تقرير شهر رمضان 2019.. يفتح جرح أم جهاد النازف بعد وداعها نورها الوحيد

الساعة 11:35 ص|09 مايو 2019

فلسطين اليوم

في كل وقت وكل حين، تذكر أم جهاد أبو جاموس (النجار) نجلها، هذا الضوء الذي كان ينير حياتها، وسط الظلمة التي كانت تعيشها وسط عائلتها الكفيفة، لكنه انطفأ برصاصة لعينة من قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، ليأتي شهر رمضان 2019 من جديد ويفتح جرحها الذي مازال ينزف.

النجار ذو الـ(30 عاماً) يقطن في أحد أحياء مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، نشأ وسط عائلة جلها كفيفة فرب العائلة كفيف بالإضافة لخواته الثلاث وزوجته وأطفاله الأربعة، ليكون لهم المبصر والمساعد والمعيل الذي كان يكد من أجل لقمة عيشهم، وسد رمقهم.

اُستشهد النجار في يوم الأرض 30 مارس 2018، خلال مشاركته في مسيرة العودة وكسر الحصار، حيث باغتته رصاصة غادرة حيث كان برفقته زوجته وأطفال الذين شاركوا جميعاً في المسيرات فعادوا بمفردهم بلا معيلهم.

تقول والدته لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :" إن عائلتها فقدت رجلها وايدها اليمين والشمال، فقد كان نجلها الوحيد الذي يوفر لعائلتها لقمة العيش حيث كان يعمل في جمع البلاستيك برفقه أحد أشقائه".

وأضافت أن الشهيد جهاد لديه ولدين وبنتين، حيث كان يعمل بكد وجهد من أجل توفير لقمة العيش، لعائلته التي تعيش في منزل متواضع في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة في ظل قلة مصادر الرزق التي تصل لهم عدا عن مخصصات الشؤون الاجتماعية اليتيمة.

وتشير أم جهاد مريضة السكر والتي تعرضت لبتر في أحد أصابعها بسبب المرض، أنها تعاني من ظروف اقتصادية صعبة خاصةً بعد استشهاد نجلها الذي كان ينفق عليها وبناتها الثلاث الكفيفات واللاتي تبلغ أكبرهن 28 عاماً، والوسطى 22 عاماً والتي اضطرت لترك الجامعة برغم معدلها الجيد بسبب عدم قدرتها على توفير رسوم ومواصلات الجامعة، بالإضافة لابنتها الصغرى والتي تبلغ من العمر 18 عاماً، وتدرس في التوجيهي حالياً.

وطالبت أم جهاد جميع الجهات المسؤولة، بالنظر لحالتهم وتفقد ذوي الشهداء، خاصةً في شهر رمضان الكريم، مطالبةً بضرورة دعم ذوي الشهداء الذين فقدوا أرباب الرزق.

وقد استشهد في 30 مارس ضمن فعاليات مسيرات العودة الكبرى، 16 فلسطينيًا بينهم ثلاثة بقصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، فيما أصيب أكثر من 1,416 مواطنًا بجراح مختلفة واستنشاق الغاز.

كلمات دلالية