الأسواق تتزين بعرض الفسيخ مع قرب انتهاء شهر رمضان

الساعة 08:44 م|29 مايو 2019

فلسطين اليوم

مع اقتراب عيد الفطر السعيد، بدأ التجار بعرض الفسيخ في الأسواق، وهي عادة اعتاد عليها الفلسطينيون منذ قديم الزمان حيث يبدأون بتناول الفسيخ في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك لتصل ذروة أكله في أول أيام العيد، وتفوح رائحته من كل مكان.

وعجت شوارع وأسواق قطاع غزة منذ دخول شهر رمضان المبارك في الثلث الأخير، وكل يوم يزداد الطلب عليه.

وتنافس التجار في بيع الفسيخ خاصة من نوع سمك "الجرع" بسعر تراوح بين 20-25 شيقل للكيلو الواحد.

ويؤكد التاجر أبو خميس أنه يجهز كل عام لموسم العيد نحو 500 كيلو سنوياً، لكنه خفض هذه الكمية العام الحالي إلى 200 كيلو نظراً لتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين منذ عدة أشهر بسبب اشتداد الحصار.

وأوضح، أن المواطنين يقبلون على شراء الفسيخ بحيث لا يكاد يخلو منزل من منازل الفلسطينيين من رائحة الفسيخ في آخر أيام رمضان وأول أيام العيد.

في ذات السياق، أكد المواطن أحمد ربيع، 55 عاماً أنه لا يستطيع مقاومة رائحة الفسيخ في الأسواق، ورغم ما يسببه أكله في شهر رمضان من حاجته للسوائل إلا أنه يرى فيه ، فاتح للشهية ويمكن تعويض السوائل خلال ساعات الليل حتى السحور.

وأضاف، أنه اشترى كيلو واحد اليوم، ولكن في آخر يوم من رمضان لا يشترى كعادته اربعة كيلو لأسرته. وعزا سبب اهتمامه بشراء الفسيخ إلى أنه يساعد في تأهيل المعدة على تناول الأطعمة والمشروبات والحلويات، بعد شهر كامل من الصيام اعتادت فيها المعدة على تناول كميات قليلة من الطعام وخلال مدة زمنية محددة.

وأرجع بعض الأطباء فوائد تناول الفسيخ "السمك المملح" بأنه يعمل على تهيئة جدار المعدة لاستقبال المزيد من الأطعمة طيلة النهار بعد أن تعودت المعدة على الصيام والانقطاع عن المأكولات والمشروبات لمدة شهر.. وهناك اعتقاد بأن الفسيخ المالح، يجبر الجسم على شرب كمية أكبر من الماء ليعوض ما فاته من سوائل في رمضان.

ويعود تاريخ "الفسيخ" إلى عهد الأسرة الخامسة من الفراعنة المصريين، التي أولت الاهتمام له مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، لذلك قيل عن "الفسيخ" إنه أحد المأكولات المصرية، التي يتناولها المصريون في يوم (شم النسيم).

ويرجح تأصيل "الفسيخ" للفراعنة أيضًا؛ نظرًا لما قيل عنهم أنهم كانوا يمتنعون عن أكله في الشتاء، فكانوا يحفظونه بطريقة التمليح؛ لقتل الميكروبات الموجودة فيه، ثم يخزن داخل "أبراش" بين طبقات من الملح، لا يفتحونها إلا في فصل الصيف.

وأظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، إذ كان الأمر يعني لهم الخير والرزق، والوقاية الصحية.

ويعد "الفسيخ" عن طريق تجفيف سمك "البوري"، الذي يتفاوت في مدة تجفيفه، تبعًا لدرجة الحرارة من بلد لآخر، ثم يوضع السمك المجفف في الملح، لمدة تتفاوت أيضًا، وتتراوح من ( 15-30) يومًا.

كلمات دلالية