خبر مبادرة عربية – اختيار اسرائيلي ..هآرتس

الساعة 10:21 ص|26 يناير 2009

مبادرة عربية – اختيار اسرائيلي

بقلم: عكيفا الدار

        (المضمون: على المتنافسين في الانتخابات الاسرائيلية ان يحددوا موقفهم من المبادرة العربية للسلام - المصدر).

        انها المرة الثالثة التي يتداعى فيها مواطنو اسرائيل للمشاركة في الانتخابات البرلمانية منذ ان صوتت الجامعة العربية بالاجماع على قبول مسار السلام مع اسرائيل. في الدولة الطبيعية السليمة كانت الاحزاب ستطرح مواقفها من المبادرة امام الناخبين في موسم الانتخابات اما في اسرائيل فها هي المبادرة العربية تهمش وتزاح جانبا للمرة الثالثة على التوالي. والاسهل على الاحزاب ان تسوق الخوف من الايرانيين للناس وان تعدهم بـ "اسرائيل قوية". اية علاقة توجد بين مبادرة سلمية من انتاج سعودي والقنبلة النووية الايرانية؟ يتبين ان هذه العلاقة قائمة وموجودة. القصر الملكي في الرياض تلقى في ذروة الهجمة الاسرائيلية على غزة رسالة نادرة من الرئيس الايراني احمدي نجاد، الزعيم الايراني الشيعي شرف السعودي خصمه اللدود بلقب "قائدة العالم العربي والاسلامي" ودعى الملك عبد الله لاتخاذ موقف اكثر حزما ضد "الجرائم التي ترتكب بحق اطفالكم في غزة". الامير تركي الفيصل الذي تحدث عن هذه الرسالة في مقالة نشرت في يوم الجمعة الاخير في الفايننشال تايمز، يحذر من ان "الاستجابة السعودية للمطلب الايراني بقيادة الجهاد ضد اسرائيل سيتسبب في  حالة فوضى واراقة دم غير مسبوقة في المنطقة برمتها"

        هذه الكلمات الشديدة الوقع صدرت عن عربي كان في السنة الاخيرة على رأس حملة العلاقات العامة الداعية للمصالحة بين العالم الاسلامي واسرائيل والدعوة لانهاء الصراع العربي مع الدولة اليهودية. الفيصل الذي كان رئيسا للاستخبارات السعودية وسفيرا لبلاده في واشنطن ولندن يلقي المحاضرات ويكتب المقالات بلا توقف حول مزايا مبادرة السلام العربية. وفي اطار مساعيه لتسويق المبادرة لم يتوانى عن عقد لقاءات علنية مع اسرائيليين (بما في ذلك كاتب هذه السطور). المنطق يقول انه لا يفعل ذلك بقرار خاص منه.

السعودية تحث الرئيس الامريكي ايضا براك اوباما لتبني المبادرة وتحولها الى محك اختبار لعلاقات العالم العربي مع الادارة الجديدة. اوباما من ناحيته اكتفى من خلال زيارته لوزارة الخارجية باطلاق بضع كلمات غير ملزمة بحق المبادرة العربية، فما له ولتوريط نفسه مع اللوبي اليهودي منذ الاسبوع الاول لرئاسته. عودة اليمين الى الحكم في اسرائيل ستتكفل اصلا بحسم مصير هذه المبادرة عندما ستطرح مجددا في الاسبوع القادم على طاولة القمة العربية التي ستنعقد في قطر.

        من الصعب توجيه اللائمة لاوباما في الوقت الذي تخفي فيه كل الاحزاب الرئيسية في اسرائيل مواقفها من المبادرة العربية من وراء عبارات غير ملزمة. رئيس الوزراء ايهود اولمرت تفاخر في الاسبوع الماضي قائلا انه يوافق على ان تكون المبادرة اطارا للتفاوض. وفي نفس السياق ذكر قراري الامم المتحدة (242) و (338) كاساس للمفاوضات (مع انهما يمتلكان عدة تفسيرات) في الوقت الذي تقول فيه المبادرة العربية صراحة ان حدود حزيران (1967) هي اساس التسوية.

        قائد كاديما المغادر ادعى ان ايهود باراك وخلافا له ينشر الضباب حول موقفه من المبادرة. فهل وجد اولمرت لدى تسيبي لفني موقفا اكثر وضوحا من البيان العابر الذي اطلقه في صيف (2007) وجاء فيه ان المبادرة السعودية هي "فرصة تاريخية يحظر تفويتها". قبول اسرائيل لهذه المبادرة كاطار للمفاوضات كان من شأنه ان يجبر حماس على ان تحسم موقفها مع الاجماع العربي المؤيد للمبادرة ام انها تابعة لايران ومعارضة للمبادرة.

        من الممكن تأييد المبادرة العربية ومن الممكن معارضتها. هذا الامر يعتمد على فلسفة الطرف المذكور وسلم اولوياته. ولكن الاحزاب الصهيونية التي تطلب ثقة الناخبين لا تستطيع التهرب من المسار السياسي الاكثر ايجابية الذي يعرضه العرب على اسرائيل في اي وقت من الاوقات. على كل واحد من المتنافسين ان يقول بصورة واضحة ان كان يتعهد بأن تقبل حكومته المبادرة او سترفضها.بكلمات اخرى: ما الذي يفضله هو/هي: جبهة مشتركة مع (22) دولة عربية ضد ايران واعوانها ام جبهة مشتركة مع المستوطنين ضد العالم.