تزداد الأوضاع الأمنية في قطاع غزة انحداراً نحو التصعيد مع الاحتلال، و تبتعد أكثر فأكثر عن حالة الهدوء التي سادت منذ الانتخابات الصهيونية، و ذلك في ضوء تلكؤ الاحتلال في تنفيذ التفاهمات التي تم الاتفاق عليها برعاية مصرية، وقيامه اليوم بالتراجع عن الخطوة الوحيدة التي تم تنفيذها من الاتفاق، و تقليص مساحة الصيد، هذا عدا عن رده السلبي حول ادخال الأموال القطرية لقطاع غزة.
كما أثارت عملية نشر القبة الحديدية في عدة مناطق بغلاف غزة، عدة تساؤلات من قبل المراقبين، حول ما اذا كانت الأوضاع تقترب من الانفجار و الدخول في مواجهة عسكرية في قطاع غزة.
الكاتب و المحلل السياسي، هاني حبيب أكد بأن الاحتلال استطاع خلال الفترة الماضية، أن يكسب الوقت و يحصل على الهدوء، حتى ينتهي من الانتخابات.
و أشار حبيب في حديث اذاعي تابعته مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" الى أن الصورة السياسية في هذه الأيام اتضحت أكثر، و بدأ نتانياهو يماطل في تنفيذ التفاهمات لإرضاء اليمين المتطرف الذي يريد أن يدخل معها في تحالفات مع الكتل اليمينية التي تشترط التراجع عن هذه التفاهمات، للمشاركة في الائتلاف الحكومي الجديد، لا سيما حزب "يسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان.
و توقع الكاتب حبيب بأن ان يبقى الاحتلال على هذه الطريقة من المماطلة، لافتاُ الى ان الضامن الوحيد لتنفيذ التفاهمات التي تم الاتفاق عليها برعاية مصرية هو قدرة المقاومة و الشارع الفلسطيني على الحشد في مسيرات العودة و كسر الحصا، و إعادة تفعيل الأدوات الخشنة من اجل الضغط، كما ان هناك دوراً مهما على الوسيط المصري من اجل أن يفرض على الاحتلال الالتزام بالتفاهمات حتى لا تنزلق الأمور الى الأسوأ.
و استبعد الكاتب ان يكون أي طرف في الشارع الفلسطيني يريد الذهاب الى تصعيد و مواجهة عسكرية، لكن هناك استخدام للأدوات الخشنة من أجل فرض التفاهمات التي يتنصل منها الاحتلال.
و قال الكاتب إن النية لا تزال غير واضحة لدى الاحتلال، مشيراً الى أن لدى الاحتلال الكثير من التصعيدات الإعلامية بتهديدات ايران و حزب الله، في إشارة الى حديث السيد نصر الله التي قال فيها ان المنطقة ربما تشهد هجوماً على لبنان خلال حزيران القادم.
و أوضح حبيب بأن هدف الاحتلال من نشر البطاريات ربما يكون الدخول في مناورة لتمرير صفقة القرن، التي يجري الحديث عن إعلانها بعد شهر رمضان، لافتاً الا انه لا يمكن تمرير هذه الصفقة الا بإخضاع قطاع غزة، سيما ان قطاع غزة هو العين في هذه الصفقة، و ان تصفية القضية ستكون في قطاع غزة.
كما أشار الى أن هناك تكالباً خطيراً على قطاع غزة محلياً و عربياً و دوليا و إقليمياً من اجل تركيعها، ربما يكون احد العوامل المؤثرة و الفاعلة في أي تصعيد قادم.
و حول احتمالية تصعيد قادم على قطاع غزة، بين الكاتب حبيب بأن رؤية الفصائل واضحة في هذا المجال و كذلك الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة, بان الأدوات الخشنة هي أدوات سلمية ستعيد استخدامها من اجل الضغط، اما اذا استهدف الاحتلال عناصر المقاومة و المدنيين، فسيكون هناك رد من قبل الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، مؤكداً بأن هذا الامر واضح و صرحت به المقاومة في أكثر من موقف
و تابع يقول: "الفصائل المقاومة في غزة لن تذهب لمواجهة عسكرية و لكنها اذا فرضت عليها فإنها ستدافع عن قطاع غزة و الشهب الفلسطيني".
في سياق متصل، قلص جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء، مساحة الصيد المسموحة في بحر قطاع غزة إلى 6 أميال مدعيا أن ذلك يأتي "ردًا على مزاعم إطلاق صاروخ من القطاع".
وذكر الناطق العسكري الإسرائيلي أن تقليص مساحة الصيد يأتي ردًا على إطلاق صاروخ الليلة الماضية تجاه البحر وسقط في المياه الإقليمية قبالة مدينة أسدود المحتلة دون وقوع إصابات.
وحذّرت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار الأسبوع الماضي الاحتلال الإسرائيلي من "الاستمرار بالمماطلة والتسويف بالعروض والتفاهمات" التي جرت برعاية مصرية لرفع الحصار عن قطاع غزة.