الشاب محمد أبو كميل يغيِّر مفاهيم المجتمع حول الإعاقة

الساعة 04:49 م|29 مايو 2019

فلسطين اليوم

كل الأعين تراقب تحركاته، والكثير من الأسئلة تدور في أذهانهم، يشعر هو وبحالة الاستغراب التي اعتلت وجوههم، لكنه يستمر بدفع كرسيه المتحرك والمضي قُدمًا بابتسامته المعتادة، حتى يصل إلى منتصف الطابور المدرسي.

لم يقتصر على زيارته على المدارس فقط، بل حمل الشاب الثلاثيني محمد أبو كميل رسالته إلى العديد من المدارس والمعاهد والمؤسسات المحلية، كل ذلك بتطوع ذاتي من أجل توعية المجتمع حول الأشخاص أصحاب الإعاقة، وكيفية التعامل معهم.

ولد محمد بإعاقة حركية ومع مرور الوقت أخذ على عاتقه أن يشرح ويوضح للمجتمع بكافة أطيافه معاناة هذه الفئة وتفاصيل حياتها، من أجل كسر الحاجز النفسي وتغيير الصورة النمطية عن ذوي الإعاقة، والتأكيد على الجهد الذي يبذلونه من أجل الوصول إلى غاياتهم.  

تخرج صاحبة الهمة العالية من إدارة الأعمال، إضافة لحصوله على ودبلوم عالٍ في إدارة مؤسسات المجتمع المدني، وحملته تجربته المريرة منذ الطفولة مع نظرة المجتمع السلبية للأشخاص ذوي الإعاقة، والانتقاص منهم إلى العمل على تغيير تلك النظرة.

تجربة طويلة خاضها محمد الغير مدعوم من أي طرف أو مؤسسة، إضافة إلى مئات اللقاءات في المدارس والمؤسسات استطاع من خلالها أن يضع بصمة وعي جديدة في ذهن الجيل الجديد، ولا يزال إيمانه يدفعه نحو المزيد من العمل التطوعي والتوعية بأن صاحب الإعاقة شخص طبيعي، لا تعيبه إعاقته، وإنما تعيقه مجموعة عوائق مجتمعية.

وعن أسباب استهداف طلاب المدارس بشكل خاصة في حملته التوعوية يقول أبو كميل: "طلاب المدارس هم شباب المستقبل وأفكارهم قادرة في المستقبل على تشكيل حالة من الوعي العام بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة عندما يكون لديهم الفكرة الصحيحة عن مفهوم الإعاقة والحواجز الحقيقية التي يعانون منها".

ولاقت اللقاءات التي عقدها أبو كميل نجاحًا كبيرًا على مستواه الشخصي، وعلى مستوى الطلاب والمؤسسات التي تمت زيارتها، إذ استطاع أن يوضح الكثير من الأمور حول الأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى الإجابة عن استفسارات كانت تدور في ذهن من حضر اللقاءات.

ويحمل محمد العديد من الرسائل التي يحاول من خلالها تغيير نظرة المجتمع السلبية تجاه ذوي الإعاقة أهمها أن الإعاقة ليست عيبًا، أو مرضًا، وإنما تنوع طبيعي، لكن الحواجز تقف في وجه أصحاب الإعاقة وتمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

ويوضح محمد لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، "أركز خلال اللقاءات أن الإعاقة ليست بالشخص، وإنما في الحواجز التي تواجهه، وتمنعه من المشاركة في الأنشطة والفعاليات، إلى جانب دور المجتمع في إزالة تلك الحواجز، كي يتمكن من المشاركة بكل سلاسة، وأهمها الحواجز النفسية والبيئية، وعدم مواءمة الأماكن، إضافة إلى نظرة الشفقة التي يتلقاها ذوي الإعاقة".
ويطمح أبو كميل لأن تلتفت مؤسسات المجتمع المدني إلى فكرته بهدف نشرها وتعميمها، وأن يتم تطبيقها في كل المدارس، على اعتبار أن كل عام ينشأ جيل جديد، ومن المهم متابعة تلك الأجيال، والتأثير فيها جميعاً، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة، التي تنعكس إيجاباً على واقع وحياة ومستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة.
 

كلمات دلالية