هل ستفقد هواتف هواوي خدمات "غوغل" والتحديثات؟

الساعة 03:24 م|20 مايو 2019

فلسطين اليوم

جاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفاجئًا بعد إدراج الشركة الصينية العملاقة هواوي و70 فرعا تابعا لها ضمن القائمة السوداء للمصدرين، ومنع هذه الشركة من بيع منتجاتها التقنية للولايات المتحدة، مما طرح العديد من التساؤلات في ذهن المستهلكين سواءً في السوق العالمية، أو السوق المحلية الفلسطينية.

وشهدت شركة هواوي العام الماضي انتشارًا كبيرًا جدًا خاصة فيما يتعلق بسوق الهواتف الذكية، وحجزت لنفسها مكانًا وسط العملاقة، إذ استطاعت تحقيق مبيعات وصلة إلى مئة مليار دولار خلال العام الماضي.

ولمعرفة انعكاسات القرار الأمريكي حاورت "فلسطين اليوم الإخبارية" المختص التقني المهندس عبد الرزاق ماضي، الذي أكد أن القرار سيكون له أثار سلبية كبيرة، سواء على الشركة في إدارتها اليومية، أو على خط الإنتاج خاصة الهواتف الذكية.

وأوضح ماضي أن "هواوي" كانت تستهد إلى نشر شبكات اتصالات الجيل الخامس التي تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، والدخول إلى السوق الأميركي بقوة كبيرة، لكن منع الشركة من بيع منتجاتها التقنية للولايات المتحدة، وكذلك منع الشركات الأميركية من التعامل معها سيؤدي إلى تباطئ كبير في مخطط الشركة.

وقال: "ليس ذلك فحسب بل سنشهد أزمة كبيرة للشركة خاصة أنها لن تكون قادرة على شراء بعض المعدات الإلكترونية من الشركات الأميركية، لذا يجب عليها إيجاد بديل، وربما يكون البديل أقل جودة من الشركات الأميركية مثل كوالكم التي تنتج الرقائق الإلكترونية، وإنتل، وغيرها من شركات التكنلوجيا الأميركية".

أما عن الاستخدام اليومي للمستهلكين أضاف ماضي: "بالتأكيد سيتأثر حاملو هواتف شركة هواوي خاصة بعد قرار غوغل عدم التعامل مع الشركة، إذا فإن تحديثات النظام الجديدة لن تصل للهواتف، والكثير من الخدمات سيحرمون منها، إضافة إلى أنَّ النسخ القادمة لن تحمل آخر تحديثات من نظام أندرويد الذي تملكه غوغل".

وحرمت شركة غوغل الأمريكية شركة هواوي الصينية لصناعة الهواتف، من الحصول على بعض التحديثات لنظام تشغيل أندرويد. وستفقد الهواتف الذكية الجديدة، التي تنتجها الشركة الصينية، أيضا إمكانية الوصول إلى متجر تطبيقات غوغل، والبريد الالكتروني "جي ميل".

وقالت غوغل إنها "ملتزمة بقرارات الإدارة الأمريكية وتبحث الآثار المترتبة على قرارها"، بينما لم تعلق هواوي على تلك الخطوة. ويعني قرار غوغل، أن هواتف هواوي ستفقد التحديثات الأمنية والدعم التقني وتطبيقات مثل يوتيوب وخرائط غوغل.

وقالت شركة هواوي إنها قدمت إسهامات جوهرية لتطوير نظام أندرويد حول العالم.

وعن الحلول المتاحة أشار ماضي إلى أن شركة "هواوي" شركة عملاقة ويمكن لها الخروج من المأزق سواءً باللجوء إلى بدائل أخرى، وإن كانت بتكلفة أعلى، أو البدء بعمل نظام تشغيل خاص بها، وهذا ليس بالأمر الهيِّن بل يحتاج إلى سنوات من العمل والتطوير.

وتابع: " يستطيع مستخدمو هواتف هواوي الذكية الحاليون تحديث التطبيقات التي يستخدمونها، وعلاج الثغرات الأمنية، وتحديث خدمات متجر التطبيقات غوغل بلاي، ولكن ربما لا يستطيعون التوصل إلى أي نسخة تحديث جديدة تصدرها غوغل لنظام أندرويد، أو وضعها على أجهزتهم، وقد لا تحمل أجهزة هواوي التي ستصدر في المستقبل تطبيقات مثل يوتيوب، وخرائط غوغل".

وبحسب التقارير فإن أحد الحلول التي لجأت إليها الشركة كانت تكديس مخزون كبير من هذه القطع الإلكترونية -وفقا لبعض التقارير- يكفيها لمواصلة إنتاجها لمدة تصل إلى 24 شهرا. لكن هذا الأمر يعتبر بمثابة اعتراف بأنه ليس لديها بدائل أخرى تذكر، أو على الأقل ستواجه صعوبة في إيجاد مصدر بديل تتزود منه.

في المقابل فإن هذا الضرر الذي ستسببه هذه الأزمة لن يقتصر فقط على هواوي، فالتباطؤ الذي ستشهده أعمال هذه الشركة يعني تباطؤ عملية طرح تقنية اتصالات الجيل الخامس، سواء في الصين أو في باقي أنحاء العالم. وسلاسل تصنيع تكنولوجيات الاتصالات في العالم مرتبطة ببعضها بشكل معقد، وعندما تفقد إحدى الشركات توازنها فإن خطوات البقية من المرجح أن تتعثر.

وفي حين شرعت فعلا بعض الدول، مثل أستراليا، في فرض حظر على عمليات البيع بالجملة لشركة هواوي بما يتعلق بشبكات الجيل الخامس، فإن دولا أخرى احتفظت بعلاقاتها مع الشركة معتبرة إياها مزودا رئيسيا بمعدات البنية التحتية للجيل الخامس.

وفي المملكة المتحدة، تخوض شركات المحمول نقاشات متوترة مع الأجهزة الأمنية، حيث يمكن أن تواجه هذه الشركات مجموعة من المشاكل الجديدة إذا كان قرار الحظر الأميركي سيعطل هواوي عن تزويدها بالمعدات.

وكانت شركات الاتصالات في السابق قد اعتبرت أن غياب هواوي يمكن أن يوجه ضربة لعملية إطلاق شبكات الجيل الخامس، وقد يصل التأخير إلى تسعة أشهر أو سنة.

كما أن الشركات الأميركية ستتضرر أيضا من هذا الحظر، حيث إنها تكسب مداخيل هامة من بيع بعض القطع الإلكترونية لهواوي، ولهذا السبب يرى الكاتب أن تلك الشركات ستعارض القرار دون شك.

ولكن هذه الوضعية سيكون فيها رابحون أيضا، وعلى رأسهم أهم منافسي هواوي، خاصة إريكسون ونوكيا اللتان تراقبان الوضع عن كثب، وقد أكد المدير التنفيذي لإريكسون، بورج إلكولم، أن الولايات المتحدة تمثل فرصة كبيرة لشركته.

وقد تكون هناك ردود فعل من الصين، التي قد تتخذ إجراءات للإضرار بمصالح أبل، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، أن بكين "سوف تتخذ إجراءات ضد الإعلان الأميركي".

 

كلمات دلالية