العصبة الخماسية -يديعوت

الساعة 11:13 ص|15 ابريل 2019

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون الفوز يولد التوقعات؛ والفوز الكبير يولد توقعات كبيرة. الطرف يضغط على الوسط. او، في اعادة صياغة عن ميري ريغف، ماذا يساوي الفوز اذا لم نستخدمه - المصدر).

في السنوات الاولى لحكم بنيتو موسوليني، الطاغية الفاشي الايطالي، تأثر الكثيرون في العالم بالنظام الجديد. فقد قالوا انه "صحيح أنه توجد عبادة شخصية في ايطاليا؛ صحيح انهم يعتقلون معارضي النظام ويعذبونهم في السجون؛ صحيح أنهم يجتاحون دولا اجنبية ويدقون طبول الحرب، ولكن ماذا؟ القطارات تنطلق في الوقت الدقيق".

أتذكر هذا الثناء في كل مرة يطرح فيها على جدول الاعمال السؤال المتشدد هل تسير اسرائيل نحو نظام فاشٍ. أما ذكر القطار فينهي الجدال دفعة واحدة: عندنا، كما يتفق الجميع لا تنطلق القطارات في الزمن المحدد. هذه مواساتنا: حتى لو فرضوا على العمال تحكيما الزاميا، تماما مثلما لدى الدوتشيه، حتى لو بعثوا باعضاء اللجنة الى السجن، فان القطار سيصل الى المحطة متى يرغب سائق القطار في أن يصل. هكذا هو الحال لدى اليهود: منذ الحرب اياها توجد لنا حساسية خاصة تجاه القطارات.

هذا ليس نزيها تجاه المسافرين، جد غير نزيه، ولكن اذا كان البديل هو موسوليني – فاني افضل قطارات متأخرة.

ما يعيدنا الى السؤال الكبير – ان شئتم، الى العصبة الخامسة، التي ولدتها الانتخابات: ماذا سيفعل اليمين للانتصار الهائل الذي حققه. انتصار هائل، لانه يفوق بكثير عدد المقاعد التي حصلت عليها احزاب اليمين في الكنيست.

لماذا يظلم توزيع المقاعد اليمين؟ قبل كل شيء، لان نسبة الحسم العالية ابقت في الخارج 7 – 8 مقاعد اعطيت لاحزاب يمينية صرفة: وأنا اقصد اليمين الجديد لبينيت، زيهوت فايغلين وغيشر اورلي ليفي؛ ثانيا، حتى داخل الكتلة سجلت حركة ما يمينا، والا فمن الصعب أن نشرح تقلص كحلون، اليمين سوي العقل وفقا لروايته، من 10 مقاعد الى 4؛ ثالثا، الحزب الخصم، أزرق أبيض، أدرج في قائمته يمينيين واضحين وتبنى قسما كبيرا من مواقف اليمين؛ والعمل هو الاخر حاول أن يتبنى مواقف اليمين. جدول أعمال اليمين اصبح اجماعا.

يستعد لاعبو كرة القدم الذين يفوزون بالبطولة لصورة جماعية مع الكأس، يرشون الواحد على الاخر لترات من الشمبانيا وكيلو غرامات من القشدتة ويخرجون في اجازة. أما في السياسة فهذا يعمل بشكل مختلف. الفوز يولد التوقعات؛ والفوز الكبير يولد توقعات كبيرة. الطرف يضغط على الوسط. او، في اعادة صياغة عن ميري ريغف، ماذا يساوي الفوز اذا لم نستخدمه.

يمسك افيغدور ليبرمان بمصير الحكومة في يديه. معه يوجد لها 65 مقعد. ائتلاف يمكنه أن يعمل؛ بدونه يوجد لها 60 فقط. ظاهرا، يمكنه ان يحصل على كل ما يريد، ولكن ما الذي يريده. في حملة الانتخابات هاجم بشدة سياسة نتنياهو في غزة. فهل سيشترط انضمامه بوقف تحويل الاموال الى حماس؟ باحتلال غزة؟ هل سيصر على العودة الى وزارة الدفاع؟. من اجل ماذا؟ فترة ولايته السابقة كوزير للدفاع كانت هزيلة جدا، والاسوأ من هذا، رسمية، الرسمي هو يساري، هكذا تعلمنا في الانتخابات. فهل ليبرمان مستعد لان يكون يساريا؟

على ماذا سيضغط ممثلو الحزب الكهاني الذي يسمي نفسه اتحاد احزاب اليمين. هل سيعملون على ضم اجزاء من الضفة؟ استيطان مكثف في قلب السامرة؟ تصفية محكمة العدل العليا؟ تعيين قضاة من جانبهم؟ شرعنة الارهاب اليهودي؟

وممثلو الليكود، هل سيسنون قانونا يمنح الحصانة لنتنياهو من لوائح الاتهام؟ هل فقط لنتنياهو وليس لكل الوزراء والنواب المشبوهين بالفساد؟ هل سيصفون هيئة البث؟ هل سيسرعون عملية تسييس الخدمات العامة؟ هل سيحجبون الميزانيات عن كل من ليسوا منهم؟

ما الذي سيفعل كل نوابهم الجديد، معظمهم بلا اسم، كيف سيجذبون الانتباه؟ كيف سيردون الجميل لاولئك الذين رفعوهم.

وماذا سيريد درعي ويريد الاصوليون؟ لهم ايضا يوجد ناخبون شهيتهم ايمانهم. هل سيرغبون في تعطيل الدولة في السبوت اكثر مما هي معطلة اليوم، اغلاق النشاطات الثقافية ودور التجارة، منع اي عمل في السبت، اقصاء حتى النهاية لقانون التجنيد؟

وماذا يريد نتنياهو اكثر من حل مشاكله الشخصية؟ ما هي رؤياه؟ هل محسوم معه أن يؤدي الى اقامة دولة واحدة، ثنائية القومية، بين النهر والبحر؟ كم بعيدا مستعد هو لان يسير في اضعاف مؤسسات انفاذ القانون؟ ما هي خطوطه الحمراء؟

هل توجد له خطوط حمراء؟

كلمات دلالية