انتخابات علمانية- معاريف

الساعة 11:59 ص|04 يونيو 2019

فلسطين اليوم

بقلم: ليلاخ سيغان

مثل تلك النكتة القديمة التي يسأل فيها كم فيلا يمكن أن يزج في سيارة فولسفاجن الصرصور، يمكن أيضا ان نسأل كم من النزاعات يمكن أن يكون في كتلة من 6 مقاعد. لا تمر لحظة دون أن نسمع عن مشادات في صفوف حزب العمل الذي لم يعد ذي صلة. إذ انه على اسلوب برامج الواقعية التلفزيونية القى القاذورات الكثير من زمن البث. هذه هي الصيغة.

مؤسف، ولكننا اعتدنا على صحافة لم يعد ممكنا الثقة بانها ستجري من اجل الجمهور الفرز بين الغث والسمين. هكذا حظينا بفصل آخر من المسرحية التي لا تنتهي عن سارة نتنياهو التي ضمن قضاياها القانونية عن منازلها، رفضت كما أفادت التقارير ضم آييلت شكيد الى الليكود. لا شك ان هذه معلومة تستحق النشر، ولكن السؤال باي حجم. فقصص سارة باتت معروفة والنبش فيها يصرف الانتباه عما هو هام حقا – عن البحث في الموضوع التي تدور عليه هذه الانتخابات في واقع الامر. هذا بالفعل سؤال طرحناه على أنفسنا قبل لحظة ولكن بين جولة الانتخابات الاولى والجولة الثانية، تغيرت الاجابة.

 

البيبيون يدعون باننا توجهنا الى الانتخابات، لان "ليبرمان لا يعرف ما الذي يريده". لا يوجد قول أقل صحة من هذا. يمكن ان يقال الكثير من الامور السيئة عن ليبرمان، ولكنه الى هذا الحد او ذاك الوحيد الذي يكرر كل الوقت ما الذي يريده بالفعل – منذ بداية حملة الانتخابات وحتى المساء الذي حلت فيه الكنيست، وهذا لا يتغير أبدا. ينبغي لنا فقط أن ننصت: فهو لم ينضم الى الحكومة لانها برأيه لم تكن حقا حكومة يمين، بل حكومة شريعة.

 

من خلف الثرثرة والاحابيل، وبينما يتجادل الجميع حتى التعب اذا كان يجب للامر أن يكون "بيبي فقط" او "كله الا بيبي"، نشأ انعدام توازن مبالغ فيه بين العلمانية والدين. انعدام توازن تجاوز حدودا ما – شيء ما انكسر. فقد اعتادت الاحزاب الاصولية على وضع في اطاره يفترض بتعليم التوراة ان يكون مقدسا ليس فقط لها بل وللجميع، وبالتالي يجب علينا ان ندلل متعلمي التوراة بامتيازات خاصة واعالتهم. هذا ليس حقا وضعا راهنا، ولا سيما في ضوء المشكلة الصغيرة التي تسمى ديمغرافيا. فلا يدور الحديث عن حفنة من المتفوقين كان يمكننا ان نتحملها كمجموعة ذات امتيازات باسم الحفاظ على اليهودية واحترام التوراة. يدور الحديث عن قطاع يعد اكثر من مليون نسمة، مع احتكار للحلال، لترفيهات السبت ولاحكام العائلة. وقد اتسع بوتيرة مضاعفة عن باقي السكان. احابيل الصحافة والدعاية لن تغير هذه الحقيقة، وكي نفهم الى اين يسير هذا لا حاجة الى دكتوراة في الرياضيات.

 

الى جانب يهدوت هتوراة وشاس يوجد ايضا اتحاد احزب اليمين الذي يجمع في هذه اللحظة في داخله كبار المتطرفين ايضا. لا يمكن ان نعرف كيف ستتنافس هذه المجموعة في الجولة الثانية أو باي قبعة ستعود آييلت شكيد. الامر الوحيد الواضح انه يوجد فرق هائل بين شكيد وسموتريتش الذي استولى على رئاسة الحزب، وهو يستميت على وزارة العدل. ومن فوت تصريحاته في الايام الاخيرة: قوانين التوراة افضل من "دولة الشريعة" لاهرون باراك، والجمهور الاسرائيلي سيتعلم رويدا رويدا بان ارادات سموتريتش هي الصحيحة له – ان تدار دولة اسرائيل وفقا لقضاء التوراة.

 

ليس فقط ليبرمان – سموتريتش ايضا يعرف ما الذي يريده. وبالتالي فاذا كنا بالفعل جررنا الى جولة انتخابات اخرى، فعلى الاقل الا تكون هذه زائدة. نوصي بان نخفض مستوى اصوات الثرثرات كي نتمكن من سماع النقاش الحقيقي. على هذا تدور الانتخابات، وهذا هو الاساس.