بالصور تفاصيل مقتل فلسطيني في سجن تركيا وعائلته تطالب بلجنة تحقيق دولية

فلسطين اليوم

لم يتوقع المواطن الفلسطيني زكي مبارك (اسبيتان) أن يفقد حياته سريعاً في الرحلة التجارية الأولى إلى تركيا، داخل سجن في اسطنبول بتهم متعددة لم يعترف بها مطلقاً، وأول تلك التهم التخابر مع جهات معادية للنظام التركي.

المواطن زكي مبارك (55 عاماً) فلسطيني الجنسية تخرج من الكلية الحربية في اليمن وغادر قطاع غزة منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007 وأكمل دراسته العلمية في مجال التاريخ والعلوم السياسية وحصل على شهادة الدكتورة في مصر ثم انتقل قبل 5 سنوات إلى بلغاريا ليستقر هناك بحثاً عن مصدر رزقٍ مساندٍ له في ظل الأزمة التي تعيشها السلطة الفلسطينية.

ويُعيل المواطن زكي مبارك 9 أبناء بينهم فتاتين مقيمات معه في بلغاريا، وبدأ حياته في بلغاريا بالعمل في التجارة العامة مع صديقه سامر شعبان، وفي بداية شهر ابريل (4) لعام 2019 سافر إلى تركيا برفقة صديقه شعبان للحصول على صفقة تجارية ومنذ تلك اللحظة بدأت الضبابية تلوح في الأفق.

عماد أبو سبيتان ابن عم المواطن زكي مبارك أكد لمراسلنا، أن زكي لم يسافر مطلقاً في حياته إلى تركيا أو الامارات، خلافاً لما تنشره السلطات التركية، وجميع التهم المنسوبة إليه لم يعترف بها مطلقاً.

"غادر بلغاريا بداية شهر ابريل مع صديقه شعبان متجهان إلى تركيا ومكثا في إسطنبول مدة يومين أو أكثر ثم اختفت آثارهما –اختطفا من مكان سكناهم-  وبعد 10 أيام نُشر على وسائل الاعلام بأن السلطات التركية اعتقلت شخصين مشتبه بعلاقتهما بجهات معادية للنظام التركي وأن جنسيتهما فلسطينية، وتفاجأنا بإدراج اسم ابننا زكي ضمن المتهمين" قال ابن عمه أبو سبيتان.

وأضاف: "تواصلنا مع زكريا شقيقه في بلغاريا لنتأكد من المعلومات التي تنشر عبر وسائل الاعلام والذي بدوره أكد لنا صحة اعتقاله وأنه أوكل محامي للدفاع عنه، لافتاً إلى أنهم تفاجأوا من التهم المنسوبة إلى ابنهم زكي من السلطات التركية.

"كان من المفترض أن يُعرض زكي مبارك إلى محكمة إسطنبول اليوم الثلاثاء (30/4/2019) على أن يتم الافراج عنه بكفالة يوم الخميس المقبل (2/5/2019) لعدم وجود الأدلة الكافية لدى السلطات التركية لإدانة زكي بالتهم المنسوبة إليه" كما قال المحامي لعائلته وفقأ إلى ابن عمه.

ولفت إلى أن عائلته تفاجأت أمس (29/4/2019) بنشر خبر على وسائل الاعلام التركية يفيد بانتحار الموقوف زكي مبارك داخل سجن في إسطنبول، مشككاً بالرواية التركية.

"زكي مستحيل ينتحر، فهو مؤمن بالله عز وجل وبكامل قواه العقلية، وحاصل على شهادة الدكتورة، ورجل أمن وعسكري" كما قال ابن عمه، متسائلاً كيف لرجل أن ينتحر وهو على موعد بالإفراج عنه خلال أيام؟ كما أبلغهم المحامي.

وطالبت عائلة مبارك، رئيس السلطة محمود عباس والسفير الفلسطيني في تركيا ووزير الخارجية رياض المالكي وجميع الجهات المختصة لفتح تحقيق دولي لمعرفة ملابسات الحادثة وكشف الحقيقة وتشريح الجثة وتسليم الجثمان لشقيقه في بلغاريا.

الرواية التركية

وكانت وكالة الأناضول التركية أفادت بأن أحد المشتبه بهما الموقوفين في سجن سيليفري إسطنبول بتهمة التجسس السياسي والعسكري والتجسس الدولي، لصالح الإمارات، أقدم على الانتحار شنقًا.

يُشار إلى السلطات التركية أعلنت بتاريخ (19/4/2019) توقيف شخصين للاشتباه بتجسسهما لحساب استخبارات الإمارات وهي تحقق في احتمال علاقتهما بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بحسب وكالة الأناضول.

المتهمان هما زكي مبارك حسن (55 عاما) وسامر سميح شعبان (40 عاما)، ويحملان جوازي سفر فلسطينيين، ووجهت النيابة التركية إليهما تهمة الحصول على معلومات سرية خاصة بالدولة بغرض التجسس السياسي والعسكري.

السفير الفلسطيني في أنقرة فائد مصطفى، قال في تصريحات صحفية: "إن الجانب التركي أبلغه بأن الموقوف زكي مبارك المتهم بالتجسس لصالح الإمارات، وُجد منتحرا في سجنه"، مضيفاً: "السفارة بانتظار نتائج تشريح الجثمان، ولا صحة لما تردد عن وجود حالات انتحار أخرى معه".

زكريا مبارك حسن، شقيق زكي، قال عبر حسابه على موقع فيسبوك، إن شقيقه قتل خلال اعتقاله في السجون التركية، نافيًا أن يكون شقيقه قد انتحر.