عشية النكبة

13 مليون فلسطيني نصفهم في فلسطين التاريخية... وغزة الأكثر أكتظاظا

الساعة 12:03 م|13 مايو 2019

فلسطين اليوم

عشية الذكرى 71 للنكبة الفلسطينية، أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف تسعة مرات منذ العام 1948 حتى وصل الأن إلى 13 مليون فلسطيني حول العالم، نصفهم يعيشون في فلسطين التاريخية.

وجاء في الإعلان الذي صدر اليوم الإثنين، أنه النكبة أدت إلى تشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية.

وسيطر الاحتلال خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل ورافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.

وأستعرض إعلان الإحصاء الذي وصل ل" فلسطين اليوم" نسخة عنه، التطور لعدد السكان في فلسطين منذ العام 1914وحتى الأن، حيث بلغ العدد في حينه 690 ألف فلسطيني، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون حوالي 31.5% منهم من اليهود، وقد ارتفعت نسبة اليهود خلال هذه الفترة بفعل توجيه ورعاية هجرة اليهود الى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني.

وقال الأحصاء إن عدد اليهود تضاعف ستة مرات خلال الفترة ذاتها، حيث تدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ العام 1948 وحتى العام 1975 تدفق أكثر من 540 ألف يهودي.

وعلى الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في العام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم الى الأردن بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم في نهاية العام 2018 حوالي 13.1 مليون نسمة، ما يشير الى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات منذ أحداث نكبة 1948، أكثر من نصفهم (6.48 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.57 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).

وتشير التقديرات السكانية أن عدد السكان نهاية 2018 في الضفة الغربية "بما فيها القدس" 2.95 مليون نسمة، وحوالي 1.96 مليون نسمة في قطاع غزة، وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان حوالي 447 ألف نسمة في نهاية العام 2018، منهم حوالي 65% (حوالي 281 الف نسمة) يقيمون في مناطق القدس ((J1.

 وبناءاً على هذه المعطيات فإن الفلسطينيين يشكلون حوالي 49% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 51% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27,000 كم2)، بما

وتضمن الإعلان معطيات عن واقع اللاجئين الفلسطينيين وفقا لسجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حيث بلغ عددهم في الأول من كانون الاول للعام 2018، حوالي 6.02 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش حوالي 28.4% منهم في 58 مخيماً رسميا تابعا لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "حسب تعريف الأونروا" ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.

من ناحية أخرى، أظهرت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017 أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين تشكل 43% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في دولة فلسطين.

 

النكبة حولت القطاع لأكثر بقاع العالم اكتظاظا

وقال إعلان الأحصاء إن النكبة حولت قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان، حيث بلغت الكثافة السكانية في دولة فلسطين في نهاية العام 2018 حوالي 816 فرد/ كم2 بواقع 522 فرد/كم2 في الضفة الغربية و5,375 فرد/كم2 في قطاع غزة.

ويشكل اللاجئين 66% من سكان قطاع غزة، بحيث تسبب تدفق اللاجئين الى تحويل قطاع غزة لأكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان، إلى جانب أقامة منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1,500 م على طول الحدود الشرقية للقطاع حيث لا يزال الاحتلال يسيطر على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم².

هذا الاكتظاظ ساهم بارتفاع حاد بمعدل البطالة في قطاع غزة، بحيث بلغ معدل البطالة 52%، ويتبين أن معدلات البطالة السائدة كانت الأعلى بين الشباب للفئة العمرية 15-24 سنة بواقع 72%، هذا بدوره ساهم بتفاقم وضعف الواقع الاقتصادي في قطاع غزة، مما حوّل ما يزيد عن نصف السكان في قطاع غزة الى فقراء.

وبلغت نسبة الفقر في العام 2017 في قطاع غزة 53%، ويشار إلى أن نسبة الأسر التي تستخدم مصدر مياه شرب آمن بلغت 11% من الأسر في قطاع غزة حسب نتائج التعداد 2017 بسبب تردي نوعية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي.

100 ألف شهيد منذ النكبة

وتطرق الإعلان إلى عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) والذي بلغ نحو 100,000 شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,853 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 07/05/2019.

يشار إلى أن العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2,240 شهيداً منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أما خلال العام 2018 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 312 شهيداً منهم 57 شهيداً من الأطفال وثلاث سيدات، لا يزال الاحتلال الاسرائيلي يقوم باحتجاز جثامين 15 شهيداً.

وعد عدد الجرحى قال الأحصاء إن عدد الجرحى الفلسطينيين خلال العام 2018 حوالي 29,600 جريحاً، كما وتشير بيانات وزارة الصحة إلى أن عدد الجرحى في قطاع غزة قد بلغ 16,800 جريحاً منذ انطلاق مسيرات العودة يوم 30 آذار 2018.

وتم بتر أطراف 136 مواطنا، وذلك نتيجة لاعتداءات قوات الاحتلال بحق المواطنين في مسيرة العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة، فيما بلغ عدد الشهداء 272 شهيداً، من بينهم 54 طفلا و6 نساء ومسن، بينهم أربعة مسعفين وثلاثة صحفيين.

مليون حالة اعتقال منذ العام 1967

وقال إعلان الإحصاء إن عدد حالات الاعتقال منذ العام 1967 بلغ مليون حالة، لا يزال منهم في سجون الاحتلال 5,700 أسيراً كما هو في نهاية آذار 2019 (منهم 250 أسيراً من الأطفال و47 امرأة)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال العام 2018 حوالي 6,500 حالة، من بينهم 1,063 طفلاً و140 امرأة.

إلى جانب فرض الإقامة المنزلية على 300 طفل في القدس منذ تشرين اول عام 2015 ولا زال ما يقارب 36 طفل تحت الاقامة المنزلية حتى الآن، ومعظم الاطفال جرى اعتقالهم بعد إنهاء فترة الاقامة المنزلية عليهم والتي تراوحت بين 6 شهور وعام.

 

الاستيطان مستمر

بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الصهيونية نهاية العام 2017 في الضفة الغربية 435 موقعا، منها 150 مستعمرة و116 بؤرة استعمارية يقيم فيها 653,621 مستعمراً، 47% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عـددهم حوالي 306,529 مستعمراً منهم 225,335 مستعمراً في القدس، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 23 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 70 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني.

وعزل جدار الضم والتوسع أكثر من 12% من مساحة الضفة الغربية، مما أدى الى فرض قيود على نحو 1.9 مليون نسمة يعيشون في مناطق قريبة من الجدار و/أو المستعمرات، نحو 400 ألف نسمة منهم يعيشون في مناطق (ج).

بلغت مساحة مناطق النفوذ في المستعمرات الصهيونية في الضفة الغربية 541.5 كيلو متر مربع كما هو الحال في نهاية العام 2018، وتمثل ما نسبته حوالي 10% من مساحة الضفة الغربية، فيما تمثل المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية.

وتشير معطيات الاحصار إلى استمرار مصادرة الأراضي الفلسطينية، حيث استغل الاحتلال الإسرائيلي تصنيف الأراضي حسب اتفاقية أوسلو (أ، ب، ج) لإحكام السيطرة على أراضي الفلسطينيين خاصة في المناطق المصنفة (ج) والتي تبلغ مساحتها 3,375 ألف دونم، يسيطر الاحتلال على 76% منها، فيما تبلغ المساحة المصنفة (أ) حوالي مليون دونم، وتبلغ المساحة المصنفة (ب) حوالي 1,035 ألف دونم، وتبلغ المساحة المصنفة "أخرى" حوالي 250 ألف دونم وتشمل (محميات طبيعية و J1 و H2 في الخليل، ومساحات مناطق غير مصنفة)،

وقد صادق الاحتلال الصهيوني خلال العام 2018 على مصادرة نحو 508 دونمات من أراضي الفلسطينيين، بالإضافة الى الاستيلاء على مئات الدونمات الخاصة بالفلسطينيين من خلال توسيع الحواجز الإسرائيلية وإقامة نقاط مراقبة عسكرية لحماية المستعمرين.

 

كلمات دلالية