كم سيدفع بن سلمان لعباس حال قبوله بصفقة القرن ؟

الساعة 10:26 ص|30 ابريل 2019

فلسطين اليوم

أظهرت التقارير المرسلة من الممثلية الأردنية في رام الله، إلى وزارة الخارجية والمغتربين في عمّان، حجم القلق قد يصيب الأردن من تبعات "صفقة القرن"، التي ينوي الرئيس الأميركي الكشف عن بنودها في حزيران/ يونيو المقبل.

وكشفت التقارير بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية، بأن الضريبة الثقيلة التي ستدفعها المملكة الأردنية لجهة احتمال توطين الفلسطينيين الموجودين فوق أراضيها، هي سحب الوصاية الهاشمية عن المسجد الأقصى والمقدسات في القدس منها ومنحها للمملكة السعودية، وإمكانية اقتطاع أراضٍ من حدودها الشرقية لمنحها للفلسطينيين مقابل تعويضها بأجزاء من شمال السعودية.

ووفقاً للصحيفة اللبنانية، فإن أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، طلب من القيادات الفلسطينية عدم مواجهة الولايات المتحدة الأميركية تحت أي عذر، وإنما البحث عن راعٍ جديد لعملية السلام المتعثرة، وذلك بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للعدو الإسرائيلي في كانون الأول/ ديسمبر 2017.

ونقلت الصحيفة عن خالد الشوابكة رئيس مكتب تمثيل المملكة الأردنية الهاشمية في رام الله، قوله، "بأن السلطة أرسلت مجدلاني إلى الصين ونبيل شعث إلى روسيا لإقناع بكين بتقديم طلب للانضمام إلى الرباعية الدولية، وأن يكون الهدف هو عدم المواجهة مع الجانب الأميركي، بل تقوية الدائرة وتقديم الدعم للإدارة الأميركية لتقديم رزمة لعملية سلام مرضية وعادلة للأطراف كافة.

وأشار إلى الشوابكة، إلى أن اللقاء الأخير بين عباس ومحمد بن سلمان، كان لطيفاً وأفضل من اللقاء الأول الذي سبق مؤتمر إسطنبول، مبيناً بأن ابن سلمان أعلم عباس بأن الأميركيين مستعدون لمنح الفلسطينيين الأرض التي يعيشون عليها وستكون لهم، والمطلوب من السعودية ودول عربية أخرى توفير الدعم المالي لدعم الفلسطينيين وإنشاء مشاريع في أراضي الضفة الغربية ستؤدي إلى ازدهار اقتصادي وتوسع في مناطق (C , B)، إضافة لدعم السلطة بمبالغ تتجاوز 4 مليارات دولار مبدئياً.

ونقل الشوابكة في تقريره أن عباس شرح لمحمد بن سلمان الوضع القائم، وأنه لن يستطيع تقديم أي تنازلات في ما يتعلق بالمستوطنات وحلّ الدولتين والقدس، وأن لديهم تأكيدات بأن الأميركيين لن يقدموا أي مقترحات جدية لعرضها، بل سيتبعون التكتيك نفسه الذي طُبّق سابقاً (وعد بلفور)، وأن أي ضغوطات من أي جهة ستدفع السلطة إلى حل مؤسساتها وتحميل "إسرائیل" مسؤولية إدارة الأوضاع في الأراضي المحتلة.

وبين الشوابكة في تقريره الذي كشفته الصحيفة اللبنانية، بأن الجانب الأميركي أقنع محمد بن سلمان بأن "هبّة القدس"، بعد إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال لن تستمر أكثر من شهر، وسيعود الوضع إلى ما كان عليه سابقاً، وسيتم تجاوزه بسهولة، خصوصاً إذا تناست الأردن ومصر ما جرى، حيث إن الدول العربية غير مهتمة كثيراً بموضوع القدس، وكذلك الدول الإسلامية الأخرى.

ولفت الشوابكة في تقريره بتاريخ 4/1/2018، إلى أن زيارة رئيس السلطة محمود عباس الأخيرة إلى السعودية والتي تكتم على فحواها، تم العرض عباس بعض الأشياء التي رفض الحديث عنها ولكنها أزعجته.

وأكد أنه تم عرض عشرة مليارات دولار لتحسين الوضع الداخلي في أراضي الضفة الغربية، وترتيب وضع اللاجئين وتوطينهم، وستقوم السعودية بتحسين أوضاعهم المستقبلية، إضافة لإقامة سفارة لدولة فلسطين في أبوديس، ودعم غير محدود مالي وسياسي بعد اتخاذ القرار.

ووفقاً للصحيفة اللبنانية، فإن ابن سلمان أبلغ عباس في هذا اللقاء تفاصيل "صفقة القرن"، طالباً منه قبولها والسير بها.

ووفقاً للمعلومات، فإن ابن سلمان سأل عباس ما هي ميزانية حاشيتك سنوياً، فردّ عباس لست أميراً ليكون لدي حاشية، فأوضح ابن سلمان: كم تحتاج السلطة ووزراؤها وموظفوها من مال؟"، فأجاب عباس: "مليار دولار"، فردّ ابن سلمان: "سأعطيك 10 مليارات دولار لعشر سنوات إذا وافقت على الصفقة"، إلا أن "أبو مازن" اعترض على الطرح، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى نهاية حياته السياسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير، ذكر أن رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج لا يغادر منزله منذ أسبوعين ويعاني من حالة صحية سيئة، بعد مواجهته من قبل الرئيس محمود عباس بأنه والسفير الفلسطيني في واشنطن حسام زملط كانا على معرفة مسبقة بمجريات صفقة القرن، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإصرار زملط وفرج آنذاك على الرئيس عباس التوجه إلى واشنطن، ما كان سيؤدي إلى نسف تاريخ الرئيس عباس لولا تدخل رئيس الوزراء السابق سلام فياض وإقناع عباس بعدم الذهاب لواشنطن لأن هناك فخاً ينصب له.

وذكرت الصحيفة، أن تسريب قضية بيع الأراضي المملوكة لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي تبلغ قيمتها 950 مليون دولار، جرى بإيعاز من اللواء ماجد فرج، رداً على تهديد الرئيس عباس له، والمتورطون في القضية هم طارق "نجل الرئيس عباس" واللواء شحادة "إسماعيل مسؤول الحرس الخاص لعباس" الذي أقيل قبل 3 أسابيع، ومحامي الرئاسة الفلسطينية كريم شحادة.

وبينّت الصحيفة بأن هناك تسريبات بأن تغييرات كبيرة ستطال مواقع كبيرة في مفاصل السلطة الفلسطينية، بما فيها المحافظون الذين يتبعون مباشرة للرئيس عباس.

 ونقلت الصحيفة عن قوله إن الرئيس عباس أصبح محبطاً، خصوصاً في الآونة الأخيرة، حيث تم خذلانه من قِبَل أقرب الموالين له، وهم اللواء شحادة، الذي تم الاستغناء عن خدماته بصمت، حتى لا تثار ضجة، نظراً إلى قربه من عباس منذ ما يزيد على عشرين عاماً، والآن اللواء ماجد فرج، والسفير حسام زملط الذي تحدى الرئيسُ لأجله الكثير من القيادات الفلسطينية والشعب الفلسطيني لتعيينه سفيراً في واشنطن.

كلمات دلالية