لشاب علاء البلعاوي والذي ذهب برفقة أولاده الاثنين لمحل الحلاقة يقول :"العيد لا يتم بالنسبة للكثيرين الا بالحلاقة والتزين والتجمل وهو ما أمرنا فيه إسلامنا الحنيف".

ويوضح البلعاوي أنه غالباً ما ينتظر الساعتين في ليالي العيد للحلاقة؛ نظر لتهافت الناس على صالونات الحلاقة.

ويقدر البلعاوي التعب الذي يلاقونه الحلاقين في هذه الايام، مشيراً أن لا وقت للراحة عند الحلاقين في هذه المناسبات لأنها لا تتكرر الا مرة واحدة طوال العام.

وتبلغ اجرة الحلاقة للشخص الواحد من 10 شواكل الى 15 شيكل، بينما تبلغ بالضفة المحتلة من 15 شيكل الى 20 شيكل.

 

 

dccacbdebbc66fd5d93d2d7af4aa26db
b1e42aec6618975b11dc3b7739d6db3e
76325b780956ae716bc42bf760f5482c
0be435d0091dbb41246010c324b17931
 

 

كلمات دلالية