رئيس السلطات الثلاثة - هآرتس

الساعة 01:25 م|13 مايو 2019

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي برعام

بنيامين نتنياهو استغل يوم الاستقلال من اجل احصاء انجازاته والاشارة الى حقيقة أنه الحاكم الوحيد الذي لا يمكن بدونه. لقد سبقه رؤساء حكومات كانوا يشبهونه في صفاته. وكان هناك رؤساء حكومات متنورين اكثر منه. جميعهم كانت لهم معارضة داخل احزابهم، التي اضطروا الى العمل معها والى المواجهة. ولكن لا يوجد معارضة لنتنياهو. لديه يكفي انتقاد معتدل لجدعون ساعر – وكتائب هجومه ستشن الحرب، وعلى رأسها ميري ريغف التي تهب دائما من اجل الدفاع عن سيدها، والفارس نير بركات والفارس يوآف غالنت، وجميعهم يهزون الرؤوس ويتمتمون بنص الصلاة الموضوع أمامهم.

من هنا يمكننا الاستنتاج بأن نتنياهو يحكم السلطة التنفيذية بقبضة حديدية. ولكن ما الذي حدث للسلطة التشريعية التي انتخبت من قبل الشعب؟ كيف توافق السلطة التشريعية على وضع نفسها للسحق؟ احتفال اشعال الشعلة هو من الأزل احتفال للكنيست امام الجمهور الواسع. رئيس الدولة ورئيس الحكومة لم يعتادا على المشاركة فيه. يوجد لهما احداث كثيرة فيها يمكنهم اظهار انفسهما في يوم الذكرى وفي عيد الاستقلال.

ولكن في احتفال اشعال الشعلة هذه السنة حول رئيس الكنيست نفسه الى شخص هامشي عندما وافق في الاحتفال الذي هو مسؤول عنه على بث فيلم وصف انجازات رئيس الحكومة. ربما اذا تنازل رئيس الكنيست عن احترامه فان كرامته سيتم المس بها، لكن قضيتنا ليست الاحترام لرئيس الكنيست، بل المس المتعمد من قبل السلطة التنفيذية بالسلطة التشريعية. بدون تفسير وبدون اظهار معارضة، ببساطة هو لائحة خضوع. كل ذلك عندما يكون تهديد جدي على فصل السلطات في اسرائيل، الفصل الذي كان دائما جزء اساسي من ديمقراطيتنا.

في مركز هذه التهديدات يقف طموح رئيس الحكومة الذي يتولى منصبه في ظل خطر تقديم لائحة اتهام ضده، في التوق الى شل السلطة القضائية التي يمكن أن تبت في مصيره، من اجل هذا الغرض تم تجنيد بتسلئيل سموتريتش وياريف لفين. الأدب المهذب الذي ميز احيانا اسلوب اييلت شكيد الشعبوية هو مجرد ضريبة كلامية لن يدفعها لبيد، حيث أن عليه ضرب ارادة السلطة التنفيذية بصورة واضحة.

اليمين يتحدث عن الصراع بين السلطة التشريعية والسلطة القضائية. مثلا، اعضاء كنيست بارزين يصفون ذلك، دافيد بيتان ودافيد امسالم، اللذان تم تجميدهما في فترة الانتخابات. وهما اعضاء كنيست يمثلان ويتحدثان باسم السلطة التنفيذية - ويعرفان أنه لا يوجد حقا صراع كهذا.

صورة الوضع واضحة، رئيس الحكومة منع حرب على السلطة القضائية كجسم مستقل، وهو يريد أن يخصيها من اجل النجاة من الحكم. في الطريق هو ايضا يضعف مكانة الكنيست، بدلا من أن تكون الكنيست مصدر قوته، هو يريد أن يكون المصدر لقوتها.

انتخاب يولي ادلشتاين رئيسا للكنيست القادمة يعني أنه يجب عليه اجتياز فترة استهلال حتى يصبح مرشح - مطيع للرئاسة، اكثر من الرئيس الحالي بكثير.

نحن الآن شهود على فترة مختلفة. رئيس حكومة كل قائمته تضمن مصيرها، سلطة تشريعية لا تحمي مكانتها كسلطة مستقلة، سلطة قضائية هزمت من قبل مجموعة اعضاءها كان يمكنهم القيام بدور بطولي أو أن يكونوا ابطال في الطبعة الجديدة من كتاب "المتعصبون الشباب".