"جيش الهبد الالكتروني" يدحض رواية الاحتلال الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي

الساعة 03:30 م|12 مايو 2019

فلسطين اليوم

لاقت حملة #اهبد194 التي أطلقها مجموعة من الشبان في قطاع غزة حملة لكشف التزييف الإسرائيلي للقضايا الفلسطينية منذ النكبة عام 48 وحتى اللحظة، رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي وبين النشطاء بعدة لغات.

ولاحقت الحملة التي أخذت أصداء محلية ودولية، المنشورات والتغريدات التي تخدم رواية الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين على مواقع التواصل، سواءً على الحسابات الإسرائيلية أو حسابات القيادات الدولية.

وتهدف الحملة بشكل أساسي إلى دحض الرواية الإسرائيلية في أروقة المجتمع الدولي وإيصال الرواية الفلسطينية والاضطهاد والأبارتهايد الذي يمارسه الاحتلال على شعوب العالم.

ويضم "جيش الهبد الالكتروني" العديد من الشبان المثقفين والمتحدثين بعدة لغات، إذ يقومون بالاستشهاد بصور ووثائق فلسطينية لدحض الزيف الإسرائيلي لدى المجتمع الدولي.

ووجدت الحملة تفاعلًا ضخمًا فلسطينيًا ودوليًا، واستطاعت الحملة أن تتصدى للرواية الإسرائيلية ولكل ما يدعمها في الكثير من الحسابات الإسرائيلية والدولية، وخاضت العديد من النقاشات القوية، أبرز من خلالها القائمين على الحملة والمناصرين لها مدى الوعي الذي يتمتعون به.

حسن الداوودي الذي يعمل مترجما باللغة الإنجليزية وباحثا في الدبلوماسية الرقمية، قال إن الحملة جاءت بشكل عفوي، بعد أن أجبر النشطاء الفلسطينيون -من خلال تعليقاتهم المكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي- قناة ناشونال جيوغرافيك أبو ظبي على حذف منشور عن حيوان يعيش في صحراء فلسطينية بالخليل، كانت الصفحة قد وضعت اسمها الإسرائيلي.

وأضاف الداوودي إنهم انتقدوا في تعليقاتهم تزييف القناة لحقيقة الوجود الفلسطيني، وخدمة الاحتلال في الاسم الذي استخدمته وهو "صحراء جوديان" في إسرائيل، بدلا من صحراء عين جدي في فلسطين.

وتابع: "تعليقات عشرات الآلاف أجبرت إدارة الصفحة على حذف المنشور وإعادة نشر محتوى جديد بالاسم الفلسطيني الصحيح، وكتبت شكر في التعليق على الملاحظة".

ولفت إلى أنهم أطلقوا بعدها مصطلح "اهبد" -ويعني "ضرب الكلام الفارغ"- بحيث يقوم مجموعة من الأشخاص بشكل يومي بملاحقة المنشورات المضللة المتعلقة بالقضية الفلسطينية عبر حسابات شخصيات اعتبارية عالمية، وعبر صفحات قيادة الجيش الإسرائيلي الناطقة باللغة الإنجليزية والوسائل الإعلامية.

وأردف الداوودي أن الحملة تهدف إلى جعل العالم قادرا على معرفة حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعيدا عن التزوير والتزييف، حيث يتباكى الجميع مثلا على طفل إسرائيل يبكي ويركز الإعلام عليه وتجتهد "الماكينة" الإسرائيلية وبعض حسابات الإسرائيليين باللغة الإنجليزية ووسائل إعلامية في خلق حالة تعاطف معه، لكن بالنسبة لرضيعة مثل صبا أبو عرار (14 شهرا) التي استهدفتها صواريخ الاحتلال فلا يكاد يلتفت إليها أحد.

الشبان الفلسطينيون ضمنوا تعليقاتهم الوسم "#اهبد194"، وجاء اختيار الرقم 194 لربطه بالقرار الأممي المتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة لديارهم التي شردوا منها عام 1948، إلى جانب أنه نفس الرقم الذي يحمل رقم عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة.

واستطاع الفلسطينيون استخدام 25 لغة رسمية عالمية للرد على المحتوى ونقل الرواية الفلسطينية، وذلك بفضل جهود متطوعين من خارج فلسطين من أصول فلسطينية انضموا للحملة لنصرة الرواية الفلسطينية في عمليات "الهبد الإلكتروني" لكشف الحقيقة، إذ يترجمون المحتوى الذي يتبع بعض الصفحات الإعلامية وبعض النشطاء الذين يدعمون إسرائيل، إلى جانب مساندة النشطاء الفلسطينيين من خلال ترجمة محتواهم بلغة صاحب الحساب.

من جانبه قال الناشط الشباب حسن جمال إنه خلال ساعات قليلة تطوع لفريقهم الكثيرون من النشطاء لأجل الترجمة بعدة لغات، والتي وصلت حتى الآن 25 لغة مختلفة لمخاطبة الصفحات العالمية التي لمسنا تغيرا في بعض ما تنشره، وفق قوله.

وأوضح جمال أن النشطاء الفلسطينيين متوحدين دائما ضد الاحتلال ومن يناصره، لا سيما فيما يخص نشر الرواية الفلسطينية والعمل على تعزيزها وفضح تزييف الاحتلال المستمر وتشويهه لها.

ولفت جمال إلى أنهم حصدوا نتائج مثمرة ولديهم الكثير من الأفكار التي يسعون إلى تحويلها نهجا يتم استثماره حراكا عالميا عبر الانترنت من أجل المحافظة على الهوية الفلسطينية وكشف زيف الروايات المضادة لها.

كلمات دلالية