تقرير "رمزون السرايا".. تقنية ذكية لتنظيم سير المرور في غزة!

الساعة 09:29 م|24 ابريل 2019

فلسطين اليوم

يُعد ازدحام سير مرور المركبات العمومية على المفترقات في قطاع غزة، مشكلة تؤرق الكثير من السائقين والمارين لما ينتج عنها بفعل التخبط والبلبلة التي تَحدث نتيجة قلة الإمكانات والتقنيات المعمول بها في تنظيم السير.

فوضى المرور وازدحام السيارات والأشخاص على المفترقات بفعل عدم انتظام السير، نتج عن ذلك عدة تبعيات منها الحوادث وتجاوز الإشارات المرورية وغيره، ما دفع عدد من طلبة الهندسة الكهربائية في حل هذه المشكلة، من خلال مشروع تخرج في قسم الهندسة بالجامعة الإسلامية، لكنه يفتقد إلى التطبيق العملي على أرض الواقع.

"مشروع رمزون السرايا الذكي هي فكرة استخلصها عدة طلبة من الجامعة الإسلامية في غزة "تخصص هندسة كهربائية"  لإنتاج فكرة قادرة على حل مشكلة ازدحام المرور" كما يقول الطالب أحمد سمنة.

على قطعة خشبية جمع الطالب أحمد سمنه ومحمد الخطيب والأرقم عدوان، مشروعهم وبدأوا بتصميم مشروع التخرج، بأدواتهم البسيطة وهي عبارة عن ( كاميرات ولدات ولوحات تُحكم وألوان عشب صناعي وأسلاك كهربائية"، بهدف حل مشكلة الازدحام المرورية.

فكرة "رمزون السرايا" القائمة على حل المشكلة المرورية بطريقة آلية، إذ يضيف سمنة، بأن المشروع صُمم على وجود كاميرات مثبتة على أعلى الطرقات تقوم بالتصوير والتعرف على المركبات عند المفترق وإعطاء قيمة محددة للإشارات بالعمل وفق عدد السيارات الموجودة لتشغيل الطريق.

وأما عن مميزات المشروع، قال الطالب :"بأنه تم تصميم لوحة إلكترونية تنظم عمل الإشارات المرورية وفق نظام مبرمج بشكل آلي وهو قابل لتغيير حسب الحاجة التي تدعو لذلك"، مضيفاً بأن اللوحة الإلكترونية تعطي تعليمات للإشارات بالتشغيل وفق عدد السيارات المتواجدة على الطرقات لتنظيم عمل السير.

عمل متواصل دام عشرة أشهر من العمل الدؤوب والتنسيق المهام بين الطلبة الثلاثة في إخراج تصميم مشروع "رمزون السرايا" الذكي تحت أشراف الدكتور عمار أبو هدروس لتقديم كافة الدعم الفني والبحثي للمشروع.

وعرض الطلاب مشروع "رمزون السرايا" في مَعرض نظمه كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية بغزة في القاعة الكبرى، بعنوان "المؤتمر الهندسي الدولي السابع"، لعرض ابتكارات ومواهب طلبة الكلية، على مدار يومين من افتتاح المؤتمر.

وأضاف الباحثون على المشروع عدة تصميمات تميزه في مواكبة التطور والحداثة وعالم التقنيات، بتصميم تطبيق خاص على الهاتف يُمكن شرطي المرور في التحكم بإشارات المرور عبر هاتفه الشخصي أينما كان شريطة ارتباطه بشبكة الانترنت، وذلك لحل مشكلة وقوف الشرطي أمام المفترق لساعات طويلة في فصل الشتاء والحَر الشديد.

وفي حال لم يكن لذا الشرطي هاتف، صَمم الخريجون تقنية جديدة تُمكن الشرطي من تنظيم سير المفترق من خلال شاشة (LCD) في غرفة التحكم، تَعرض خَيارين وهي استخدام تقنية الكاميرات المثبتة أو بالضغط على أيقونة مبرمجة بشكل ثابت لتشغيل إشارات الرمزون بشكل منظم.

وأوضح بأن مشروع "رمزون السرايا" لاقى ترحيباً كبيراَ لدى المشاركين والمؤسسات الخارجية في معرض الجامعة الإسلامية، متابعاً قوله :"إن المشاركين كانوا يوجهوا له الأسئلة المباشرة حول الاستفسار المشروع، والمؤسسات المعنية حصلت على رقم هاتفه لتواصل معه.

أما عن الخطة المستقبلية للمشروع، تحدث سمنة أنه يسعى إلى تطوير التصميم من خلال التعرف على سيارات الإسعاف ومركبات إطفاء الحريق عبر الكاميرات المثبتة أعلى المفترقات، بالإضافة إلى معرفة طبيعة وأشكال الحوادث ومخالفات السائقين.

ويروي بأنه تم تقديم المشروع إلى بلدية غزة وشرطة المرور لتبني الفكرة وإعادة صياغتها عبر تطبيقها على أرض الواقع، إلا أن الواقع الاقتصادي الذي يمر به قطاع غزة منع من تنفيذ ذلك.

وحصل مشروع "رمزون السرايا" على أفضل مشروع تخرج في تخصص الهندسة الكهربائية على مستوى جامعات فلسطين لعام 2018م، ضمن جائزة م. زهير حجازي في الجامعة العربية الامريكية في مدينة جنين في الضفة المحتلة.

وشارك الخريجون عملهم في معارض دولية منها مؤسسة المهندسين العالمية (IEEE)، لعرض إبداعاتهم الهندسية ومن أجل تعزيز التبادل والخبرات العلمية بين المهندسين على مستوى أقطاب الدول.

أما عن العوائق التي واجهها الباحثون خلال تصميم المشروع، بينّ أن عدة صعوبات كانت عائقاً في تقدم المشروع منها الدعم المالي في شراء بعض الأدوات غالية الثمن، وانقطاع التيار الكهربائي المستمر أثناء تصميم المشروع وتأجيل العمل لأوقات آخرى.

وطالب الطالب أحمد سمنة المؤسسات والمعاهد الأكاديمية في تبني فكرة المشروع والسعي إلى تطويرها وتنفيذها في أسرع وقت ممكن، وتسهيل جميع الإجراءات للمشاركة في المعارض والمحافل الدولية لعرض إبداعاتهم الهندسية.

تعزيز الابتكارات التقنية

من جانبه، قال د. محمد عبد العاطي المشرف على مؤتمر الهندسي الدولي السابع، :"بأن المؤتمر متخصص في مجال الهندسة والاتصالات وتم عرض العديد من الأفكار التقنية من أعمال طلبة الكلية، ومنتوجات من شركات تكتنولوجية".

وأضاف د. عبد العاطي بأن الهدف الرئيسي من المؤتمر تواصل طلبة كلية الهندسة بشكل مباشر مع الشركات التقنية المشاركة، والتعرف على حاجات السوق، ما يطور من أداؤهم التقني وأفكارهم الابداعية.

وتابع :"شارك 100 طالب وطالبة و25 شركة أعمالهم في مجال التكنولوجيا والاتصالات خلال المعرض"، مشيراً إلى أنه ممول من البنك الدولي تحت اشراف وزارة التربية والتعليم العالي.

واستعرض المشرف أبرز المنتوجات التي عُرضت في المَعرض، مثل تقنية "الانترنت الأشياء" الجديدة والقائمة على التعلم على جعل الاشياء أكثر ذكاءً مع سهولة استخدامها وتحسين وترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، علاوةً على تطوير المنتوجات وتوسيقها عبر الانترنت.

وعن أهمية المعرض، أكد د. عبد العاطي بأن المعرض يسعى إلى تطوير الخط الدراسية واستحداث مساقات جديدة، وتعزيز قدرات الطلبة من خلال الدورات التدريبية في خلق فرص عمل.

يشار إلى أن قوات الاحتلال الاسرائيلي تفرض حصاراً على قطاع غزة منذ أكثر من 11 عاماً، ما أدى إلى تردي الأوضاع الاقتصادية وإغلاق المعابر وتقييد حركة المسافرين ومنع دخول بعض الأدوات الأساسية إلى القطاع.

 

92c4f91b-d62a-49d5-957a-197490a1a701

 

ea5bf254-93f0-43ce-afe0-2b5a9cd6936c

 

7981a5cb-3bfd-415a-8c56-248e7946efcb

 

05c8d6a5-81ce-4a29-87f8-593f04a3bc92

 

ab9ed4d7-2173-42b0-8680-5d1f3cc94918


 

bb72938d-6093-4d3a-b6d5-e87bc63224d9

4fb6d1b7-f07f-4e7f-a6de-64db721561ff

 

كلمات دلالية