لنتعلم من النهاية الحزينة لبن غوريون.. هآرتس

الساعة 03:26 م|31 مايو 2019

بقلم

(يجدر بنتنياهو الذي يحب أن يقرأ تشرتشل تعلم الدرس من النهاية الحزينة لمؤسس الدولة دافيد بن غوريون).

اذا واصل بنيامين نتنياهو وظيفته فسيتجاوز عقبة الـ 13 سنة التي شغلها دافيد بن غوريون كرئيس للحكومة. ولكن الشبه الرئيسي، في هذه الاثناء المحتمل، بين نتنياهو وبن غوريون، يوجد في مكان آخر. المفارقة التاريخية يمكن أن تكون أنه بالضبط الطموح الذي لا ينتهي لمواصلة وظيفته ستجلب له نهاية بن غوريون الحزينة، الذي فقد في نهاية ايامه القدرة على استشعار ارادة الشعب وتحول، دون أن يلاحظ ذلك في الوقت المناسب، الى عبء على حزبه وعلى كل النظام السياسي.

في الحقيقة رسميا بن غوريون استقال بشكل مفاجيء بارادته في العام 1963. ولكن بمعان كثيرة يمكننا أن نرى في ذلك إقالة. اذا كان في العام 1953 وبعد استقالته قد اوقف خطوة لشخصيات مؤسسة منها وزير التعليم زلمان اورن، الذي لم يخجل من القول "أنا أتوسل، ليس بامكان الشعب البائس تحمل ذلك، وفي 1963 سارعت سكرتارية مباي الى المصادقة على تعيين ليفي اشكول وريثا له في اليوم التالي".

من المهم التأكيد على أنه في خلفية سقوطه وقف تصميمه على نضالات مبدئية. العلاقات مع المانيا، تطوير الذرة ضد موقف الولايات المتحدة، المطالبة بتغيير طريقة الحكم، وبالطبع نضاله من اجل تشكيل لجنة تحقيق قضائية لفحص قضية بنحاس لافون بالذريعة المحقة بأنه يحظر على السلطة التنفيذية، اللجنة الوزارية التي شكلها مباي، البت في الامر. نتنياهو، خلافا لذلك، يقود نضال ضد الجهاز القضائي لدوافع شخصية. ولكن التشابه، ليس من الناحية الادبية، يكمن في الصورة التي فيها يهب زعماء وصلوا الى ذروة القوة لشن حروب عديمة الجدوى، والتي تجعلهم غير مقبولين من قبل النظام الى أن يتم نبذهم منه وهم مصابين.

في 1961 وجد بن غوريون صعوبة في اجراء اتصالات لتشكيل ائتلاف والقى المهمة على اشكول. وقد نجح اشكول في انجاز حكومة جديدة له. ولكن بن غوريون لم يعرف أنه لن يبقى محصن الى الابد. في تلك الولاية فقد غولدا مئير، وزيرة الخارجية، التي استقالت لأنها عارضت تعميق العلاقة العسكرية مع المانيا ونشر ذلك. رئيس الموساد ايسر هرئيل ايضا استقال بعد أن استخف بن غوريون بتقديره حول الخطر الكامن في النشاطات العلمية الالمانية في مصر. في المقابل، بالغ بن غوريون في التهديد الوجودي الذي تتعرض له اسرائيل بسبب الوحدة السياسية بين سوريا ومصر والعراق. بن غوريون ارسل رسائل مستعجلة بهذا الشأن الى عشرات زعماء العالم، لكن تم احراجه عندما تم حل هذه الوحدة سريعا. في الساحة الحزبية برز جيل الوسط في مباي الذين اعتبروا انفسهم مواصلين دربه لصالح الدفاع قدما بالمخلصين له ومنهم شمعون بيرس وموشيه ديان.

ايضا بعد أن استقال لم يتوقف. فعليا اراد لنفسه مكانة الزعيم الروحي الذي يملي من سديه بوكر على رئيس الحكومة ارادته. عندما اتخذ اشكول الذي فضل زعامة متصالحة طريق مستقلة ووافق بناء على طلب من مناحيم بيغن نقل رفاة زئيف جابوتنسكي، بدأ بن غوريون بمهاجمة وريثه.

هكذا، بعد سنتين من استقالته، عندما كان على قناعة بأن الشعب يؤيده اقامة حزب رافي الجديد، وتوقع الحصول على 20 مقعد في انتخابات 1965. ولكن الجمهور لم يعرف لماذا يريد من قام بتأسيس المؤسسة التمرد عليها. مع حصوله على 20 مقعد فقط ذهب العجوز للمرة الاولى الى المعارضة. في اعقاب نجاح حكومة اشكول في حرب الايام الستة ايضا اعضاء حزب رافي تخلوا عنه وانضموا الى حزب العمل. الأب المؤسس بقي وحيد ويشعر بالمرارة.

السجل الشخصي لبن غوريون في ايام ذروته، ساعده في أن يشطب من الذاكرة الجماعية الطريقة التي أنهى بها حياته السياسية. نتنياهو الذي يحب أن يقرأ تشرتشل من الجدير أن يتعلم الدروس من النهاية الحزينة لمؤسس الدولة.