ما بين وعد ترامب ووعد الآخرة!! بقلم: أحمد عبد الرحمن

الساعة 12:13 م|13 مايو 2019

فلسطين اليوم

منذ إعلان  الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " عن نيته الإعلان عن ما يسمى " صفقة القرن " والتحليلات والتوقعات والتحذيرات والتخوّفات انتشرت بشكل ملفت بين كل من له علاقة بهذا الموضوع  ،أو يمكن أن تمُس مصالحه نتيجة له .

ورغم ان صاحب الصفقة وعرابها " ترامب " لم يعلن رسميا عن تفاصيلها أو خطوطها العريضة إلا أن العديد من السياسيين والمحللين والكتّاب والإعلاميين تحدثوا باستفاضة عن هذا الموضوع ، وربما وصل الامر بالبعض إلى الإعلان عن تلك التفاصيل التي ما زالت غامضة ومبهمة .

وبغض النظر عن صحة ما سُرّب من معلومات حول هذا المشروع ومدى تأثيرها على القضية الفلسطينية ومجمل القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية ، إلا أننا نعتقد أن هكذا صفقة حيكت تفاصيلها  في الغرف المغلقة في البيت الأسود وفي ظل الإدارة الامريكية الحالية التي تُعد من أكثر الادارات عداءً للقضية الفلسطينية ولكل ما هو عربي وإسلامي لن تأتي بخير على الإطلاق لشعبنا وامتنا ، وان أي مبادرة او اتفاق أو مشروع يكون هذا الأمريكي طرفا فيه لن يكون أبدا لصالحنا ولن يحمل في ثناياه فائدة تُرجى لنا ولقضيتنا .

وبناء عليه فنحن مقبلون خلال المرحلة القريبة القادمة حسب رأي معظم المختصين والمتابعين على استحقاق سياسي ربما يحمل نتائج كارثية إن تم تنفيذه او الرضى به ، ومن الممكن أن تصل تلك النتائج إلى ما هو أسوأ بكثير من وعد بلفور المشئوم عام  1917 م .

لذلك نحن مطالبون "ونحن هنا تشمل الجميع عربا ومسلمين حاكمين ومحكومين" بالتصدي لهذه الصفقة الخبيثة وإفشالها وعدم السماح لها بان تصبح واقعا عمليا قد يجلب مزيدا من المصائب والكوارث على شعبنا وأمتنا .

وبالتالي كيف يمكن لنا ونحن في هذه الحالة من الفرقة والتشرذم أن نتصدى لمشروع بهذا الحجم ، وكيف يمكن أن نقف في وجه مرحلة تخطط لها القوة الاكبر في العالم ويدعمها في ذلك بعض ممالك الاعراب الذيم لم يبقَ من عروبتهم سوى الاسم فقط .

ما هو المطلوب منا لوأد هذا المخطط قبل أن يصبح قدرا نافذا !! وأي الطرق نختار لنتمكن من مجابهته ومواجهته وهزيمته !!

المطلوب من وجهة نظري قبل كل شيء ان نُعيد تسمية الامور بمسمياتها  الحقيقية !! وأن نضع النقاط على الحروف بطريقة سليمة !! وان نعيد ترتيب سلم الأولويات بالشكل الأمثل والأصوب !!

وعلى رأس تلك الأمور التي بحاجة لتصحيح وتصويب وإعادة تموضع هو " الصراع مع العدو " سواء القريب الذي يحتل أرضنا أو البعيد الذي يدعمه بكل ما يملك من امكانيات وعلى كافة المستويات !!

المطلوب ان نعيد الصراع إلى بعده " العقائدي " الذي للأسف تناساه البعض واستبدله بالبعد الجغرافي او السياسي !!

فعندما تم تفريغ الصراع من مضمونه الأهم وهو العقيدة هانت على البعض كثير من الأمور وتنازل البعض عن كثير من الثوابت !!

يجب أن نعيد الاعتبار " للخلفية العقائدية " لحالة الصراع مع العدو وهي التي مكنت سلفنا الصالح من الانتصار في مواجهة أعتى قوي الشر والإرهاب في ذلك الزمان !! يجب أن ننطلق من جديد بدون قيود كبلتنا بها السياسة النتنة والدبلوماسية العرجاء .

قد يقول البعض بان الزمن تغير وأصبح التعامل اليوم من خلال الهيئات الأممية والقوانين الدولية والاتفاقات الموقعة بين الكيانات والدول ، ولا مكان لتلك الأفكار التي عفى عليها الزمن وطوتها الأيام إلى غير رجعة !!

وهذا قد يكون صحيحا من وجهة نظر أولئك الذين تربوا وتتلمذوا على أيدي أعداء الأمة وسبب نكبتها وتراجعها !! ولكنه من وجهة نظرنا لا يمت للحقيقة بصلة !! فتلك الهيئات لم تجلب لنا غير الخراب والدمار !! وتلك القوانين هي التي أعطت للعدو أرضنا وسمحت له بتهجير اهلنا ومصادرة مقدساتنا !! تلك المعاهدات سمحت للعدو بالتغول على الابرياء وسفك دمائهم بغير رحمة منذ دير ياسين وصولا إلى كل مجازره المستمرة حتى اليوم .

نحن مطالبون اليوم بان نُشهر الوعد الإلهي المحتوم في وجه وعد ترامب المشئوم !! وعد الله لهذا الشعب وهذه الأمة بالظفر والنصر الحتميين على كل الأعداء !! وعد الله الذي ما زلنا نردده في صلواتنا وخلواتنا .. في حلّنا وترحالنا .. في حياتنا وعند موتنا .. وعد الله الذي نحمله بين ضلوعنا ليكون لنا حصنا في مواجهة العواصف الهوجاء !! إنه وعد الله الذي نراه قادما من بعيد لا تحجبه سُحب الظلام ولا هرطقات المرجفين!!

إنه وعد الله المحتوم ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا  )

وفي انتظار هذا الوعد الصادق يجب أن يعمل الجميع وعلى كافة المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية ولكن تحت مظلة هذا الوعد حتى نكون أهلا للنصر والتحرير بإذن الله تعالى ، " ويقولون متى هو قل عسى ان يكون قريبا " .

كلمات دلالية