توقعات بتحرك الوفد المصري لمتابعة تنفيذ التفاهمات

سببان في تلكؤ الاحتلال بتنفيذ تفاهمات التهدئة وترجيحات بعودة الأدوات الشعبية

الساعة 06:30 م|29 ابريل 2019

فلسطين اليوم

مضى قرابة شهر للاتفاق بين فصائل المقاومة في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي على تفاهمات التهدئة والتي تمت برعاية وفد المخابرات المصرية، إلا أن تلك التفاهمات لم تجد طريقاً للتطبيق على أرض الواقع ولم يشعر بها المواطن سوى في تحسين ساعات وصل الكهرباء فقط.

مماطلة "إسرائيل" في تنفيذ تفاهمات التهدئة على مدار الأيام الماضية، دفع مسؤولين في الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار وقادة من فصائل المقاومة لتحذير الاحتلال من التصعيد الميداني والتلويح بإعادة تفعيل أدوات المقاومة الشعبية –الأدوات الخشنة- التي تم تجميدها مقابل تعهد الاحتلال بتنفيذ بنود التهدئة.

سببان للتلكؤ

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. وجيه أبو ظريفة يرى، بأن مماطلة "إسرائيل" في تنفيذ تفاهمات التهدئة مع فصائل المقاومة في قطاع غزة يرجع إلى تذرع "إسرائيل" بالأعياد اليهودية والمسيحية، وتلكؤ نتنياهو بعدم تشكيل حكومته حتى اللحظة.

ويعتقد أبو ظريفة في تصريح لـ"فلسطين اليوم" بأن تلكؤ نتنياهو يرجع إلى رغبته في عدم التعرض للضغط أو الابتزاز من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة في تشكيل حكومته.

وتوقع المختص في الشأن الإسرائيلي، بأن استمرار نتنياهو في المماطلة والتحجج بذرائع واهية بعدم تنفيذ تفاهمات التهدئة سيدفع الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار وفصائل المقاومة لتفعيل الوسائل الخشنة للضغط على المستوطنين في غلاف غزة لممارسة الضغط على حكومتهم من أجل تنفيذ تفاهمات التهدئة وتحسين حياة السكان في القطاع.

وأشار، إلى أن المقاومة في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي لا يرغبان في العودة إلى التصعيد الميداني، مستدركاً بالقول: "حال استمرت إسرائيل في عدم تنفيذ التفاهمات وتحسين حياة السكان؛ فمن المتوقع أن لا يكون هناك هدوء كما توفر في السابق دون أن يكون هناك التزام من الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ التفاهمات".

ورجح المختص في الشأن الإسرائيلي، ان تشهد الأيام القادمة حركة نشطة من الوفد المصري للممارسة دوره في استمرار الهدوء بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن الأعياد وعدم تشكيل حكومة نتنياهو كانا سببين في تأجيل زيارة الوفد لمتابعة جهود التهدئة.

وقال: "منذ بداية التفاهمات كان لدي فصائل المقاومة شك تجاه التزام "إسرائيل" بتنفيذ تفاهمات التهدئة والقيام بإجراءات عملية من شأنها تحسين حياة السكان في قطاع غزة.

المقاومة لن تقف مكتوفة الايدي

من جهته أكد عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي د. وليد القططي، أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء مماطلة الاحتلال في تنفيذ تفاهمات كسر الحصار.

وقال القططي في تصريحات صحفية مساء الاثنين: "إن المقاومة توصلت لتفاهمات واضحة مع الاحتلال بضمانة الوسيط المصري، لكنها لم تترجم عمليا ليشعر المواطن الفلسطيني بها بسبب مماطلة الاحتلال في تنفيذها".

وأضاف: "الوقت بدأ بالنفاد والمقاومة لن تبقى مقيدة ومكتوفة الأيدي بلا نهاية"، مشيرا الى أنّ التفاهمات وضعت لتنفذ لا للإعلان عنها. مشدداً على أن الشعب الفلسطيني ينتظر تطبيق التفاهمات "ويجب ان يشعر بها بما يمثله من حاضنة للمقاومة، وضرورة أن تؤدي تلك التفاهمات لتحسين الوضع بالقطاع وتخفيف المعاناة التي فرضها الحصار".

الادوات الشعبية ستعود

فيما قال عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة والقيادي في الجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة: إن تطبيق الاحتلال لتفاهمات التهدئة يسير بوتيرة بطيئة جدًا وغير مقبولة، مما يزيد من حالة الاحتقان لدى المتظاهرين والشباب الثائر، اللذين لم يلمسوا ثمارًا جدية لهذا الانتظار".

وأوضح أبو ظريفة في تصريح سابق لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن الاحتلال يدرك تمامًا وجود التزامات عليه مقابل حالة الهدوء وتجميد أدوات المقاومة الشعبية في مسيرات العودة.

وشدد على أنه إذا لم يضع الاحتلال التفاهمات موضع تطبيق سريع نهاية هذا الأسبوع، سيكون عليه تحمل النتائج، مشيرًا إلى أن الاحتلال من دفع الأمور نحو المزيد من الاحتقان.

وقال أبو ظريفة: "على الاحتلال انجاز التفاهمات في أسرع وقت، من إدخال الأموال لقطاع غزة، والسماح بحرية الصيد وفق المساحات المتفق عليها دون التعرض للصيادين، ورفع الحظر عن العديد من المواد التي يمنع الاحتلال دخولها للقطاع".

ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من مارس الماضي بمسيرات سلمية قرب السياج بين غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.

وأدى قمع الاحتلال للمسيرات إلى ارتقاء 272 شهيدًا، منهم 54 طفلًا، و6 إناث، ومسن واحد، وإصابة أكثر من 16 ألف مواطنًا.

كلمات دلالية