استعراض للقوة على الأغلب لن ينزلق إلى حرب

الساعة 10:48 ص|16 مايو 2019

فلسطين اليوم

أطلس للدراسات

حول تصاعد التوتر الأمريكي - الإيراني في الخليج، كتب اليكس فيشمان في "يديعوت احرونوت" أن إيران ليست دولة انتحارية، فخلف كل خطوة يتخذها النظام الإيراني تقف حسابات الربح والخسارة، وبالتالي فإن هذه الأزمة ستنتهي على ما يبدو بالحوار. ومع ذلك، فأحد في الغرب لا يفهم بالضبط ما الذي يدور في رأس آيات الله، وإلى أيّ نقطة تصعيد سيكون الإيرانيون مستعدين للوصول إليها.

ويرى فيشمان أن الخطوة الأمريكية، حاليا، خطوة ردعية، وحشد القوة الأمريكية في الخليج لا يدل على نية لاجتياح إيران؛ بل على الإشارة للإيرانيين أن يتراجعوا عن فكرة ممارسة ضغط عسكري على مسارات النفط، ما من شأنه أن يحدث أزمة طاقة عالمية ويضغط على الولايات المتحدة لإلغاء العقوبات، فالولايات المتحدة تجرى الآن حوارًا مكثفًا مع حلفائها، الذين من شأنهم أن يتضرروا من الارتفاع في أسعار النفط. إسرائيل أيضًا توجد في دائرة المشاورات، ولا سيما في كل ما يتعلق بـ "الحالات وردود الأفعال"، أي هل سيحول الإيرانيون الأزمة إلى أزمة عسكرية إقليمية أم سيكتفون بأزمة محدودة في الخليج؟

يضيف فيشمان: في الأزمة الحالية تجد إيران نفسها معزولة، فالأوروبيون خانوها منذ الآن؛ في أوروبا يقرأون الخريطة الاقتصادية: حجم التجارة بين أوروبا والولايات المتحدة يصل إلى تريليون دولار في السنة، أما مع إيران فإن حجم تجارتهم يصل إلى نحو 30 مليار دولار في السنة، واستنتاجهم واضح؛ سيلقون بإيران جانبًا.

في إسرائيل يحافظون على الصمت، باستثناء قول رئيس الوزراء إياه قبل بضعة أيام عن أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي. ويرى فيشمان أنه في أثناء 60 يوم الإنذار كفيل بأن تقع في الشرق الأوسط خطوة دراماتيكية أخرى في شكل المبادرة الأمريكية لتسوية إسرائيلية - فلسطينية، بتعاون مع العالم العربي السني، وأنه سيكون للخطوة السياسية تأثير على سلوك الولايات المتحدة تجاه إيران.

ويخلص إلى القول بأن الإيرانيين في ورطة؛ فهم لن يخرجوا عن الاتفاق لنزع السلاح النووي لأن هذا يعد إعلانًا للحرب، كما أنهم لن يخرجوا من الاتفاق النووي لان هذه هي الوثيقة الوحيدة التي لا تزال تعترف بحقيقة أن بوسع إيران في المستقبل أن تتسلح بسلاح نووي، هم سيقومون باستعراض للعضلات على مدى 60 يومًا، ولكن في النهاية سيتعيّن عليهم أن يرفعوا الهاتف للبيت الأبيض؛ إلا إذا فقدوا عقولهم، كما يقول.