كذبة التسهيلات الإسرائيلية

تقرير المنع الأمني يحرم مئات الفلسطينيين من الصلاة في الأقصى

الساعة 02:45 م|24 مايو 2019

فلسطين اليوم

منذ ساعات فجر اليوم الجمعة، خرج "علاء شاهين" من منزله في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية متوجها إلى مدينة القدس، وعند وصوله إلى حاجز قلنديا على اعتاب مدينة القدس، تجاوز الحاجز الأول والثاني، ولكن في الثالث حيث يقوم جندي بفحص الهويات الشخصية، مُنع من المواصلة الطريق وطلب منه العودة حيث قدم.

شاهين عمره (48 عاما) أي أنه ضمن الفئة التي أعلن الاحتلال أنه يسمح له دخول القدس يوم الجمعة للصلاة في الأقصى يوم الجمعة، ضمن سلسلة من التسهيلات التي أعلن عنها قبيل شهر رمضان المبارك وسمح للرجال بعمر ال40، ولكنه وبسبب اعتقاله السابق يرافق أسمه منعا أمنيا حرمه وأطفاله الذين كانوا برفقته من الصلاة في الأقصى ورؤية القدس.

ليس فقط "شاهين" فعشرات الفلسطينيين منعوا من الدخول إلى القدس بحجة المنع الأمني، وعلى مدار الثلاث أيام جمعة الفائتة بالرغم من أعمارهم التي تجاوزت في بعضها إلى 60 عاما، وهو ما يكشف زيف إعلان الاحتلال بما يدعيه من " تسهيلات"، تكون للاستهلاك الإعلامي فقط، كما يقول شاهين: "الهدف من هذه الإعلانات هو تجميل صورة الاحتلال بإنه يقدم تسهيلات للفلسطينيين، ولكن على الواقع ها نحن هنا بالمئات لا يسمح لنا الجندي بالمرور بحجة وجود المنع الأمني".

وشملت هذه التسهيلات السماح للرجال فوق عمر 40 يوم الجمعة، والنساء في كم كل الأعمار، والأطفال حتى عمر 16 عاما، فيما أعلنت عن منح 150 ألف تصريح لمن تتراوح أعمارهم ما بين 30-40 للدخول إلى الأقصى للصلاة يوم الجمعة فقط. وترافق ذلك أيضا حسب الإعلان، تمديد العمل على المعابر التي ستنقل منها وإليها الفلسطينيين إلى القدس والداخل الفلسطيني..

ولكن على أرض الواقع الأمر مختلف تماما، فعلى الحاجز يتعامل الجنود بعدائية مع المصلين الذين يتراكمون بالمئات، ويتعمدون المماطلة في السماح لهم بالدخول، إلى جانب الفحص المتكرر على الحاجز لأكثر من مرة، واضطرار المصليين للمشي مسافات طويلة تحت اشعة الشمس للوصول للحافلات للانتقال إلى قلب القدس والوصول إلى الأقصى، دون مراعاة لوجود كبار السن أو الأطفال.

وصباح اليوم الجمعة (24-5) أطلق الجنود عشرات قنابل الغاز على المصلين الذين تجمعوا على الحاجز لتفريقهم مما تسبب باختناق العشرات منهم.

وتعليقا على هذه التسهيلات كتبت الناشطة "جيهان عواد" 32 عاما، على صفحتها على الفيس بووك، ووصفتها ب "الكذبة"، من تجربة حدثت معها العام الفائت، حينما دخلت القدس في ليلة القدر، حيث السماح للنساء بكافة الأعمار الدخول لأحياء ليلة القدر.

توجهت عواد من رام الله إلى القدس، ودخلت كما غيرها من خلال حاجز قلنديا وبعد أحيائها لليلة القدس وعودتها إلى رام الله فتش الجنود الحافلة التي كانت تستقبلها وطلبوا تصريح دخولها إلى القدس، وعبثا حاولت أقناعهم أنها دخلت بطريقة قانونية بناء على إعلان التسهيلات.

احتجزت عواد لساعات وأجبرت قبل الإفراج عنها التوقيع بعدم دخول مدينة القدس حسب وصفهم بطريقة غير قانونية، وهو ما سيجعلها هذا العام أكثر حذرا.

الناطق باسم الشؤون المدنية وليد وهدان يقول إن الجانب الإسرائيلي ومنذ عشرة سنوات بدأ بإعلان عن الإجراءات بدعوى تسهيلات للفلسطينيين في المناسبات الدينية، ولكنه ضيق هذه التسهيلات وفق مجموعة من الاشتراطات والقيود.

وتترافق هذه "التسهيلات" بمجموعة من التفاصيل والشروط التي لا يتم الإعلان عنها مسبقا، كأن يشترط على مقدم التصريح أن يكون متزوجا ولا يسمح للأرمل أو المطلق حتى لو كان عمره متقدما من ذلك.

كما أن عند الإعلان عن التسهيلات لا يتم التطرق للمنع الأمني الذي يحرم الالاف أصدار تصريح، أو حتى المرور عن الحاجز حتى لو كان عمره يتجاوز العمر المعلن عنه.

وفيما يتعلق بالتصاريح التي أعلن عنها، فهي 150 ألف تصريح فقط، في حال تم توزيعها على التجمعات السكانية في كل محافظة بعضها لا يحصل على أي تصريح.