"قصص نجاح ملهمة وبطريقة مبتكرة ترصدها مبادرة "سيدتي في قصة"، لنساء تمكنّ من التغلب على الصعاب وسوء أوضاعهن المعيشية والاقتصادية في قطاع غزة، فكل منهن لها قصتها الخاصة التي غيرت حياتهن للخروج من ظلام الواقع إلى بهجة النور.
صاحبة المبادرة الخريجة مريم سعدي (21 عامًا) سكان مدينة خان يونس، تقول في حديثها لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "منذ السنة الأولى التي التحقت بها في الجامعة بتخصص التصميم الداخلي والديكور أنشأت فريق يدعى محبي الفوتوغرافيا بمساعدة أصدقائي، حيث جمع الفريق بين المصورين المبتدئين والمصورين المحترفين لخلق فرص تعارف وتعليم وعمل".
وتضيف سعدي، أن الفريق قام بإنشاء العديد من المعارض الفتوغرافية، لافتة الى أن التصوير يحظى بالجزء الأكبر من الاهتمام، حيث البداية كانت بالتقاط بعض المشاهد بعدها تحولت الهواية إلى علم ومن العلم نشأ الفن لهذا حولت الى تخصص الوسائط المتعددة.
"الوصول للعالمية"
وحول طموحها، تشير إلى أنها تتمنى أن تكون مخرجة أفلام عالمية في مجال الإخراج السينمائي، وأن تكون مصورة لها لمستها الخاصة والمعروفة بأنحاء العالم، بالإضافة اتقانها الكتابة الصحفية والكتابة الإبداعية، كما يلجأ لها أصدقائها بما يسمى بـ"الكابشن" الذي يعني وصف عام لصورة أو حدث إخباري، مبينة أنهم يندهشون من ترتيب الجمل والتنسيق الكلمات و وصف المشهد بطريقة غير اعتيادية، وذلك ما ساعدها بشكل كبير في كتابات القصص".
" تفاصيل المبادرة"
و توضّح سعدي، أن فكرة المبادرة بدأت تنفيذها بشكل رسمي ب 18 /12/2018، من خلال مشاركتها في مشروع سمعي بصري للنساء مع مدربين أجانب تتلقى فيه مهارات الكتابة والتصوير والإضاءة والصوت وصقل الشخصية والخ من المهارات ضمن المجالات التالية (الأنيميشن وصناعة المحتوى والصناعة الأفلام).
ولفتت الى أن فكرة المبادرة تبلورت في إحدى التدريبات، حينما طلبت المدربة الأمريكية جاكي لوبك، أن نقوم بإنتاج مقابلة مع أحد الأشخاص، مؤكدة بأنها تجنبت اعداد مقابلة مع شخص ناجح معروف، بل فضلت أن تُجري المقابلة مع السيدات المكافحات الأجدر بأن تسلط الضوء عليهن، كما تقول.
وتابعت: اقترحتُ الفكرة على المدربة، وقمت بتقديم نماذج اليها كالسيدة التي تبيع الخبز الجاف أو السيدة التي تبيع في الأسواق الشعبية، وقد سُرت المدربة كثيرا ووافقت ع الفكرة".
"ما القصة المناسبة"
و أردفت: "بدأت أبحث عن هذه القصص المشابهة لأنه من الصعب الحصول على هذه القصص بسهولة، و بالصدفة وجدت صديقي أحمد المدهون قد نشر صورة على الفيس بوك عن مكان يظهر فيه أغنام و بيتٌ من القشِ , سالت أحمد عن هذا المكان أخبرني أنها سيدة تُربي الأغنام , السيدة "وصال عودة", و تعمل في جمعية عائشة لدعم السيدات , و بعد أن تواصلت معها، وشرحت لها عن فكرتي، زودتني بعدد من الشخصيات، وكانت احداهن إنصاف التي تربي الأغنام، و استطعت أن أقوم بتصوير فيلمين إحداهما عن مهنة إنصاف و الأخر فيلم إنساني لمساعدة عائلتها .
وتتابع "مريم سعدي" حديثها بشغف، حيث أكدت بأنها شاركت في المسابقة التي أعلنت عنها المسؤولة الأمريكية لمؤسسة أيام المسرح جاكي لوبك لأفضل ثلاث مبادرات، حيث تم اختيار مبادرة "سعدي" من بين 20 مبادرة.
وتؤكد "سعدي" بأن فكرتها كانت تتلخص في القصص المصورة عن السيدات اللواتي شققن طريق الصعاب ليصلن إلى نجاحاتهن، مطلقة اسم "سيدتي في قصة" على المبادرة، لاسيما وأن السيدة هي القصة وهي عنصر القوة والتحدي.
"معركة الوقت"
وتتحدث مريم عن مبادرتها قائلة: "حين وافقت جاكي ع مبادرتي كانت واثقة جدا بقدراتي، حيث لم يكن لدي من الوقت لتنفيذ هذه المبادرة الا أسبوعين بدأت احضر القصص، التي جمعتها عن طريق جمعية عائشة، ومن خلال أشخاص أعرفهم عن قرب وبعضهم عن طريق الصدفة، واستطعت جمع 18 قصة أكثر من 20سيدة ملهمة في هذه القصص كانت جميعها من غزة".
وتابعت تقول: "كنت في اليوم أصور قصتين ع الاقل، تطوفت بكل أنحاء قطاع غزة من جنوبها إلى شمالها، ومن ثم بدأت أسمع بالقصص التي سجلتها ودونتها وأصبحت اكتب مرة وأعيد وألقن وأقترح ع اصدقائي الأقربين، وانتهيت من كل المهام الترجمة واختيار الصور والكتابة".
ووفقاً لـ "سعدي"، فقد تم عرض القصص يوم الـ 31 /12 في نهاية عام 2018، ولاقت تفاعلاً كبيراً لدى الجمهور، حيث أن القصص هذه نشرت فقط على صفحتها فقط، ولم تشارك فيها باي مجلة، معربة عن أملها في التعامل مع أي صحيفة أو مع صفحة الجزيرة ستوري لتشاركهم هذه القصص.
"العقبات والتحدي"
كما أكدت بأن مبادرتها لاقت تفاعلاً كبيراً من أصدقائها ومتابعيها، مشيرة الى أن احدى اسباب هذا التفاعل هو أنها كانت مختصة بفئة السيدات الملهمات والكادحات، وأن أغلب القصص هذه كانت جديدة وقوية، مضيفة أن بعض السيدات من غزة ومن خارجها أصبحت تتواصل معها لتشاركها قصصها الخاصة وقصص نجاحتهن، كما أن العديد من القنوات والوكالات الاخبارية من غزة وخارجها تتواصل معها بغرض المقابلة والتصوير وللحديث عن هذا المبادرة.
ولم تُخف "سعدي" الكثير من الضغوطات والتحديات التي واجهتها، من بينها ضيق الوقت، مؤكدة بأنها تعلمت في ايام المسرح أن الإنسان المبدع يستطيع أن يعمل تحت الضغط وضيق الوقت كيفما كان الطلب والوقت ونوعه.
وتُشير الى أن من أقوى ردة فعل الجمهور على مبادرتها، حينما رأى رجل كبير لهذه القصص، كان يقول: أن السيدة هي كل المجتمع هي من صنعت المجتمع هذه السيدة هي عنصر القوة لنا والدعم في المراحل حياتنا، وأن قوة النساء كانت تشبه قوة سيدتنا مريم حينما حاربت بكل قوتها الكهنوت بالمعبد، والذين كانوا يمنعون الأنثى من دخول المعبد فدخلت مريم المعبد وقلبت الموازين وانتجت رجل واحد هو عيسى عليه السلام، فالإنسان يقاس بالإنجاز "فأنت ماذا أنجزت مقابل هذه السيدات".