بقلم: تسفي برئيل
(المضمون: السعودية تتأرجح بين ثراء لا يقدر وفقر مدقع. وهي متطرفة جدا لكنها مهمة للغرب. وتوجد لها قوة عظيمة لكن رؤساءها متخاصمون فيما بينهم. وهي مملكة تشكل المفارقة الكبرى في الشرق الاوسط - المصدر).
السعودية هي المفارقة الكبرى للشرق الاوسط. الدولة التي فيها الشريعة الاسلامية هي الدستور، والتيار الوهابي المتطرف هو الذي يملي نمط حياة المواطنين فيها. والتي المؤسسات الديمقراطية مثل البرلمان والقيم العالمية مثل حرية التعبير ومكانة المرأة ليست جزء من القاموس الرسمي والشعبي، والتي من داخلها خرج اسامة بن لادن ومعظم منفذي عمليات 11 ايلول 2001، بالضبط هذه الدولة تعتبر الحليفة الاهم للولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
في دولة تمتلك ثروة لا تقدر يوفرها لها النفط والغاز هناك جيوب كبيرة من الفقر المدقع، وفي المملكة التي لديها أحد الجيوش الحديثة في الشرق الاوسط، ليست لديها قوة بشرية مهنية يمكنها تشغيل الطائرات القتالية، لذلك اضطرت الى تجنيد طيارين من باكستان من اجل سد النقص. هذه دولة تعتبر الدولة الاكثر تأثيرا على الخطوات السياسية وفي يديها أدوات ضغط كبيرة على دول عربية وغربية، ورغم ذلك إلا أنها فشلت المرة تلو الاخرى في حل نزاعات اقليمية.
هي لا تتدخل تقريبا في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني رغم أنها وضعت على الطاولة المبادرة العربية التي حظيت بموافقة الدول العربية. جهودها لاحداث ثورة في لبنان انتهت بفشل ذريع، عن الحرب في سوريا ابتعدت رغم أنها كانت تستطيع ادارة صراع مواجهة ضد عدوتها ايران، في حين أن الحرب التي بادرت اليها في اليمن تستمر منذ اربع سنوات دون نهاية تلوح لها في الأفق، في حين أن عدد الضحايا التي تجبيها يزداد. اضافة الى ذلك، السعودية هي مسؤولة مباشرة عن احد النزاعات الداخلية – العربية الاكثر خطورة، الذي جاء بعد أن فرضت عقوبات على قطر وجرت معها مصر ودولة الامارات والبحرين الى عملية زائدة وخطيرة.
هل السعودية تحظى بتقدير زائد في الوقت الذي هي فيه اكثر من صهريج نفط ضخم يقتضي الحفاظ عليه بشدة كي لا ينفجر ويتحطم؟ هل هي حقا تستطيع أن تشكل رأس حربة عربية ضد ايران؟ أو أنها في الحقيقة دولة مذعورة تحاول البقاء على قيد الحياة في الوقت الذي فيه الاعتماد العالمي على النفط السعودية آخذ في التضاؤل؟.