أمانة الكلمة وصدق الرسالة

الساعة 11:31 ص|14 ابريل 2019

بقلم

التحولات السريعة التي تشهدها المنطقة العربية وتأثيرها المباشر على القضية الفلسطينية، ما يحدث في الجزائر والسودان وسوريا واليمن وليبيا وغيرها له تأثير مباشر على القضية الفلسطينية, وكما كان يقول الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله «محور أي عاصمة عربية القدس»، ما افرزته الانتخابات الصهيونية وفوز اليمين الصهيوني المتطرف بتشكيل حكومة جديدة، وما افرزته السلطة الفلسطينية بإعلان محمد اشتية تشكيل حكومة بلون واحد كما وصفها أمين عام الجبهة الديمقراطية نايف حواتمة «حكومة فتح»، واللهاث الرسمي العربي وراء «إسرائيل للتطبيع معها, والخطوات العدائية الأمريكية المتلاحقة ضد الفلسطينيين والتنكر لأبسط حقوقهم، مع تجريم أمريكي كامل وشامل لخط المقاومة في المنطقة، وإضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني وخوضهم لمعركة «الكرامة2» كل ذلك تطلب ان يخرج الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الأستاذ زياد النخالة بتصريحات تتناسب مع الحدث، وتحذر مما هو قادم, وتطالب بالتنبه للأخطار الجسيمة التي تحدق بالقضية الفلسطينية والمنطقة برمتها، إنها أمانة الكلمة وصدق الرسالة.

الأمين العام للجهاد الإسلامي استهل كلمته في حفل إشهار كتاب «درب الصادقين» بالقول «وها نحنُ اليومَ وسطَ معاركِنا المتنوعه نقومُ بواجبِنا بكل ثقة وثبات»، أي انه يعلم تماما خطورة ما يجري, وأنها معارك تتطلب جهوزية تامة على كل المستويات لدفع الأخطار عن شعبنا وقضيتنا الفلسطينية مضيفاان شعبنا الذي لمْ يتوقفْ عَنِ المقاومةِ مِنْ أجلِ تحريرِ فلسطينَ, هذِهِ المقاومةُ التي تديرُ معركةً أخرى على حدودِ غزةَ بكلِّ كفاءةٍ واقتدارٍ, فرغمَ الحصارِ الظالمِ والجائرِ، ورغمَ الظروفِ الصعبةِ التي يعيشُها شعبُنا في قطاعِ غزةَ, إلاّ أنَّ المقاومةَ تثبتُ كلَّ يومٍ قدرتَها على الصمودِ، وقدرتَها على منازلةِ العدوِّ في كلِّ ساحاتِ القتالِ، وهى محميةً بحالةِ إجماعٍ شعبيٍّ رغمَ المعاناةِ وقلةِ الزادِ وقلةِ النصيرِ, فالقائد النخالة يعزز قناعة الشعب الفلسطيني بأن المقاومة هى السبيل الوحيد لوقف الأخطار وانتزاع الحقوق, وانه رغم كل هذا التغول على مقاومتنا الفلسطينية والتأمر العلني عليها, لكن شعبنا مطالب بأن يقاتل للحفاظ على مقاومته, وحمايتها من كل المؤامرات التي تتعرض لها, فالخطر الأكبر على قضيتنا الفلسطينية يتمثل باستئصال المقاومة ووأدها. واستشهد بالقول « لذلك أؤكد هنا ان سرايانا المظفرة وكتائبنا الباسلة تقف علي أهبه الاستعداد للدفاع عن الشعب الفلسطيني أمام أي عدوان محتمل, اخذين بعين الاعتبار تهديدات العدو التي لم تتوقف, يوما واحدا».

ولا شك ان صفقة القرن بما تمثله من تهديد مباشر على القضية الفلسطينية، وعلى المنطقة العربية برمتها دفعت الأمين العام للجهاد الإسلامي للتحذير منها بالقول "اليومَ يكثرُ الحديثُ عَنْ صفقةِ القرنِ التي ترفعُ رايتَها الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ، والتي تنحازُ فيها للعدوِّ بشكلٍ كاملٍ وواضحٍ، ولا تحتاجُ لمَنْ يتوقعُ أو يحللُ. وأقولُ لكم إنَّ جزءاً كبيراً، بل وخطيراً، قد أُنجزَ في هذِهِ الصفقةِ فاعتبارُ القدسِ عاصمةً للكيانِ، والإقرارُ بالسيادةِ للعدوِّ على هضبةِ الجولانِ، هو في الحقيقةِ جزءٌ مِنْ هذِهِ الصفقةِ التي يتحدثونَ عنها, وما تبقى منها لتكتملَ هو اعتبارُ الضفةِ الغربيةِ كاملةً تحتَ سيادةِ العدوِّ، هذِهِ هي صفقةُ القرنِ لا دولةٌ فلسطينيةٌ ولا هويةٌ فلسطينيةٌ, وعلى الأنظمةِ العربيةِ امتصاصُ تداعياتِ الصفقةِ بعدَ ذلكَ، بإقامةِ سلامٍ وعلاقاتٍ مع هذا الكيانِ» والصفقة بما تحمله من أخطار على القضية الفلسطينية يدل على ان الإدارة الأمريكية تحتكم إلى منطق القوة في فرض سياساتها على الجميع, هذا المنطق الذي أصبح يحكم العالم, فأمريكا تعاقب من تشاء وتمنح العدو الصهيوني أرضا ومقدسات، وتعاقب كل من يمد يد العون للشعب الفلسطيني ويدعم صموده ويعزز مقاومته.

لقد جاءت المعالجة لهذه القضايا الساخنة التي تعصف بالقضية الفلسطينية وتشخيص الحالة بوعي كبير من خلال التوصيات التي تحدث عنها الأمين العام لحرة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة الذي أوصى بالتالي.

أولا: المطالبة بتوحيد الصفوف لمواجهة المتغيرات التي تحيط بالفلسطينيين من كل الاتجاهات، وانه لا يجب ان نبقى نراوح مكاننا فجميعنا مستهدفون شعبا وقضية.

ثانيا: يجب تعزيز روح المقاومة وإرادة التحدي لدى شعبنا ومن يحسن الظن بهذا العدو يجب أن يغادر هذا الوهم، فالعدو يحشد للحرب لإنهاء المقاومة واستئصال جذوتها في قطاع غزة.

ثالثا: على الفلسطينيين ان يخرجوا من حالة التقاذف وتبادل الاتهامات، وان يقف الجميع أمام مسؤولياته، وعلينا كفلسطينيين ان نضع برامج لتجاوز هذه المرحلة وهذا يتطلب ان ننهض جميعا لمواجهة العدوان.

رابعا: الفرصة ما زالت مواتية للجميع كي نوحد خطابنا وقوى شعبنا للتصدي للعدوان الصهيوامريكي الذي يستهدفنا جميعا، فما زال أمامنا فسحة من الوقت, لكن هذه الفرصة قصيرة وقد تزول إذا تباطأنا في ذلك.

الأمين العام اختتم كلمته بتحية الأسرى وهو يخوضون معركتهم ضد الاحتلال، مؤكدا أنها معركة الشعب الفلسطيني كله، والمقاومة ملتزمة بالدفاع عن أسراها بكل الوسائل، ولن تتخلى حركة الجهاد عن واجبها.