فن نادر في الوطن العربي

تقرير قصة نجاح استثنائية.. "دولار واحد" يحقق أحلام شاب "غزي"!

الساعة 10:00 م|28 ابريل 2019

فلسطين اليوم

للوهلة الأولى قد تظن أن بطل تلك القصة يعبث ويلهو عندما يبدأ بثني الأسلاك المعدنية، لكن في نهاية الأمر سرعان ما تندهش من الشكل النهائي للمجسم المعدني، ناهيك عن الساعات الطويلة التي قد يستغرقها للوصول إلى الشكل المطلوب والخفة والمهارة التي يتمتع بها.

الطالب محمود النباهين (21 عامًا) من مخيم البريج وسط القطاع، قرر عدم الاستسلام للواقع المرير في غزة وواصل حلمه نحو تحقيق هدفه بدولار واحد فقط، بعدها قام بشراء مجموعة من الأسلاك المختلفة وصمم أول مجسم يتعلق بشخصية في شهر رمضان.

وبخلاف موهبته في الرسم والنحت على الطين، برع النباهين في "فن الأسلاك" وهي من الفنون النادرة في الوطن العربي وفلسطين المحتلة، لصعوبة تشكيلها واحتياجها لمهارات خاصة، وتتضمن "التشكيل بالبرم (الجدل)، والتشكيل بالتضفير، وبالنسج، والتشكيل بالحني".

ويقوم محمود، بتطويع الأسلاك المعدنية بأصابعه بسهولة وخفة كبيرة إلى أن يصل إلى شكلها النهائي، وتتمثل في شخصية صحفي في مسيرة العودة مبتور القدم يمسك بإحدى يديه عكازًا وبيده الأخرى كاميرا، في رسالة تعني العزيمة وعدم الاستسلام، ومجسم أخر على شكل "جنية ديزني" مثبتة على أرجوحة، وأخرى بشرية وللحيوانات.

كما أن مهارته في الرسم والنحت ساعده كثيرا على تطوير موهبته في "فن الأسلاك" وتوسيع خياليه بابتكار أفكار جديدة، بالإضافة اطّلاعه على بعد الأعمال لفنانين أجانب، مستخدمًا خامات بسيطة ومتوفرة في البيئة يستخدم، مثل (أسلاك الحديد والنحاس، والشبك السداسي وأسياخ الحديد، والخشب وبعض الصخور).

"النباهين" بات يمتلك مشروعه الخاص بعد نجاحه الباهر في إثبات نفسه وتحدي الحصار المفروض على قطاع غزة، بيدّ أنّ تشجيع عائلته وأصدقائه له ما دفعه لإكمال مشواره في "فن الأسلاك"، وأصبح محط أنظار الراغبين في طلب هدايا مميزة وفريدة.

وحول الصعوبات التي واجهته، يقول لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "واجهت صعوبات في البداية وتعرضت للسخرية من بعض الأشخاص في بداية عملي، بالإضافة إلى عدم توفر بكرات أسلاك النحاس في غزة، وعم توفر بخاخ "سبريه" خاص للحديد بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة".

ونصح "النباهين" من يمتلك موهبة أو فكرة خاصة الغزيين قائلًا: " لا تستسلم للواقع وطوّر نفسك ولا تلتف للمعيقات، والأهم هو الصبر وعدم الاستماع إلى المحبطين خاصة مع الظروف الصعبة التي نعيشها في قطاع غزة".

ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا خانقًا على قطاع غزة، ما ينعكس سلبًا على جميع مناحي الحياة، ويسبب ارتفاعا كبيرا في نسبة البطالة بصفوف الخريجين، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام ظهور المواهب والمبدعين والفئات المهمشة وتطوير مواهبهم ووصولهم إلى العالمية.










 

كلمات دلالية