تقرير ساعدني ولكن لا تصورني.. رفض واسع لتصوير المساعدات بغزة

الساعة 11:01 ص|12 مايو 2019

فلسطين اليوم

صور من هنا وهناك، لجمعيات ومؤسسات خيرية في قطاع غزة، يزداد عملها ونشاطها في شهر رمضان المبارك، تُثير الغضب والحنقة على فاعليها، فمن يفعل خيراً يُضيعه في لحظات، بعد أن يطلب من مستحق المساعدة أن يقوم بتصويره.

تصوير مستحقي المساعدات باتت أمر لا يُطاق، منذ زمن طويل، لكنها زادت خلال الآونة الأخيرة وفي شهر رمضان تحديداً، نتيجة تزايد أعداد الفقراء والمحتاجين في قطاع غزة، نظراً لصعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

ففي قطاع غزة تحديداً، تزداد الأوضاع المعيشية صعوبة بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق واستمرار عقوبات السلطة بحق موظفي غزة، وتأخير صرف شيكات ومخصصات الشؤون الاجتماعية، مما يرفع معدلات الفقر والبطالة لنسب عالية.

وقد ظهرت مؤخراً، حملات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، رافضةً لتصوير الجمعيات والمؤسسات الخيرية، خلال تقديم المساعدات للمواطنين، وهو الأمر الذي يظهرهم بصورة لا تليق بنضالهم وكفاحهم في هذه الحياة الشاقة.

ولكن هذه الحملة لا تتنافى مع القناعة بدور هذه المؤسسات الخيرية ودورها الفعال في مساعدة المواطنين، إلا أن سلوكيات بعضها الذي يقوم بتصوير المواطنين ويظهرهم بإهانة ويجرح كرامتهم هو الأمر الذي يرفضه المواطنون.

إذلال وإهانة

المواطن محمد سعد الدين يؤكد أن الإسلام أكرم الفقراء وحث على الانفاق عليهم من غير مَنّ أو إذلال!، معرباً عن حزنه لما يراه من تصوير سيدات أعمارهم تعدت الخمسين من أجل الحصول على حصة غذائية لا تسمن ولا تغني من جوع.

فيما طالبت المواطنة سلمى صابر، المؤسسات المعنية بضرورة احترام خصوصية المواطنين وعدم نشر صورهم ان كان هناك ضرورة للتصوير، داعيةً إلى محاسبة كل الجمعيات التي تشهر بصور المستحقين بلا داع ولا مبرر سوى التفاخر بالعمل من أجل جلب مزيد من المساعدات.

الممول يطلب تصويراً .. ولكن

صاحب أحد المؤسسات الخيرية والذي رفض ذكر اسمه، أوضح، أن بعض المتبرعين والممولين يطلبون تصويراً لتوزيع المساعدات، ولكن يكون التصوير خاص بالمؤسسة ولا يتم عرضه على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى صفحة المؤسسة الرسمية.

ودعا، إلى وضع آلية من قبل وزارة الداخلية بشأن عمل المؤسسات والجمعيات من أجل وضع منظومة لطريقة توزيع المساعدات، بحيث لا يخدش كرامة المواطنين أو يجرح مشاعرهم.

رأي الدين

وللدين رأيه في قضية تصوير الجمعيات الخيرية للمواطنين خلال توزيع المساعدات، حيث أوضح الشيخ الداعية عبد الباري خلة، أن الله سبحانه وتعالى جعل الزكاة والصدقة حقاً للفقير، فإذا فهم الغني أن هذا هو الحق الطبيعي للفقير واقتنع الفقير ان هذا من الله عز وجل فان الفقير يأخذه عن طيب خاطر ويكون هنيئاً مليئاً، ولا منة للغني على الفقير.

وبين، أن الزكاة في الإسلام ليست منة من الغني على الفقير، ويجب على الغني ألا يفضح الفقير، وألا يذله، وينبغي عليه أن يعطيه حقه ويوصله له كاملاً غير منقوص بطريقة لا تصفر أو تسود وجهه.

ولفت الشيخ خلة إلى أن المؤسسات الخيرية التي تقدم دعمها للشعب الفلسطيني سواء كانت داخلية أو خارجية مشكورة، ولكن ينبغي أن تكون هناك آلية محترمة تحترم الفقراء في توزيع المساعدات، ولا يجوز بأي حال من الأحوال إذلال الفقير، أو اليتامى أو الأرمل.

وقال:" حتى اليتامى لا يمكن تعويدهم منذ الصغر لكي يتسولوا ونوصل إليهم المكافآت وكل شيء من الخارج او الداخل مكرمين معززين ولا نجعلهم سيتسولون او يتعودوا على ذلك".

وأضاف: "لابد من مراجعة حساب الجمعيات والمؤسسات، كما لابد من القائمين على الأمر، أن يلفتوا أنظارهم، كذلك على وزارة الداخلية أن تراقب وكل من خالف فعليها أن تتخذ القوانين الصارمة بشأن ذلك".

   

 

كلمات دلالية