نتنياهو أصبح عبء على الليكود- هآرتس

الساعة 11:04 ص|27 مايو 2019

فلسطين اليوم

واصبح العائق الرئيسي امام تشكيل الحكومة

بقلم: يوسي فيرتر

أمس ايضا في الوقت الذي جاء فيه وخرج الشركاء المحتملين الى مكتب رئيس الحكومة، باستثناء واحد، فان امكانية أن تجد اسرائيل نفسها في انتخابات جديدة في الصيف كانت امر غير مفهوم ولا يمكن استيعابه ويعارض أي منطق، وبالطبع غير مسبوق. اذا حدث ذلك فهذا يعني أن النظام السياسي في اسرائيل الذي اثبت صموده في اختبارات صعبة، ينهار ويتحول الى ثقب اسود.

 

نحن ما زلنا بعيدين عن ذلك. ربما أنه حتى يوم الاربعاء، في منتصف الليل، ستتم تسوية الامور بطريقة مدهشة، لكن حتى أمس كانت النغمات تزداد شدة والطريق كانت مغلقة أكثر من أي وقت آخر. استنتاج واحد ظهر من الجنون الذي حدث هنا في الايام الاربعين الاخيرة. العائق الرئيسي الذي بسببه وصلنا الى ما وصلنا اليه هو نتنياهو، ليس ليبرمان العنيد ولا عدد من الحاخامات المتطرفين.

 

شخصية نتنياهو من جهة ولائحة الاتهام التي تنتظره من الجهة الاخرى حولته من الفائز الكبير في انتخابات 2019 الى شخص منصاع في المفاوضات التي جرت بعد ذلك. في 2009 عندما كان للليكود برئاسته 27 مقعدا ولاسرائيل بيتنا 15 مقعدا، قام بتشكيل حكومة بسهولة نسبية. بعد عقد من ذلك، حيث الميزان بين الحزبين هو 35 مقابل 15 هو يبدو مثل شمشون الذي تم قص شعره. أي درس مؤلم يتعلمه في هذه الايام، أي فجوة كبيرة توجد بين ثمن القوة الذي اظهره بعد الانتخابات وبين الواقع، "بين الحياة نفسها" حسب تعبيره.

 

لائحة الاتهام والمخطط المخالف للقانون له التي تم تجاهلها في الانتخابات من اجل عدم جعل اصوات الناخبين العاديين تهرب من الليكود، بتدمير الديمقراطية وسلطة القانون وأن ينظم لنفسه درع واق يدافع عنه من المحاكمة بواسطة تحالف مرتشي. وتدمير أي بديل. حزب ازرق ابيض الذي في ظروف اخرى كان سيذهب بسرعة وسعادة الى احضانه، ليس في اللعبة لأن زعماءه لا يفكرون بأن يكونوا بين مساعديه.

 

يحتمل أن قانون التجنيد، الذي لا يعرف أحد جوهره وتفاصيله، هو مجرد ذريعة. وأن ليبرمان قد قرر أن يضرب بالفأس من كان شريكه – خصمه في ربع القرن الاخير، ربما هو يعتبر ذلك خدمة للأمة، ربما سئم من أن يكون للمرة الخامسة الجسر بين بيبي والحكم. هناك امر واحد واضح: لو أن نتنياهو كان على ما هو عليه، ولو أن هناك ضده لوائح شكوك ثابتة وقوية بسبب الرشوة، الخداع وخرق الثقة، هذه المشكلة لم تكن لتصل الى ابعادها الحالية.

 

حتى لو نجح في تشكيل ائتلاف له، فان رحلة الألم والاهانة التي نقلها شركاءه الطبيعيين تعرضه في ضعفه وهو عار. من الان هو لن يكون "الملك بيبي" لسياسة اسرائيل، رئيس حكومة متهم بمخالفات جنائية، حتى قبل جلسة الاستماع أو قبل تقديم لائحة اتهام، ليس فقط خزي وعار لدولة سليمة، هو في المقام الاول عبء على حزبه. لا شك أنه يستطيع جلب المقاعد في حملة بارعة ومليئة بالاكاذيب والتشهير. ولكن ماذا عن القدم التي تنهي السباق؟.

 

أي مرشح آخر كان سيكون على رأس الليكود، سواء جدعون ساعر أو يولي ادلشتاين أو اسرائيل كاتس أو جلعاد اردان، مع نفس علاقة العددية، كان سيكون جالس في مكتب رئيس الحكومة ولديه ائتلاف حكومي. من شبه المؤكد سيكون لديه ائتلاف عقلاني، لا توجد فيه عناصر قومية متطرفة مسيحانية، وفي مركزه يقف الليكود وازرق ابيض. اذا كان وزراء الليكود الذين جمعهم نتنياهو أمس (حسب اقوال احدهم كان مضغوط وعصبي)، زعماء وليسوا مجموعة من الاشخاص الضعفاء، كانوا سيقومون الواحد بعد الآخر حتى اوفير ايكونيس وميري ريغف، ويبلغونه بأنهم فقدوا الثقة به ويطلبون منه الذهاب. لا أحد منهم نبس ببنت شفة، ولا أحد منهم تساءل الى أين أديت بنا، يا سيدي رئيس الحكومة، والى أين تريد أن توصلنا؟.

 

خوفهم منه غير مفهوم. هذا موضوع متروك لعلم النفس. لم يكن باستطاعته تجاوز تمرد كهذا، الذي كان سينضم اليه بالتأكيد الكثيرين في القائمة. هذا ما حدث في الاسبوع الماضي في بريطانيا مع رئيسة الحكومة تريزا ماي. وهذا ما حدث مع سابقتها الاسطورية مارغريت تاتشر قبل ثلاثين سنة. وهذا هو كل الفرق بين شخصيات رفيعة حقا وبين شخصيات على رفيعة على الورق.

 

هناك فقط نقطة ضوء واحدة في حل الكنيست والذهاب الى انتخابات – ربما في بداية ايلول القادم. طالما أنه لم تؤد الكنيست الـ 22 القسم وتم تشكيل ائتلاف جديد، ربما في نهاية تشرين الثاني، ليس هناك تشريع. قوانين الحصانة وفقرة الاستقواء التي تقطر بالقذارة. وقوانين اغتياب المحكمة العليا ومؤسسة مراقب الدولة، قانون المستشارين القانونيين وباقي الاصلاحات التي كان يمكنها أن تمرر بتشريع سريع في الاشهر القريبة، سيتم ادخالها الى الثلاجة.

 

بالنسبة لنتنياهو هذا ليس اقل من كارثة. يوم القيامة حقا. جلسة الاستماع تم تحديدها في بداية تشرين الاول، المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت التزم بعدم تأجيلها مرة اخرى. القرار النهائي له سيأتي في النصف الثاني من كانون الاول قبل ذهاب النائب العام شاي نتسان. ليس هناك سيناريو فيه نتنياهو، على فرض أنه سينتخب ثانية، سينجح في أن يحيك لنفسه بدلة هروب خطط لها بعناية عندما قرر في نهاية شهر كانون الاول 2018 تقديم موعد الانتخابات.

 

موعد انتهاء صلاحية نتنياهو هو كانون الاول 2019. في حزبه يعرفون ذلك. وباقي اللاعبين السياسيين يعرفون ذلك جيدا. هم سيقومون بوزن خطواتهم عندما سيحين الوقت. هل صحيح من ناحيتهم أن يوصوا به مرة اخرى للرئيس، لنقل في نهاية ايلول، حيث تكون فترة صلاحية حياته السياسية اقصر من علبة حليب عميت؟ لا يوجد أي شيء جيد يهدده، كما تقول المقولة المحببة على ليبرمان.