تقرير تحليل:خطاب الأمين العام "النخالة" حمل في طياته عدة رسائل بعد أن رسخ معادلات جديدة

الساعة 12:13 م|08 مايو 2019

فلسطين اليوم

أجمع مختصان في الشأن "الإسرائيلي" على أن تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي حول المعركة المقبلة مع الاحتلال "الإسرائيلي" والتطورات الفلسطينية تحمل في طياتها عدة رسائل موجهة وقوية لقادة "إسرائيل"، وأخرى عن مدى استعداد المقاومة الفلسطينية للمواجهة مع الاحتلال.

ويرى المختصان، أن خطاب النخالة رسّخ معادلات جديدة لدى الاحتلال بأن المقاومة الفلسطينية تثبت من جديد قاعدة "القصف بالقصف والدم بالدم"، مشيرين إلى أن "إسرائيل" تتوجس خشية من المرحلة المقبلة، ولاسيما مع تفعيل المقاومة غرفة العمليات المشتركة للرد على تصعيد الاحتلال جرائمه ضد قطاع غزة.

المختص في الشأن "الإسرائيلي" حسام الدجني، قال أن "خطاب الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة يرسل رسائل إلى كل الأطراف بأن الإنفراد بغزة والتعاطي معها بأنها ضعيفة ولا يمكن أن ترد على التصعيد أصبح خلف ظهورنا، وأن استمرار الاعتداءات على الشعب الفلسطيني ومسيرات العودة والتلكؤ في تنفيذ تفاهمات القاهرة من الممكن أن يفضي إلى مواجهة شاملة .

وأضاف الدجني: "اعتقاد "إسرائيل" بقصف المنشآت المدنية يؤلم شعبنا فإنه واهم، بل إن ذلك يعني قدرتنا على قصف تل وذلك يرسخ مقولة (القصف بالقصف والدم بالدم والقنص بالقنص)، مشيرًا إلى أن العدو الصهيوني لا يفهم لغة الهدوء ويعيش على الدم والعنف، وهذه ما أثبتته المقاومة في المواجهة الأخيرة.

وعن حديث الأمين حول "غزة الأكثر سخونة"، أوضّح الدجني، "النخالة يريد الحديث عن منطق إدارة الصراع مع الاحتلال وكسر نظرية الوعي الإسرائيلية التي تعزز صورة الجندي المزعوم الذي لا يمكن هزيمته، وحاول أن يعيد إلى الأذهان ما حصل في المواجهة الأخيرة بإجبار الاحتلال على التراجع والاقرار بالحق الفلسطيني وتنفيذ تفاهمات القاهرة".

في السياق، أوضّح الدجني أن تصريح النخالة باقتراب الحرب خلال الصيف يشير إلى منطق ما يسمى "التهدئة الهشة"، انطلاقًا من البيئة الإقليمية، لافتًا أن "إسرائيل" تدرك بأن الصيف سيكون ساخن إقليميًا مع تقاطع مصالح محور المقاومة خاصة مع إيران ولبنان وسوريا، وأن وحدة الموقف هي المعادلة التي أراد النخالة أن يوصلها للجميع.

على الصعيد ذاته، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أن حديث الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة بقصف تل أبيب خلال ساعات في حال استمرار العدوان على غزة، يشابه نفس المعطيات في الجولات السابقة مع الاحتلال، وإجبارها للعودة إلى التهدئة، خاصة بعد مقطع الفيديو لصاروخ بدر 3 الذي كشفت عنه سرايا القدس.

وأوضّح جعارة، "يجب إجبار "إسرائيل" على تحمّل مسؤولية العدوان الأخير على غزة من خسائر بشرية ومادية، لأن الأهداف التي رصدها ليست عسكرية، مشيرًا إلى أن الاحتلال لا يملك أهدافًا محددة، فـ(99%) من الأهداف مدنية وليست عسكرية، ويعجز عن الوصول للمقاومة لفشله الاستخباري على أرض الواقع".

ولفت أن "إسرائيل" تنظر إلى غزة على انها "وجعة رأس" ولا يمكن إيجاد حل لها، مستشهدًا بشريط وثائقي نشره "إسرائيليون" بعنوان "ماذا نريد من غزة" وانتهي الشريط بأن الويل لـ"إسرائيل" إذا لم تستطع التعامل مع الفلسطينيين في غزة والضفة، ونتنياهو لم يستغل ويستفيد من فترة التهدئة منذ حرب 2014 حتى اللحظة في التعامل مع الفلسطينيين وإيجاد حل مناسب.

كما أوضّح أن نتنياهو لا يملك استراتيجية محددة للتعامل مع قطاع غزة، مؤكدَا أن المستوى العسكري الإسرائيلي يعتبر التهدئة الحالية شرارة لاندلاع مواجهة شاملة مع غزة.

كلمات دلالية