كلمة ليبرمان.. يديعوت

الساعة 03:32 م|31 مايو 2019

بقلم

(قد يكون الرجل الذي اوصى نتنياهو الى الحكم هو الرجل الذي سيطرده من ديوان رئيس الوزراء).

كان اللقاء الاول بين بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان في نهاية الثمانينيات في منزل شلومو هليفي الراحل، صديق مشترك، في حي رمات اشكول في القدس. نتنياهو، الذي كان يتولى منصب السفير في الامم المتحدة، جاء في اجازة الى الوطن كي يعد الارضية لدخوله الى الليكود، بنية احتلال قيادة الحركة. هليفي، ابن صف نتنياهو في الكلية العبرية في رحافيا، اوصى صديقه بالتعرف على ايفات ليبرمان، نشيط في فرع الليكود يعتبر نجما صاعدا يمكنه أن يساعده في السيطرة على الحزب.

هليفي كان محقا. ونتنياهو لن ينفي القول ان ليبرمان مسؤول عن دخول الى مكتب رئيس الوزراء في انتخابات 1996، بعد اغتيال اسحق رابين. ومع ذلك، لشدة المفارقة توجد امكانية في أن يكون الرجل الذي توج نتنياهو سيكون ايضا الرجل الذي سيؤدي الى نهاية ولايته وطرده من ديوان رئيس الوزراء.

كتبت يوم الاحد في عامود في "يديعوت احرونوت" ان ليبرمان لم يعتزم التراجع. فقد قصد كل كلمة حين أعلن بانه لن يكون شريكا في حكومة تجعل اسرائيل دولة شريعة. ببساطة كلمته كي كلمة. وهو لم يقصد ان تسير مطالبته بتطبيق قانون التجنيد في طريق قوله بشأن تصفية هنية في غضون 48 ساعة.

في بداية الاسبوع عرف ليبرمان ان في المحيط القريب لنتنياهو قرروا ضربه على الرأس وتفكيك كتلة اسرائيل بيتنا. وكانت التعليمات التي صدرت يوم الجمعة عن منزل بلفور اطلاق "نار حرة على ليبرمان" قد عمقت لديه القرار برد الحرب. والادعاء بان ليبرمان قرر ان يموضع نفسه كدرع العلمانية في وجه الاصوليين لانه فقد الصوت الروسي هو ادعاء خاطيء. ففي منزل عائلة ليبرمان يعيشون على اتصال مناسب بالتقدير بروح القول "عش ودع الاخرين يعيشون". الام والابنة تحرصان على نمط حياة دينية. اما ليبرمان ونجليه "فيأكلون بين الحين والاخر الحلال ايضا" مثلما يقتبس عما قاله ذات مرة آفي غباي. العائلة تحترم قيم اليهودية، والبيت في نوكاديم يدمج بين الهوية اليهودية والليبرالية. في أحاديث خاصة يقول ليبرمان انه شخص سكرة القوة للكتل الاصولية، التي طرحت مطالب مجنونة على حد قوله، بينما نتنياهو لم يلقِ بهم عن كل الدرج. ليس التجنيد فقط بل وايضا فحوصات الدي.ان.ايه للازواج الذين يتزوجون في الحاخامية، طلب اغلاق مصانع تعمل في السبوت والاعياد وقيود اخرى على ما عرف كوضع راهن.

ماذا سيكون الان؟ في حملة الانتخابات التي يحدد فيها الليكود ليبرمان بانه العدو المركزي؟ ليبرمان يقترح على الليكود الابقاء على حدود السلوك النزيه. فهو لا يخاف مما سينشروه عنه، مثلما حصل لرئيس الاركان الاسبق بني غانتس. ليبرمان يعرف من يقف خلف تسريب قصة الهاتف الخاص لغانتس الذي اقتحمه الايرانيون. وبخلاف رئيس أزرق أبيض يعرف ليبرمان ايضا الاسرار الدفينة لنتنياهو. ميزان الرعب المتبادل، كما يمكن التقدير، سيدفع المستشارين الى التهدئة.

لقد أوصى ليبرمان بنتنياهو امام الرئيس، كما وعد ناخبيه، ولكن يمكن التقدير بان ليبرمان لن يسمح بعد اليوم لما وصفه بانه "عبادة الشخصية". لقد وعد "الفيل المواظب"، كما وصفه نتنياهو امس، بالسماء كي يسمح لرئيس الوزراء بولاية خامسة. هذه المرة، وصل الرجلان الى نقطة الحسم. ثعلبان مقاتلان يعرفان جيدا الواحد الاخر. هذا سيكون قذرا.