خبر « حماس » : توافق على تهدئة مدة عام تضمن رفع الحصار وفتح المعابر برقابة دولية وإعادة اعمار قطاع غزة

الساعة 07:10 م|24 يناير 2009

فلسطين اليوم - وكالات

فيما يستمر تشرد مئات العائلات في قطاع غزة وعيش افرادها بلا مأوى بسبب تدمير اسرائيل مئات المنازل في عدوانها الوحشي على القطاع، يبحث الوزير عمر سليمان ظهر غد الأحد مع وفد حركة (حماس) برئاسة عماد العلمي عضو المكتب السياسي للحركة التمهيد للحوار الفلسطيني - الفلسطيني وجهود تثبيت وقف إطلاق النار ومسودة اتفاق التهدئة بكافة تفاصيله من أجل إنهاء الحصار وفتح المعابر. ومن المتوقع أن يصل مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما الخاص للشرق الأوسط إلى المنطقة في الأسبوع المقبل في بداية سريعة للمساعي الأميركية الخاصة بالسلام في المنطقة.

وأرسلت فرنسا أمس فرقاطة لمراقبة منطقة ساحل قطاع غزة ضمن الجهود التي تبذلها دول غربية بالتعاون مع إسرائيل لمنع وصول أسلحة إلى قطاع غزة. وقال مسؤول في حركة "حماس" فضل عدم ذكر اسمه لمراسل  في القاهرة: "إننا في الحركة نفضل أن ننتهي من ملف التهدئة وفك الحصار وفتح المعابر ثم ندخل في موضوع الحوار الداخلي. أن الموضوع منته وليس لدينا أي تحفظات عليه بعد أن يتم إطلاق معتقلي حماس لدى السلطة الفلسطينية في رام الله".

واستبعد المسؤول أن يبحث وفد "حماس" الذى يضم عماد العلمي ومحمد نصر (من الخارج) وجمال أبو هاشم وصلاح البردويل وأيمن طه (من غزة) أي تفاصيل متعلقة بملف الجندي الاسرائيلى غلعاد شاليت، مؤكدا أن "هذا الملف واضح ومعروف لمختلف الأطراف، والمطالب الفلسطينية واضحة وغير قابلة للتفاوض أو الحديث حولها". وبثت قناة "الجزيرة" مساء السبت ان مصر تحبذ فتح المعابر الحدودية الى قطاع غزة واتمام المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية ضمن صفقة واحدة.

وأشار عضو وفد الحركة في القاهرة أيمن طه إلى أن الحركة "أبلغت مصر موافقتها على هدنة لمدة عام قابلة للتجديد، ويتم تقييمها في نهايتها، إذا سحبت إسرائيل قواتها من قطاع غزة خلال أسبوع، وأعادت فتح المعابر الحدودية على الفور".

وقال: "بعد أن انسحبت إسرائيل، يتم رفع الحصار وفتح المعابر بضمانات محددة ورقابة دولية أوروبية وتركية خلال أسبوعين، وبعد ذلك يتم فتح معبر رفح وفقا لترتيبات تضمن بقاء عناصر الأمن الوطني في غزة، ومراقبين دوليين بمهمات محددة، حتى يتم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".

وأضاف أن الحركة تريد ان تشمل التهدئة عقد مؤتمر خاص بإعادة اعمار قطاع غزة.

ومن المقرر أن يصل الى القاهرة وفد من منظمة التحرير الفلسطينية يضم وفد من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد ووقدا من الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا برئاسة صالح رأفت الأمين العام ووفد الجبهة العربية الفلسطينية برئاسة جميل شحادة وعدد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. لكن على الرغم من عضوية الجبهتين الديموقراطية برئاسة نايف حواتمة والشعبية في منظمة التحرير فان وفديهما سيصلان على حدة. ولم يعلن بعد من سيرأس وفد الجبهة الشعبية بسبب عدم إعطاء السلطات الإسرائيلية عبد الرحيم ملوح تصريح سفر حتى الآن.

 

وقال مسؤول مصري رفيع المستوى إن مصر وجهت الدعوة إلى وفد حركة الجهاد الإسلامي وسيصل الى القاهرة بعد غد الاثنين وجميع أعضائه من الخارج من أجل بحث مجمل تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية خصوصاً موضوع فك الحصار والتهدئة والحوار الفلسطيني.

 

وقال مسؤول في الجبهة الديموقراطية أن الوفد سيطرح اقتراحاً باتجاه فتح الطريق امام عودة الجميع للحوار الوطني الشامل لمواجهة الاستحقاقات السياسية ما بعد العدوان على غزة. وستطالب الجبهة بضرورة تشكيل لجنة وطنية متوافق عليها حتى تجبر الدول المتبرعة على تنفيذ ما أقرته نتيجة العدوان على القطاع.

 

وكانت مصر وجهت دعوة يوم الأحد الماضي، لكل من الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل للحضور إلى القاهرة يوم الخميس لإجراء مباحثات حول تثبيت وقف إطلاق النار، والتوصل إلى تهدئة جديدة، وإجراء حوار فلسطيني ـ فلسطيني وطلبت بعض الفصائل ان تحضر الاحد حتى لا يفهم ان هناك حواراً غير مباشر مع إسرائيل.

وكان المبعوث الإسرائيلي عاموس غلعاد وصل الخميس الى مصر لإجراء محادثات. وقال مسؤول مصري رفيع المستوى أن مصر تسابق الزمن من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف أطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين و"نأمل أن ننجح في تقريب وجهات النظر سريعا".

 

إلى ذلك، وتجسيداً للجهود الدولية التي استنفرتها إسرائيل لمنع وصول الأسلحة إلى قطاع غزة، أفاد الكابتن كريستوف برازوك من هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن الفرقاطة "جيرمنال" الفرنسية بدأت السبت في الساعة 13,00 بالتوقيت الفرنسي (12,00 تغ) مهمتها المتمثلة في مكافحة تهريب الأسلحة قبالة سواحل قطاع غزة بعد أن أمر الرئيس نيكولاس ساركوزي بإرسالها إلى المنطقة. إلا أن حركة "حماس" استخفت بالجهود التي تبذلها إسرائيل والولايات المتحدة مع دول عربية وأوروبية لوضع آليات تمنع "تهريب" الأسلحة إلى قطاع غزة.

 

ووصف أحمد يوسف، مستشار رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، هذه المحاولات بـ"الكلام الفارغ"، وقال لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إن "المقاومة وسلاحها حق مشروع، وستعمل المقاومة بأي كيفية لتوفير السلاح من أجل استمرار الفعل المقاوم". وأضاف: "في أنفاق أو ما في أنفاق.. المقاومة ستحصل على السلاح من باطن الأرض". وتساءل يوسف ساخرا: "هو التهريب يحدث من غزة لمصر أم من مصر لغزة؟"، وتابع: "طالما من مصر إلى غزة فليعملوا ترتيبات مع المصريين، ويعملوا اللي بدهم اياه، ومصر حرة في أرضها، لكن هذه المحاولات ستزيد من شوكة المقاومة وتعزز من مكانتها".

 

وقالت قناة "الجزيرة" مساء السبت ان مصر تحبذ العمل من اجل فتح المعابر الحدودية الى قطاع غزة واتمام مصالحة فلسطينية تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية ضمن صفقة واحدة.

 

من جهة أخرى، أكد خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي على رغبة دول الإتحاد في البدء على الفور بعمليات إعادة البناء في قطاع غزة.

 

وشدد سولانا صباح السبت في حديث لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية على ضرورة الاهتمام بالسكان الذين يعيشون بلا مأوى ويفتقدون الغذاء والرعاية الصحية.

 

وجدد سولانا رفض الإتحاد الأوروبي التعاون مع حركة "حماس" في عمليات إعادة البناء للمباني والمنشآت التي دمرها القصف الإسرائيلي في القطاع. وأشار إلى أهمية التحدث والتشاور مع حكومة فلسطينية تحظى بالإجماع وتمثل جميع الأحزاب ويقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحين إجراء الانتخابات الجديدة.

 

في الوقت نفسه أعرب سولانا عن تأييده لتشكيل لجنة تحقيق دولية لمراجعة مدى ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب خلال هجومها على قطاع غزة والذي استمر ثلاثة أسابيع وقال سولانا "مثل هذه اللجنة لا يمكن لأحد أن يرفضها أو يعيق عملها".

 

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة السبت أن وزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك سيتوجه إلى واشنطن يوم الثلاثاء القادم لإجراء مباحثات مع نظيره الأمريكي روبرت جيتس وعدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة.

 

وذكرت الإذاعة أن زيارة باراك لواشنطن ستطرح على مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال جلسته الأسبوعية غدا الأحد لإقرارها.

 

وأوضحت أن المباحثات ستتناول التنسيق الأمني في مرحلة ما بعد العملية العسكرية في قطاع غزة.

 

ونقلت الإذاعة عن مصادر مطلعة إن موضوع تهريب السلاح إلى قطاع غزة سيكون في صلب المحادثات إضافة إلى مسائل سياسية وإقليمية أخرى مثل تسلح إيران النووي وربما قضية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط.

 

وهذه هي أول زيارة لمسؤول إسرائيلي إلى واشنطن منذ تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما الثلاثاء الماضي.