تشهد باحات المسجد الأقصى، وساحاته وحدائقه حالة من الاستنفار في صفوف المواطنين سواء من المقدسيين او من المتطوعين من الداخل المحتل لتحضير المسجد الأقصى لإستقبال الشهر الكريم "شهر رمضان المبارك والذي لم يتبق لوصوله سوى أيام معدودة .
التنظيفات والترميمات والتزيين ، هي ابرز ما قام به المتطوعين لإخراج المسجد الأقصى بحلة العروس كونهم ينتظرون الشهر الفضيل بفارغ الصبر لشد الرحال إليه ، ولوضع حد لكافة المؤامرات التي تحاك ضده.
وتستعد أركان المسجد ومصلياته وساحاته بكل ما أوتيت من تحضيرات لاستقبال شهر رمضان، وتقوم دائرة الأوقاف الإسلامية بالتنسيق والترتيب لتحضير المسجد ومرافقه لاحتضان عشرات آلاف المصلين فيه، بينما ترسم سياسة الاحتلال التهويدية شكلا أكثر قساوة هذا العام من العراقيل والتحديات التي يواجهها الفلسطينيون في سبيل الحفاظ على مسجدهم ومنع المستوطنين من السيطرة عليه.
أبناء الداخل يستنفرون
الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني خاصة من النساء استنفرن تلبية لنداء الحركة الإسلامية لخدمة القدس والمسجد الأقصى تجهيزًا لشهر رمضان المبارك من خلال معسكر «القدس أولاً» للسنة العاشرة على التوالي وبالتعاون مع دائرة الأوقاف الإسلامية. امتاز المعسكر هذا العام بالإقبال الواسع من فلسطينيي الداخل من المثلث والنقب والجليل والمدن الساحلية ومن أهالي القدس.
مدلين عيسى مسؤولة الحشد للمعسكر ومديرة مشروع قوافل الأقصى، اشارت الى ان الحضور هذا العام فاق كل التوقعات إذ زاد عن الـ 6000 متطوع من 50 بلدة فلسطينية. وشملت أعمال المعسكر عدة مشروعات وورشات من أعمال صيانة ونظافة وترتيب في قبة الصخرة والمسجد القبلي والأقصى القديم والمصلى المرواني وتخطيط الساحات وباقي المرافق لاستقبال المصلين في الشهر الفضيل، بالإضافة إلى باقة من الفعاليات الترفيهية الثقافية التربوية للأطفال من كافة الأجيال. كما شمل المعسكر ترميم بعض المدارس والروضات والعديد من البيوت في البلدة القديمة وحي سلوان الذي يتعرض لمضايقات المستوطنين ليل نهار.
استعدادات متواصلة
الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك قال ل"فلسطين اليوم" بأن هناك عدة برامج تقوم دائرة الأوقاف على تنفيذها لاستقبال شهر رمضان في المسجد الأقصى؛ أبرزها الاستعدادات داخل الساحات من تركيب للمظلات لتقي المصلين حر الشمس، حيث يتم نصبها في جميع الساحات والعمل على إتمام هذا الأمر قبل بداية الشهر الفضيل.
وأشار الكسواني بأنه تم عقد اجتماع مع لجان الإسعاف التي ستقدم الخدمات الطبية وتقوم بنصب العيادات الميدانية في ساحات المسجد خصوصا في أيام الجمعة والعشر الأواخر وليلة القدر، كما يتم الاتفاق مع لجان الفرق الكشفية داخل القدس التي تريد أن تنظم الصفوف وحال المصلين في كل ليلة بالمسجد من أجل تنظيم رواده والصلاة وغيرها من أحوال المسجد.
وتابع :"تم الاتفاق مع اللجان الاجتماعية من أجل أن تأخذ دورها في شهر رمضان وكذلك تم ترتيب البرامج الدينية وتنظيم برامج لدروس الوعظ والإرشاد بعد صلاة الفجر وقبل صلاة الظهر وبعدها وقبل صلاة العصر وترتيب برنامج قراءة القرآن في المصلى القبلي ومسجد قبة الصخرة، كما تم العمل على ترتيب برامج صلاة التراويح داخل المسجد في صلاة موحدة وبرنامج الأئمة الحافظين لكتاب الله من أجل ختم القرآن الكريم، وكذلك الدروس اليومية".
واضاف الكسواني إلى أنه تم التنسيق مع الجمعيات المتبرعة التي تريد توزيع ووضع طعام الإفطار للمصلين ومكان ذلك، وتعيين مشرف صحي من أجل أن تكون الوجبات ضمن المواصفات المناسبة وكذلك وجبات السحور، بينما تم الاتفاق على ترتيب الخيم الرمضانية ابتداء من ليلة الخامس عشر من رمضان من الساعة الثانية عشرة ليلا حتى صلاة الفجر بحيث تتم إمامة المصلين بصلاة موحدة واستقبال المعتكفين خلال العشر الأواخر، فيما تم التعامل مع مقاول لتنظيف الساحات ودورات المياه وتجهيز المياه النظيفة لأكبر عدد من المصلين وكذلك تم التعميم على المساجد المحيطة للمساعدة في استقبال المصلين من أجل استخدام دورات المياه خاصة في أيام الجمعة من أجل التخفيف على المصلين وتقديم الخدمات بأنواعها.
ويتابع: "تم تجهيز لجان للتوعية فيما يخص التعامل مع الطوارئ لا سمح الله إن حدث شيء داخل الأقصى وخلال الاعتكاف، كما أن مصليات المسجد كافة ستكون مفتوحة للصلاة خلف إمام واحد وبصلاة موحدة بما فيها مصلى باب الرحمة".