بذكراهم الأولى

شهداء الإعداد والتجهيز.. رجال تركوا بصماتهم في كل الميادين

الساعة 08:36 م|14 ابريل 2019

فلسطين اليوم

شهداء الإعداد والتجهيز، هم الأبطال الذين قضوا معظم وقتهم بين ساحات الرباط، وميادين الجهاد، وحفر الأنفاق وصناعة الصواريخ وزرعوا العبوات الناسفة ليحموا الحمى ويدافعوا عن ثرى فلسطين وكرامة وعزة أبنائها و يا لهم من رجال تركوا بصماتهم في كل الميادين، وبذلوا دماءهم رخيصة في سبيل الله عزوجل.

هم رجال امتثلوا لقول الله تعالى" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل "، فواصلوا العمل الليل بالنهار من أجل إعداد العدة ليوم التلاق, و أخذوا على عاتقهم مفاجئة العدو الصهيوني بإنجازات تربك حساباته في كل معركة.

وفي مثل هذا اليوم الموافق 14 - 4 من العام الماضي زفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أربعة من مجاهديها الميامين الذين ارتقوا أثناء الإعداد والتجهيز وهم: " أمجد حسني القطروس "18 عاماً"،  عائد صالح الحمايدة "23 عاماً"، هشام محمد عبد العال "22 عاماً"، هاشم عبد الفتاح كلاب "18 عاما" وجميعهم من لواء رفح.

الشهيد المجاهد/ أمجد حسني القطروس

ولد شهيدنا أمجد حسني محمد القطروس، في حي البرازيل جنوب مدينة رفح، في أحضان أسرة ملتزمة ومحافظة، فكان ميلاده بتاريخ 9–2–2000م، عاش وتربى على الأخلاق الإسلامية، والآداب الحسنة، التي استمدها من والديه واخوته ومسجده.

وتميز شهيدنا " أمجد" منذ  طفولته بالهدوء والوقار، وحسن الخلق، كما كان باراً عطوفاً بوالديه، محباً لإخوانه وخواته، واصلاً رحمه، متميزاً بعلاقته الطيبة مع جيرانه وأقاربه، فكان تعامله معهم مبنيٌ على الحب والتقدير المتبادل، ومن شدة حب شهيدنا للشهادة كان  عندما يشارك في تجهيز قبور الشهداء ينزل القبر ويتمدد فيه ويتمنى أن يلقى الله شهيداً ، وأن يكون من مع الشهداء.

كانت بداية شهيدنا في سرايا القدس  مبكرة ، حيث التحق بصفوف السرايا  منذ العام 2017م ، وتميز بعلاقة قوية مع اخوانه المجاهدين ، كذلك أحب أن يكون واحداً ممن يسير على خطى  شهداء السرايا السابقين.

فبدأ العمل في صفوف الجناح العسكري بكل نشاط وقوة، وبرز دوره  الجهادي شيئا فشيئا،  فكان ممن تقدم الرباط على ثغور الوطن طمعاً في نيل الشهادة في سبيل الله، متميزا بالجرأة والشجاعة، وعشقه للموت في سبيل الله  دون  مهابه.

كان دوماً في مقدمة صفوف الاعداد في سبيل الله، فقد كان يحمل بداخله روح مقاتل عنيد  صلب يمتلك عزيمة كالفولاذ، ونظراً لكفاءته في العمل  فقد عمل الفارس بوحدة النخبة التابعة لسرايا القدس في لواء رفح,  ومن أبرز الأعمال التي نفذها وعمل بها هي مشاركته الفاعلة والبارزة  في حفر الأنفاق ليكون له بصمة فيها في أي عمل جهادي ضد أعداء الله، عدا عن مشاركته في تنفيذ عدة مهام جهادية خاصة أوكلت له ونفذها ونتحفظ عن ذكرها.

الشهيد المجاهد/ عائد صالح الحمايدة

الرجل الخلوق والشجاع العنيد في مواجهة أعداء الله، وهو ممن صنع مع إخوانه النصر في معركة  "البنيان المرصوص" وزرع الهزيمة في نفوس الأعداء، جاء فجر ميلاده  بتاريخ   25 – 5 – 1995 م، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ، ليعيش طفولته وشبابه في كنف أسرة كريمة مجاهدة, حرصت  أن تكون في صفوف الموحدين المسلمين المنتمين لعقيدة الإسلام, فشب مجاهداً صنديداً عاشقاً لفلسطين ومقدساتها.

مع بدايات عام 2014م انضم الشهيد المجاهد "عائد الحمايدة"  لصفوف "سرايا القدس"، وكان حقاً نِعمَّ المجاهد الهّمام الذي لا يخشى إلا الله تعالى، حيث تلقى عديد الدورات العسكرية التي أهلته ليكون مجاهداً صنديداً وفارساً مغوار في كل الميادين، ونظراً لما قدمه الشهيد وأظهره من شجاعة وبسالة وأقدام في كافة ميادين التدريب والقتال، كان حقاً على سرايا القدس أن تكرم أبنائها وتنزلهم منازلهم، فارتقى من جندياً في أحد الوحدات القتالية، لمقاتل في صفوف وحدة النخبة، ثم وقع الاختيار ليكون قائداً لمجموعة ضمن وحدة النخبة.  

" عائد الحمايدة " له من اسمه نصيب، فقد جاهد الاحتلال وشارك في معركة "البنيان المرصوص" ، ورجل عرفته الميادين والكمائن والثغور وعرفه باطن الأرض يوم أن عمل بها لسنوات، وعرفته أزقة رفح يوم أن رابط ليحمي أهله وناسه من بطش الأعداء، وعرفته ميادين القتال.

كان شهيدنا عائد يحب إخوانه المجاهدين ودائماً يذكرهم بالله عز وجل ويحثهم على الصبر والثبات عند اللقاء، ويسجل له مشاركته في العديد من المهمات الجهادية التي كانت توكلها له قيادته العسكرية، ومشاركته في إعداد الكمائن للعدو عبر زرع العبوات الناسفة في طريق تحركاتهم كما شارك في حفر وتجهيز الأنفاق.

الشهيد المجاهد/ هشام محمد عبد العال

"هشام" نجل الشهيد القائد "محمد عطوة عبد العال" أحد أبرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, الذي ارتقى في مهمة الاعداد والتجهيز بتاريخ 04/14/ 2018م، ليلتحق بركب والده الشهيد "محمد" والذي ارتقى  في أول عملية اغتيال نفذها العدو الصهيوني في بداية انتفاضة الأقصى المباركة يوم ٢ ابريل-نيسان عام ٢٠٠١م.

وقد جاء فجر ميلاده في تاريخ 9/8/1996م، ليكون ميلاده ميلاد مجاهد جديد وفارس صنديد ينضم إلى ركب الفرسان الذين يدافعون عن راية الاسلام العظيم, كيف لا..!، وشهيدنا "رحمه الله" عاش وترعرع في بيت عُرف بالتزامه وانتمائه للإسلام وفلسطين عقيدة ومنهجاً .. فشب على عشق الشهادة في بيل الله.

ودرس شهيدنا هشام المراحل الدراسية المختلفة في مدارس محافظة رفح ثم أكمل دراسته الجامعية، تخصص المحاسبة, من إحدى الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة، كما منَّ الله على شهيدنا حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في المرحلة الثانوية, إضافة لتلقيه العديد من الدورات الدينية في العقيدة والفقه، والتي أثقلت شخصيته الإسلامية.

انتمى الشهيد الفارس " هشام " إلى صفوف سرايا القدس في مطلع العام " 2012 "، وكان من صفوة المجاهدين في كافة مراحل التدريب والإعداد التي خاضها مع إخوانه, وتدرج في العمل شيئا فشيئا ونظراً لنشاطه اللافت وأدائه المميز من بين المجاهدين تم اختياره ليكون أحد فرسان الوحدة الخاصة لتأدية مهام وأدوار لا تكلف إلا للمجاهدين النخبة والصفوة في سرايا القدس الذين حصلوا على وسام الشجاعة.

ومن أبرز أعماله الجهادية  مشاركته في حفر وتجهيز الأنفاق الخاصة بسرايا القدس، ومشاركته في عمليات اطلاق الصواريخ المختلفة في "معركة البنيان المرصوص"، ويسجل له مشاركته في العديد من المهام  الجهادية الخاصة والرباط على الثغور ورصد تحركات العدو على طول الشريط الحدودي.

الشهيد المجاهد/ هاشم عبد الفتاح كلاب

لم يكن عام 2000 م كغيره من الأعوام، إنه عام ميلاد الشهداء العظماء، الذين سطروا بدمائهم قصص حياتهم ونقشوها في ذاكرة التاريخ، ففي هذا العام وفي تاريخ 4 – 8 – 2000 م, ولد شهيدنا المجاهد: هاشم  عبد الفتاح كلاب، وكان ميلاده ميلاد النور من وسط الظلام الذي كان يلف فلسطين ، حيث أنه ولد في ظل بداية انتفاضة الأقصى المباركة.

التحق شهيدنا هاشم في صفوف سرايا القدس  في عام 2017 م ، لم يستطع هاشم أن يجلس في بيته وهو يرى جموع الشباب تتسابق نحو الجهاد والإعداد والتجهيز طالبة الشهادة، فقام بإرسال العديد من الرسائل والاتصال بالأخوة المجاهدين  طالبا منهم أن يتم تجنيده في صفوف سرايا القدس، وأمام إصراره الشديد وصدق نيته والحاحه المتواصل تم الموافقة على طلبه، وانطلق هاشم مسرعا إلى ميادين الجهاد والمقاومة والإعداد.

وتدرج شهيدنا في مشواره الجهادي ضمن صفوف السرايا، فقد بدأ كجندي، وبعد أن أثبت نفسه وخبرته العسكرية، وأظهر شجاعته وإقدامه في سبيل الله , وقع عليه الاختيار ليكون أحد مجاهدي "وحدة النخبة" لسرايا القدس في لواء رفح ، وكان عند حسن ظن إخوانه به، حيث أنه نعم المجاهد الصادق مع الله عز وجل.

وخلال فترة جهاده التي قضاها شهيدنا هاشم ضمن صفوف "سرا يا القدس"، شارك في العديد من المهام الجهادية والتي كان أبرزها: الرباط الدوري على حدود وثغور المنطقة الشرقية، المشاركة في حفر وتجهيز الأنفاق، مشاركته في تنفيذ العديد من المهام الجهادية الخاصة التي أوكلت له.

ورحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

كلمات دلالية