"إسراء".. فتاة تحوّل مآسي غزة إلى لوحات رقمية!

من أزقّة مخيمات الحصار، يخرج الحب والشغف إلى الحياة، الذي دفع الشابة الغزّية إسراء صافي لتطوير موهبتها من الرسم على الورق إلى الرسم الرقمّي، رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة وقلة الإمكانيات المتاحة.

مشاهد من الواقع في غزة تقتبسها الفنانة "صافي" (26 عامًا) من سكان مخيم البريج وسط القطاع، وتقوم بتحويل الألم والحزن إلى لوحة مفعمة بالسعادة والأمل، أملًا منها في رسم الابتسامة والسرور في عيون القهر.

تقول الخريجة صافي، في حديثها لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، إن موهبتها في الرسم الرقمي تهدف إلى جعل العالم مكان أفضل وأجمل، بتحويل صورة المعاناة الي يعايشها المواطنين في غزة إلى لوحات جميلة معبّرة.

ويعتمد الرسم الرقمي كليًا على برامج الرسم في الأجهزة دون اللجوء إلى القلم والورق، ويستخدم فيه التقنيات الحديثة باستبدال الألوان المائية والألوان الصبغية المستخدمة في الرسومات التقليدية بالألوان الرقمية.

"إسراء" لم تأبه للظروف الاقتصادية التي تمر بها عائلتها، وواصلت حلمها في تطوير موهبتها بدءًا من الرسم على الورق باستخدام الرسم بالفحم وصولًا إلى الرسم الرقمي، لتثبت أن خلف كل نجاح إبداع وتميّز.

فمنذ صغرها برعت "صافي" في فن الرسم بالفحم، بعدها لجئت إلى استخدام الألوان، مستغلة تفرغّها بعد تخرجها من تخصص الصحافة والاعلام في تطوير موهبتها بالتعلم الذاتي في الرسم الرقمي عبر موقع "يوتيوب" ووسائل التواصل.

وتضيف: "الرسم الرقمي مجاله جديد في قطاع غزة ولا يوجد اهتمام به لحداثته"، لكنني صممّت غلاف كتاب لأحد الأشخاص في الخارج بمقابل مادي والذي قد يفتح الأفق أمام هذا الفن في المستقبل".

أما مشروع (WHY NOT لمّ لا) الذي تبنّته "صافي" يعتمد على إيصال رسالة في كل صورة، مستشهدة بصورة محزنة لطفلة ذات عينين زرقاوين متسخة الثياب، ومطابقتها بالرسم الرقمي مستخدمة ذات الإطار والألوان.

وحول المعيقات تقول، إن مشروعها قامت برسمه في البيت عبر استخدام الماوس في جهاز لوحي قديم، مشيرة إلى الرسم الرقمي يحتاج لأدوات، مستدركة قولها: "لدي طاقة وعزيمة كبيرة ولصعوبة الأوضاع لا أستطيع توفير الجهاز الحديث الخاص بالرسم".

ووجهت صافي، رسالة لكل الموهوبين أمثالها مفادها "عدم الاستسلام للواقع الصعب في قطاع غزة، العمل على تطوير مهارتهم بالتعلم الذاتي والاعتماد على النفس حتى الوصول إلى طموحهم.